الخميس, نوفمبر 28, 2024
Homeمقالاتماهكذا نقدم انتحار شباب العراق! /3 : عبد الرضا حمد جاسم

ماهكذا نقدم انتحار شباب العراق! /3 : عبد الرضا حمد جاسم

يتبع ما قبله لطفاً

7. أ. د قاسم حسين صالح وتحت عنوان فرعي هو: “ظاهرة الانتحار…أكبر من ان تستوعبها دراسة” كتب التالي: [لا يمكن لأية دراسة علمية ان تقدم صورة كاملة لظاهرة الانتحار لاسيما في المجتمعات الشرقية والاسلامية، ليس فقط لتعقد أسبابها بل ولأن الباحث فيها لا يمكن ان يصل الى حقائق تخفيها عنه عوائل المنتحرين وأصدقاؤهم ومراكز الشرطة والمؤسسات الطبية المعنية بالأمر] انتهى.

تعليق: نعــــــــم…لكن أقول أولاً أن الانتحار في العراق كما أشرتُ في الجزء الأول لم يصل الى حد “الظاهرة”.

 نعم مشكلة الانتحار او أي مشكلة اجتماعية /نفسية سواء كانت “كارثة””ظاهرة””مشكلة””حالة” لن تتمكن دراسة واحدة من ان تلم بكل ابعادها حتى لو تعددت الدراسات وتنوعت بتعدد وتنوع المجتمعات و البلدان لان مجال الانتحار يمتد من أعماق “سحيقة” في العقل الباطن للفرد الى تلوث البيئة مروراً بكل التنوع المجتمعي قومي/ ديني/ سياسي و عوامل عديدة أخرى، و لما لم يتمكن العلم لليوم من اختراع ألة تسبر اغوار العقل الباطن او تغوص في أعماقه لاستكشافها، و لم يتمكن مع هذه السنين الطويلة من القضاء على الامراض  بكل اسمائها و أنواعها، تعجز اذن كل الدراسات عن الالمام بموضوع الانتحار أو أي مشكلة اجتماعية/نفسية مهما كانت صغيرة او محدودة ظاهراً وهذا مفهوم عند المتخصص ويجب ان يعرفه غير المتخصص وبالذات منتسبي الدوائر والمنظمات في العراق التي تتعامل مع الحالات الاجتماعية/النفسية بكل اشكالها وأنواعها و منها الانتحار.

الانتحار كما اتصور قرار فردي/ نفسي تأثر بالمجتمع ويؤثر في المجتمع، يُتَّخَذْ عن وعي وإدراك تامَيَّنْ عند المُنْتَحِرْ بضرورة وحتمية مغادرة هذه الحياة واكيد في سبيل حياة أفضل كما يتصور…وهذا ما يُفسر النسبة الكبيرة من حالات الانتحار عند اشخاص حاولوا الانتحار قبل ذلك وهذا دليل على الإصرار والشجاعة والرغبة في مواجهة الموت في سبيل الخلاص من عذاب والعيش من جديد بحالة جديدة فيها سعادة وهناء كما يتصور…فهو لا يغادر الحياة في سبيل لا شيء لأنه ان كان كذلك فالبقاء في هذه الحياة أفضل. المُنتحر يقاوم كل ما موجود في عقله الباطن تلك التي تدفعه للاستمرار في الحياة من عوامل المحيط وكل تاريخه، فهو يُقَدِمْ ثمن كبير جداً في سبيل الحياة الجديدة التي يحلم بها ويعتبر ذلك واجب عليه وربما ثورة يقوم أو يشارك بها حاله حال الثوار الذي يقدمون حياتهم فداء أفكارهم وثورتهم.

