قال السيناتور، انغوس كينغ، عضو لجنة الاستخبارات التابعة للكونغرس الأمريكي، إنه وعلى سبيل المثال إن هاجمت ميليشيا شيعية عراقية قوات أو مصالح أمريكية، فهل هذا يعني أنها إيران؟ وعليه هل نقوم بالرد على طهران؟
وأوضح كينغ في مقابلة مع CNN قائلا: “رأينا تقارير عامة كثيرة حول نشاطات إيرانية مكثفة في المنطقة، تحديدا في العراق وهذه تقارير صحيحة أكدتها الإدارة الأمريكية بصورة عامة، السؤال هنا ماذا يعني ذلك؟ هناك أمران يثيران قلقي، الأول: من يقوم باستفزاز من؟ في كلمات أخرى، نعلم أن إيران تأخذ خطوات، نحن نأخذ خطوات أيضا، فقد أعلنا حرسهم الثوري منظمة إرهابية وهذا أمر عليه تبعات عديدة بالنسبة لهم وزدنا حدة العقوبات بصورة كبيرة وحركنا موارد عسكرية ضخمة إلى الشرق الأوسط، هل هم يقومون بما يقومون به كرد علينا أم نحن نقوم بذلك كرد على ما يقومون به؟”
وتابع قائلا: “الأمر الثاني هو الخطأ في الحسابات، ’غانز اوف اوغست‘ أعظم الكتب التي كتبت عن بدايات الحرب العالمية الثانية، لا أحد يعلم بالضبط كيف بدأت، بدأت صغيرة وزادت وتيرتها، وهذا ما يقلقني، على سبيل المثال الميليشيات الشيعية في العراق وهي ليست تحت سيطرة كاملة من قبل الحكومة العراقية -إن كانت تحت سيطرتهم أصلا- وهم موالون بصورة جزئية لإيران ولكن هل هم تماما تحت السيطرة؟..”
وأضاف: “لنقل أن مجموعة من الأشخاص بميليشيا شيعية هاجموا أمريكيين، هل هذا هجوم إيراني؟ أم أنه أمر قد يفجر تصعيدا ضد إيران وفجأة نجد أنفسنا نصعد السلالم (التصعيد) هذا ما يقلقني، ولهذا اعتقد أن الرئيس محق تماما وفقا للتقارير التي سمعناها لإبطاء ما يجري الآن وممارسة ضبط نفس على عدد من مستشاريه..”
هناك روايتان تتنافسان على إجابة هذا السؤال.
ترتكز الرواية الأولى، وهي التي تفضلها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على أن إيران لديها نوايا سيئة، وأن هناك استعدادات رصدت لشن هجوم محتمل على أهداف أمريكية بالرغم من أن التفاصيل التي جرى الكشف عنها قليلة.
ودفعت الولايات المتحدة بتعزيزات عسكرية إلى المنطقة، وتعمل على تقليل أعداد موظفيها الدبلوماسيين غير الأساسيين في العراق، وتعيد النظر في خططها الحربية.
والرسالة إلى طهران واضحة، وهي أن أي هجوم على هدف أمريكي من أي مصدر، سواء كانت إيران أو أيا من حلفائها أو وكلائها الكثيرين في المنطقة، سيجابه برد عسكري ضخم.
أما الرواية الأخرى فتلقي باللائمة في هذه الأزمة على واشنطن.
وليس مستغربا أن تتمسك إيران بهذه الرواية، لكن العديد ممن ينتقدون في الداخل طريقة عمل إدارة ترامب، يفضلون هذه الرواية أيضا.
بل إن عددا من حلفاء ترامب الأوروبيين الرئيسيين يتملكه بعض المخاوف بهذا الشأن ولكن بنسب متفاوتة.
فطبقا لهذه الرواية، فإن “صقور إيران” في الإدارة الأمريكية، من أمثال مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون أو وزير الدفاع مايك بومبيو، يرون في هذه فرصة سانحة.
وترى هذه الرواية أن هدف هؤلاء هو إحداث تغيير في النظام في طهران، وإذا لم تفلح الدرجة القصوى من الضغوط الاقتصادية في القيام بذلك، فإنهم يعتقدون أن العمل العسكري غير مستبعد حسب الظروف.