دعوة رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان لعقد مفاوضات أمريكية إيرانية في قطر أو العراق خطوة في الاتجاه الصحيح ، ومنطقية وحكيمة بنسبة 100% ( ضربة معلم ) ، على الرغم من الاعتراضات من قبل الجهات ذات العلاقة الأخرى على هذه التصريحات .
الأسباب المنطقية التي تقف وراء هذه الخطوة تكمن في عدة أمور في مقدمتها خوض غمار طاولة التفاوض والحوار الطويل والعسير بالنسبة لإيران أفضل من خيار المواجهة العسكرية مع أمريكا من حيث فارق القوة والنفوذ ، والعدة والعدد حيث تمتلك الولايات المتحدة ترسانة عسكرية متقدمة ومتطورة على معظم دول العالم ، وهذا لا يعنى عدم امتلاك إيران أسلحة متطورة ، لكن الكلفة تميل لصالح أمريكا في هذا الجانب .
حجم الخسائر والإضرار في مختلف الجوانب والنواحي، والنتائج السلبية على إيران ستكون وخيمة أكثر من الطرف الأخر ،بسبب في حالة تعرض إيران لضربات عسكرية أمريكية ، ستكون مؤسساتها ومصانعها ومعاملها ، ومفاعلها النووية هي من تدفع الثمن لسنوات من العمل والتخطيط ، و شيدت رغم الحصار الظالم ، لكن حجم خسائر الأمريكان لم يكون بمستوى خسائر الجمهورية الإسلامية .
لا تختلف احد إن معركة الطاولة لا تختلف حدة وضراوة عن ساحة المعركة ، وتحتاج إلى مفاوض قوي وذو حنكة عالية يعرف دهاليز طاولة التفاوض ، وحقيقة يعرفها الجميع المفاوض الإيراني معروف بهذه الصفات ، ومن خلال تجارب كثيرة اثبت حنكته وحكمته ، ويعرف من أين تأكل الكعكة ، وتجربة الاتفاق النووي مع الأوربيين خير دليل.
إطراف كثيرة لم تقف مكتوفة الأيدي لإفشال المفاوضات لغايات محددة ، لكن الطرفان الإيراني – الأمريكي سيكون سعيهم أنجاح المفاوضات بأي شكل من الإشكال ، ومهما كانت الظروف والمعوقات ، وخصوصا من الطرف الأمريكي الذي يرغب حسب تصريحاته الرسمية إلى إبرام اتفاقية جديدة مع إيران يسعى من ورائها مكاسب سياسية وانتخابية مع قرب الانتخابات الرئاسية الأمريكية .
قد يكون التقارب الأمريكي والإيراني يخدم مصالحهما بالدرجة الأولى ، وضربة معلم بالنسبة لإيران حافظت على مكاسبها ،ودفعت ويلات الحرب عن شعبها ، وحققت نتائج مرضية عن طريق التفاوض ، ومفتاح حل لكثير من القضايا الشائكة في المنطقة ، ويؤسس لمرحلة جديدة من التفاهمات المشتركة بين الكبار تضع حدا لمعاناة شعوبنا العربية المظلومة في العراق وسوريا واليمن وفلسطين .
ماهر ضياء محيي الدين