 ولمعرفة الانتحار ودراسته وتحمل اضراره ومحاولة التقليل منه ومنها يجب التركيز والتفكير في البحث عن احتمالات تواجد الراغب بالانتحار… وأينْ؟ في كل هذا الكم الهائل من الضغوطات النفسية والاجتماعية والجسدية وإيصال المعلومة اليه بأن هذه الحياة أفضل من تلك التي يحلم بها وعليه ان يتفاعل مع محيطة ومعاونيه “من يقدم له العون”/معالجيه لتجاوز حالات الاندفاع باتخاذ قرار الانتحار والتفكير بتغيير ما يريد في محيطه القريب والبعيد بشكل سلمي لا بهروبه الى المجهول والتركيز على افهامه بأن الانتحار هروب وخوف وليس شجاعة. وهنا الصعوبة التي تفوق صعوبة البحث اليدوي عن “جزء من إبرة في تلال من القش” عليه يجب التفكير في إيجاد آلية علمية عملية لتسهيل التقاط “جزء الابرة” من تلال القش دون ان نفقد القش. وهذا يستدعي استمرار البحوث والدراسات والانتباه الى كل حالة تشذ عن السياق العام والاستفادة منها. ودراسة “لجنة الدكاترة” يمكن وصفها بأنها من تلك الدراسات و نتائجها واحدة من تلك النتائج غير السائرة وفق آراء علماء الاجتماع و النفس أي لا تتلاءم مع السياق العام حيث مفهوم و مؤشر و معلوم و متوقع ان الشعب الذي يتعرض للحروب والاضطهاد والتعذيب والحرمان لفترات طويلة متداخلة تزداد فيه احتمالات ارتفاع عدد محاولات الانتحار وبالتالي ارتفاع حالات الانتحار بالقياس الى المجتمعات المرفهة الأمنة…ويجب على المهتمين في المجتمع ان يفرحوا بنتائج دراسة “لجنة الدكاترة” هذه وتأكيد المطالبة بالقيام بدراسات أخرى بشكل دوري والبحث عن الأسباب التي ساهمت في افراز تلك النتائج المثيرة للاهتمام.

الرغبة في حياة أخرى أفضل تلك التي يسعى اليها “المُنْتَحِرْ” كما أعتقد وأشَرْتُ اليها أعلاه نجد إشاراتها هنا او هناك ومن تلك الإشارات التالي:

 اولاً: من التاريخ: وهو اهتمام الفراعنة وغيرهم بالموتى او بعضهم.

ثانياً: من التاريخ ايضاً: النصوص المقدسة عند البعض التي تقول بوجود حياة أخرى وايمانهم بها وتكريس جزء من حياتهم للعمل على تحسين عيشهم في تلك الحياة.

 ثالثاً: من الواقع: وهو القول الدارج “أموت وأخلص من هالدنية الطايح حظهه” من هالعذاب…الخ””مات ارتاح” وغيرها.وحتى عبارة”الله يرحمه”

رابعاً: من الواقع ايضاً: حيث يهب البعض للانتحار بتفجير نفسه وهو سعيد جداً ربما يعتبرذلك الفعل الاجرامي قمة نجاحه وسعادته أملاً بشيء يسعى اليه او يرغب/يتمنى ان يناله…((هذه نقاط كما اعتقد تحتاج للنقاش والتدقيق والنقد والإضافة)).

الدراسة موضوع رد أ. د قاسم حسين صالح لم تُشِرْ الى أنها تمكنت من الإحاطة بمشكلة الانتحار بكل جوانبها ولن تستطيع أو يُقبل منها ذلك، فلو قال القائمون عليها بذلك لكان نصيبهم التندر والاستخفاف مع كل الاحترام لهم ولغيرهم والتقدير والشكر لهم لما قدموا وبذلوا…فعرفوا واجبهم وحدود الحال وتمسكوا بصحة مسيرتهم في الدراسة رغم ما أحاط بهم وبها من صعوبات اكيد انتجت هفوات يجب المرور عليها. وانتقادها بدقة وعلمية وليس الانتقاص منها.

………………………………………………

8.ثم يُكمل أ. د قاسم حسين صالح حيث كتب:[ولا يعنينا هنا الجانب العلمي للدراسة الذي استوفى شروطه المنهجية، انما الذي دعانا الى كتابة هذه المقالة هو ان دراسة زملائنا الأطباء النفسيين نشرت بمجلة اجنبية، وان منظمة الصحة العالمية والمنظمات المعنية المرتبطة بالأمم المتحدة، ومنظمات المجتمع المدني العربية والعالمية، والقارئ الأجنبي بمن فيهم الأطباء النفسيون سيخرجون بانطباع ان الانتحار في العراق اقل من معدلاته في أوربا، وان أهله لا يحتاجون الى مساعدات اقليمية ودولية للحد منه، بل ان الحكومات العراقية بعد التغيير ستعتمدها شهادة من علماء الطب النفسي بان معدلات الانتحار في زمنها هي اقل حتى من بلدان عربية تتمتع بالاستقرار.. وهي بالضد تماما من حقيقة ان ظاهرة الانتحار في عراق ما بعد 2003 تعدّ كارثة اجتماعية غير مسبوقة في تاريخه.] انتهى

تعليق: كيف لا يعنيك استاذنا الفاضل الجانب العلمي للدراسة وهو الذي قُبِلَتْ بموجبه لتُنشر في تلك المجلة الأجنبية المتخصصة وهذا جعلها وسيجعلها محل دراسة المتخصصين وتحليلاتهم؟ ثم ما الضير والضرر في خروج من يطلع عليها بانطباع جيد؟ الانطباع الجيد ان فات أ. د قاسم حسين صالح سيدفع أولئك الأطباء النفسيين وتلك المنظمات الى زيادة التعاون مع تلك اللجنة وربما دعوتها /تشجيعها لإعادة او تكرار مثل هذه الدراسة لزيادة الاطمئنان والتأكُدْ وهذا حال مثل هذه الجمعيات والمنظمات فهي تُريد تأكيد النتائج وهي لا تعتمد على قصاصات من الصحف ومراسلي التلفزيون غير المهنيين والذين لا تهمهم الدقة والتدقيق ولا يعرفون ما قالوا ويقولون و يمتنعون عن نشر الردود على ما ينشرون…وفات أ. د قاسم حسين صالح أيضاً أنه بقوله هذا كما أعتقد ظلم لتلك الشخصيات و المنظمات العالمية عندما يعتبرهم بهذه السذاجة ليقرروا تحت تأثير نتائج دراسة واحدة وهم يعرفون كما يعرف ان دراسة واحدة لا تكفي وبالذات مثل دراسة “لجنة الدكاترة” التي جرت في ظروف يعرفونها جيداً ولم تغفل “لجنة الدكاترة” عن الإشارة اليها و لَمَسَ ذلك العضو البريطاني فيها الذي أكيد اطلع على الصعوبات وواقع حال مراكز العلاج النفسي

ومراكز الرعاية الاجتماعية في العراق… سوف لا يكتفون باعتماد تلك الأرقام إنما سيعملون على إيجاد السبل وتقديم العون في سبيل تشجيع مثل هذه الدراسات وفي سبيل نقل خبرتهم وتقديم دعمهم للعمل على التقليل من حصول تلك الحالات وسيعتمدون على الجانب العراقي في تنفيذ ذلك مع احتضانهم له ودعمهم والإشادة بجهودهم. هم في تصوراتهم ان ما توصلت اليه “لجنة الدكاترة” تدفع لطرح الكثير من الأسئلة التي يريدون الإجابة عليها ليعلموا ويتعلموا من نتائج هذه الدراسة المثيرة لهم تلك التي أتت بالضد من الكثير من الاحتمالات التي يعرفونها عن مجتمع مر بظروف مشابهة للظروف التي مرو يمر بها المجتمع العراقي.

 ثم ما هي المساعدة التي تستطيع تلك الشخصيات والمنظمات تقديمها للعراق والتي خاف أ. د قاسم حسين صالح من ضياعها /فقدانها/عدم الحصول عليها غير الدراسات والندوات وما اشرتُ اليه أعلاه؟ اعتقد ان هذا الطرح غير مقبول وعجيب. فهذا العدد الكبير من الأساتذة العراقيين المختصين بعلم النفس والمجتمع لا يوجد بينهم من يعرف/يتمكن من دراسة مشكلة اجتماعية في مجتمعه لذلك يحتاجون الى من يَدْرِسُها لهم أو بدلاً عنهم؟ هذا ظلم بحق الأساتذة والمختصين.

 هل تلك المساعدات التي يقلق أ. د قاسم حسين صالح من ان تكون هذه الدراسة سبباً في حرمان العراق منها هي: أجهزة معقدة او أقمار اصطناعية او مفاعلات نووية صغيرة…أو مختبرات بحوث أو أي شيء من هذا القبيل لا يتوفر في العراق؟ أم انها لا تتعدى دعوات ترفيهية وحضور ندوات لا فائدة منها إن كانت النتائج كما يتصور أ. د قاسم حسين صالح؟

 اقل ما يمكن ان تنفع به أو قدمته هذه الدراسة هي النتائج التي توصلت اليها واعترض عليها أ. د قاسم حسين صالح حيث هي دراسة اُنجزت في العراق وفي ظروف العراق وخاض تجربتها أساتذة عراقيين …وستكون قاعدة أساسها علمي يمكن الاستناد عليها في دراسات لاحقة حتى وان كانت غير مكتملة وفق رأي البعض ومنهم الذين شاركوا بها.

ثم يطرح أ. د قاسم حسين صالح طرح غريب وعجيب آخر هو: [بل ان الحكومات العراقية بعد التغيير ستعتمدها شهادة من علماء الطب النفسي بأن معدلات الانتحار في زمنها هي أقل حتى من بلدان عربية تتمتع بالاستقرار].

 أعتقد هذا طرح ما كان يجب ان يصدر من أستاذ متخصص ومتابع…لا أعتقد أنَ هناك جهة في العالم يمكن ان تُصَّدق شيء جيد يُنسب للحكومة العراقية وفي أي مجال من المجالات حتى يصدقوا ان هذه النتائج بفضل جهود الحكومة وهم يعرفون الإهمال الذي يعيشه المجتمع العراقي في جانب الطب النفسي ودوائر الرعاية الاجتماعية.

 ثم على فرض حصول هذا وهو مستبعد، لماذا يغتاظ أ. د قاسم حسين صالح من ذلك؟ وهو المفروض انه يعلم من انها لو ادعت ذلك ستكون “مَضْحَكَه” أمام العالم وأمام الشعب؟

ثم يُشير أ. د قاسم حسين صالح الى الأسباب التي دفعته لكتابة هذه المقالة…يبدو ان المشكلة ليست في تلك الدراسة أو في دراسة مشكلة الانتحار او تقديم شيء مفرح عن المجتمع في هذا الظرف القاسي ، انما لأنها نُشرت باللغة الإنكليزية و في مجلة علمية اجنبية و ان منظمة الصحة العالمية و المنظمات المرتبطة بالأمم المتحدة و منظمات المجتمع المدني العربية و العالمية و القارئ الأجنبي بمن فيهم الأطباء النفسيون سيخرجون بانطباع ان الانتحار في العراق اقل من معدلاته في أوربا و أن أهله لا يحتاجون الى مساعدات إقليمية ودولية للحد منه و الدليل هو تكرار هذا الطرح …

 أستغرب ولا أستغرب من هذا الطرح العجيب، لقد طرح الدكتور هذه النقطة في السطور الأولى من مقالته وتَرَكْتُ عليها ملاحظة ويعود لطرحها مرة اخرى، هذه العودة قد تُؤشر الى شيء ليس سهلاً!!! وهي قد تدفع للتفكير أكثر بأسبابها، في طرحها اول مرة وفي تكرارها فربما ليس المهم علم الاجتماع وعلم النفس بقدر ما أن المهم هو المساعدات او دعم تلك الشخصيات والمنظمات. والإشارة الى دعم تلك المنظمات فيه ما يدفع الى الاستغراب مرتين مرة لأن هذه المنظمات تحتاج أن تُعيد تلك الدراسة او امثالها وقد تكلف فريق اخر لأنها لا تتبع ما يتبعه البعض بأن ينقش من هنا و من هناك و يطلق على ذلك دراسة او يُسطر منشورات من صحف وفضائيات غير مهتمة بدقة ما تنشر او تبحث عن وثائق …والثاني هو انه يمكن لهذه لدراسة ان تدفع المنظمات الى وضع برنامج لدراسة هذه الحالة الغريبة في المجتمع العراقي الذي تَمَيَّزَ عن كل المجتمعات و سفه بعض الطروحات حيث انه مجتمع تعرض الى ما لم يتعرض له مجتمع في القرن العشرين و الواحد و العشرين …أكثر من أربعة عقود حروب مستمرة دون انقطاع بكل اشكالها وبتزامن، عسكرية استعملت فيها كل الأسلحة المحرمة و اقتصادية بكل اشكالها و إعلامية من كل اشكال ووسائل ووسائط الاعلام و سياسية إرهابية “إذلاليه” داخلية و خارجية، كانت تلك الحروب وما تزال مستمرة بنفس صيغها او بأشكال جديدة حتى أوصلت العراق ليصبح دولة فاشلة وتأتي في المراتب المتأخرة في كل شيء سوى هذا الجانب الذي لو انتبه اليه البعض لِأثارَ تساؤل …لماذا؟   وسيدفع هذا السؤال الكثير من علماء الاجتماع والنفس في العالم والمنظمات المهتمة بذلك الى تعزيز التواصل مع زملائهم العراقيين في محاولتهم الإجابة عليه. وبذلك تصل مساعدات هذه المنظمات وتلك الشخصيات ذلك الدعم الذي خاف أ. د قاسم حسين صالح ان تُحرم منها العراق.

……………………………………..

9. كتب أ. د قاسم حسين صالح التالي: [وهي “يقصد الدراسة” بالضد تماما من حقيقة ان ظاهرة الانتحار في عراق ما بعد 2003 تعدّ كارثة اجتماعية غير مسبوقة في تاريخه] انتهى

تعليق: أولاً لماذا هذا الإطلاق؟ وكيف يثبت أ. د قاسم حسين صالح للقارئ والمتخصص ومن اطلع وسيطلع على الدراسة انها بالضد تماماً من الحقيقة؟ كيف يثبت لهم انها “ظاهرة” وإنها “كارثة”؟ يبدو ان هناك خلط في الكلمات والمفاهيم يدفع للسؤال: ما هو تعريف/معنى “الظاهرة” وما هو تعريف/ معنى “الكارثة “وما هو تعريف/معنى” تماماً”؟ ستستغرب عزيزي القارئ عندما نصل الى ردود أ.د قاسم أو الحجج التي سيقدمها لإثبات صحة طرحه هذا. سيأتي ذلك في حينه!!!

أستغرب من استغراب اُستاذ بعلم النفس ومتابع من ارتفاع عدد حالات الانتحار في العراق وكأن ذلك غريب…استاذي أنت تتكلم عن ارتفاع حالات الانتحار والدراسة تتكلم عن ارتفاع حالات الانتحار لكنها تقول انها اقل من المعدل العالمي أي أقل مما في دول كثيرة…وهنا الفرق.

الظروف القاسية التي مر بها المجتمع العراقي خلال نصف قرن تقريباً اكيد فرضت أو أفرزت او تسببت في خلل اجتماعي أو حالات اجتماعية حالهُ حال كل المجتمعات الاخرى ومن ذلك ارتفاع حالات الانتحار وغيرها من المشاكل الاجتماعية وهذا غير مستغرب وهي ترتفع حتى في المجتمعات المرفهة التي تعيش السعادة والأمان والتأمين الاجتماعي والصحي… لكن العجيب في المجتمع العراقي انه تَمَيَّزَ عن كل تلك المجتمعات في ان نسب حدوثها او وقوعها او حصولها كانت ولا تزال و اعتقد ستبقى دون الحد المؤشر عالمياً…هنا على المتخصص العراقي واجب البحث عن أسباب ذلك لا ان يتأسف عندما تكون النتائج  بهذا الاتجاه.

 كل بحوث العالم وندوات العلماء ومؤتمراتهم تسير في سبيل دراسة المشاكل وفهمها ومن ثم وضع الحلول للتخفيف منها او من اثارها والعمل على تقليل النتائج السيئة لأي مشكلة بكل الفروع والأقسام العلمية ومنها العلوم النفسية والاجتماعية وحث الخطى في سبيل الوصول أو الاقتراب من وضع الدراسات المعمقة عنها وإيجاد حلول لها والتقليل من خسائرها البشرية “المعنوية والمادية” وحتى إذا ظهرت دراسة تختلف عن المعهود فهي عند المهنيين والمتميزين حافز للتفكير بدراسة تلك النتائج بطريقة تختلف جذرياً عن هذا الرد.

و أ. د قاسم حسين صالح يعرف جيداً ان الانتحار إحدى المشكلات التي تواجه العالم فهناك منتحر كل 40 ثانية وصدور نتيجة هذه الدراسة مهما كانت دقتها هي خطوة في طريق تعميق الدراسات والاكثار منها وهذه ستجعل من علم الاجتماع/النفس في العراق متميز وتدعو علماء العالم الى التعاون مع العراقيين للتعلم منهم والاستفادة من خبراتهم او دراسة المجتمع العراقي لمقارنته مع المجتمعات الأخرى وبذلك تفتح مجال واسع للتواصل…

 عمليات الانتحار في كل العالم أصبحت حالة مقلقة حتى لو تمكن العلماء من دراسة أسبابها او التقليل منها فهي في تصاعد واضح ولأسباب فيها كل يوم جديد وابسطها هو الزيادة في عدد السكان وتعاظم امراض العصر وغيرها الكثير من الأسباب تلك التي اشرتُ لها اعلاه وفي الأجزاء الأخرى والعراق ليس استثناءً.

10.ثم كتب أ. د قاسم حسين صالح التالي: [ومن خبرتنا في البحوث العلمية تأكد لي وجود نوعين من الباحثين، الأول (نصّي) يلتزم بالأرقام وما يقوله الإحصاء، والثاني يعتمد الإحصاء ايضا ولكنه يحكّم المنطق ويأخذ بما يقدمه الواقع من حقائق. والمأخذ على هذه الجهد العلمي ان دراسته الـ (quantitive study) تعاملت مع الأرقام بطريقة (حنبلية). أعني انها قيدت نفسها بمقارنات احصائية، ونأت عن واقع يناقض تماما تلك النتيجة الصادمة بان معدلات الانتحار في العراق هي اقل من معدلاته في العالم، التي هي صحيحة رقميا ولكنها غير صحيحة واقعيا] انتهى

…………………………………………………………………..

الى اللقاء في الجزء التالي الذي سيبدأ ب: (10. [ثم كتب التالي: [ومن خبرتنا في البحوث العلمية تأكد لي وجود نوعين من الباحثين…الخ]

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular