الخميس, نوفمبر 28, 2024
Homeمقالاتكاظم حبيب :نظرات في كتاب "مقالة في السفالة" للدكتور فالح مهدي

كاظم حبيب :نظرات في كتاب “مقالة في السفالة” للدكتور فالح مهدي

اسم المؤلف: فالح مهدي

اسم الكتاب: مقالة في السفالة نقد الحاضر العراقي

دار النشر: سطور – بغداد / العراق

سنة النشر: 2019م

عدد الصفحات: 302 صفحة

الحلقة الأولى: استهلال: لمحات مكثفة عن البروفيسور الدكتور فالح مهدي

ويل لعالِم لا ينفتح على غيره، وويل لجاهِل منغلق على نفسه

حكمة مندائية

كلما زاد علم الإنسان زاد تواضعه، وكلما قل علمه زادت كبرياءه

نحن أمام مفكر عقلاني وباحث تنويري جليل، وأستاذ جامعي وكاتب متميز وروائي وقاص مبدع، نحن أمام صديق فاضل هو الدكتور فالح مهدي. فهو عالم منفتح على غيره، ومحاور ومناقش يتسم بالتواضع الجم، يعمل على وفق القاعدة القائلة رأيي صائب يحتمل الخطأ، ورأيك خطأ يحتمل الصواب“. إنه الشك العلمي الذي يسمح بالمزيد من البحث والتدقيق والحوار والنقاش بعقلانية وموضوعية، إنه الطريق إلى المعرفة، هذا البحر الذي نسعى للسباحة فيه، وما زلنا نحث الخطى نحو شواطئه.

ولد فالح مهدي عام 1947 في بغداد، ودرس فيها الابتدائية والإعدادية. دخل كلية القانون وتخرج منها عام 1970. بين 1970-1973 عمل محامياً، ولم يألف هذه المهنة، كما يؤكد ذلك. وفي الفترة ذاتها أبدى اهتماماً خاصاً بموضوع الدين، لدوره في حياة الناس عموماً، والعراق منذ القدم خصوصاً. غار في أعماق الديانات وفكرها، درسها بجدية لسنوات حتى أثمر الجهد والدأب الكبيرين عن كتاب قيمّ وأصيل طبع لأول مرة في عام 1981 عن دار نشر ابن رشد في بيروت، بعنوان البحث عن منقذ: دراسة مقارنة بين ثمان ديانات“. جرى طبع هذا الكتاب عدة طبعات كما استنسخ كثيراً من جانب المعجبين به، ولا زال تداوله مستمراً وعلى نطاق واسع. قال فقيدنا الفاضل الأستاذ الدكتور صادق جلال العظم (1934-2016م) للكاتب عن هذا الكتاب ما يلي: (كتابكم سيترك أثره على القراء). كانت البداية لأبحاث مهمة وجديدة لاحقاً.

في العام 1973 غادر العراق إلى الهند للدراسة في جامعة بونا (Pune University) في مدينة پونا، وحاز على درجة الماجستير في العلوم السياسية ودبلوم في القانون الدولي في عام 1976. ثم عاد إلى العراق ليغادره في عام 1978 إلى فرنسا، حيث أكمل دراسته في قسم القانون في جامعة باريس 10 وحصل على شهادة دكتوراه دولة في القانون في عام 1987 بدرجة امتياز وبإجماع لجنة التحكيم، وكان موضوع أطروحته أسس وآليات الدولة في الإسلام: العراق نموذجاً، التي قُدمت باللغة الفرنسية وتم نشرها من قبل إحدى دور النشر الفرنسية. مارس التدريس في مادة فلسفة القانون في الجامعة التي تخرج منها، ابتداءً من عام 1990، ثم انتقل بعدها للتدريس في جامعة فيرساي لتدريس نفس المادة إضافة إلى مادة القانون الدستوري الفرنسي إلى عام 2003. وهو أستاذ القانون الدولي في جامعة السوربون.

خلال مسيرته العلمية في البحث والكتابة والنشر صدر له في مجال الدين كتاب تحت عنوان صلوات الإنسان: من سومر إلى الإسلامفي بيروت عام 2011. ثم جاء كتابه القيم والغزير في مادته والعميق في تحليله الموسوم الخضوع السني والإحباط الشيعي: نقد العقل الدائريعن بيت الياسمين للنشر والتوزيع، القاهرة، 2015، وهو الكتاب الذي تسنى لي قراءته والتعليق عليه بعدة حلقات، والذي أسهم في إغنائي بالكثير من خبايا الفكر الديني المسطح والعقل الدائري. ولم تمر فترة طويلة حتى صد كتابه الموسوم جذور الإله الواحد: نقد الإيديولوجية الدينيةعن دار العودة في بيروت عام 2017. وفي الموضوع ذاته انتهى الزميل فالح مهدي، كما يشير إلى ذلك، من كتابه الجديد المعد للطبع والموسوم تاريخ الخوف: نقد المشاعر في الحيز الدائري، ويعد العدة لإنجاز بحثٍ جديد عن تاريخ الجنة: نقد مشاعر التفاؤل في الحيز الدائري“. يتمنى المتابع لكتاباته أن يصدر هذان الكتابان في هذه الفترة التي تلعب كتاباته العلمية والتنويرية دوراً مهماً لإغناء المكتبة العربية وقراء وقارئات العربية الشباب على نحو خاص، بهذه المواد التي تسهم في إبعادهم عن السقوط في الحيز الدائري القاتل لقدرة الإنسان الفعلية على التفكير الحر والمستقل، إنه فخ العقل الدائري، العقل المغلق.

البحث العلمي لم يُبعد الكاتب فالح مهدي عن الأدب، ولاسيما الرواية والقصة. فقد أنجز الكثير خلال السنوات المنصرمة. فبعد صدور البحث عن منقذصدرت له روايته الأولى بعنوان أزهار المستنقععام 1982، ثم في عام 1992 صدرت له مجموعته القصصية الأولى بعنوان الصلوات تغتال الصمتالتي احتوت على 10 قصص عن دار المدى. وفي عام 1995 صدرت له في باريس رواية أصدقائي الكلابباللغة الفرنسية وترجمت إلى اللغة التركية، ثم نشرت مرة أخرى في منشورات الجيب عام 2002 لكثرة إقبال الفرنسيين والفرنسيات عليها. وفي العام 2002 صدرت له رواية أخرى باللغة الفرنسية بعنوان صلوات الدمثم رواية ثالثة باللغة الفرنسية بعنوان لم يرني اللهفي عام 2011. وصدرت له روايتان إحداهما بعنوان هجرة النوروهي ليست بعيدة عن عالم الأديان، ورواية الثوبانالتي تبحث في الأوضاع الاجتماعية. ومن ثم صدرت له مجموعة قصصية بالفرنسية بعنوان معانقة أزهار الجحيموتحتوي على 10 قصص.

شارك الباحث، وما يزال، في ندوات علمية حول القانون، صدرت أبحاث الندوات عن دار المنشورات الجامعية وبمساهمة واسعة من رجال قانون من أنحاء العالم. عند زيارته العراق في عام 2017 دعي البروفيسور مهدي إلى إلقاء عدد من المحاضرات في ندوات فكرية في مجال بحثه، ولاسيما حول العقل الدائري وفي دور المكان في التجديد ورسم سلوك الأفراد والجماعات“. والزميل فالح مهدي غزير الكتابة، فقد نشر الكثير من الدراسات والمقالات المهمة، أشير هنا إلى مقال واحد منها يكشف فيه عن التناقض الصارخ في الدستور الإيراني الحالي، نشر في موقع الحوار المتمدن بعنوان المفاهيم الأسطورية في الدستور الإيراني“. وفي هذا المقال يشخص الكاتب بوضوح ودقة التناقض الصارخ فيما ورد في الدستور الإيراني عن الاعتقاد بدور الغائب، المهدي المنتظر وصاحب الزمان (محمد بن الحسن العسكري بن علي المهدي)، من مهمات في مواجهة فساد وانحطاط العالم حين ظهوره، وبين الإصلاح وتأمين حقوق الإنسان من الرجال والنساء الذي يدعي المشروع الإيراني السعي لتحقيقه في إيران، على وفق ما ورد في الدستور الإيراني، حيث جاء في المقال: “وقبل امتحان دور المهدي في ذلك البناء، نجد من المفيد إلقاء ضوء على طبيعته الأسطورية. من المحتمل إن فكرة المهدي تعود الى الأساطير والشعائر الدينية السومرية تلك المتعلقة بموت الإله تموز في الخريف وعودته في الربيع. لقد وردت تلك الأسطورة في معظم الديانات توحيدية كانت أم لا. فالأدب الشيعي الأثنى عشري يشبه من حيث البناء ذاك الذي ورد في الأدب السني إنما يتميز عليه بطابع المبالغة، فنجد هنا إن المسيح بالذات يقوم بالصلاة خلف المهدي. ليس هذا فحسب بل إن المهدي حاله حال الأئمة الأثنى عشر، أرفع من كل الأنبياء عدا النبي محمد!! كيف يمكننا أن نتصور إن انجاز أسطورة كتلك داخل نص دستوري وجد أصلاً لكي يمنح السياسة وإدارة الدولة قدراً من العقلانية؟ ملاحظتان ستكونان كافيتين للإجابة عن ذلك التساؤل:

أ‌ سيظهر المهدي وفقا لتلك العقيدة عندما يعّم الفساد وتنهار الأخلاق فيصيب العالم الانحطاط. هنا تضع جمهورية إيران الإسلامية نفسها أمام تناقض مميت، ذلك إن قيامها من أجل بناء الأخلاق والفضيلة وتعبيد طريق المهدي، ينفي الحاجة لذلك المنقذ!

ب سيقوم المهدي بإكراه من لا يرغب بدخول الإسلام بدفع الجزية. أية مصداقية يمكننا إن نمنحها لنص كهذا، حيث تتعارض نصوصه مع المبادئ الأولية لحقوق الإنسان وتتعارض مع نصوص ذلك الدستور نفسه. فقد ورد في الفقرة 14 من المادة الثالثة تأمين كافة الحقوق للأفراد – المرأة والرجل وإيجاد الضمانات القضائية العادلة للجميع. والمساواة في الحقوق أمام القانون “.(راجع: فالح مهدي، المفاهيم الأسطورية في الدستور الإيراني، موقع الحوار المتمدن، العدد 5307 بتاريخ 7/10/ 2016). ومن المناسب هنا أن يعود القارئ ليتمتع بدراسته المهمة التي أشرت إليها سابقاً البحث عن منقذ: دراسة مقارنة بين ثمان ديانات“. وليس من الغرابة بمكان أن يعجز العقل الدائري عن اكتشاف فحوى التناقض والخلل الفكري الذي أشار إليه الزميل الدكتور فالح مهدي. ومن هنا تأتي معاناة المسلمين والمسلمات في سائر أنحاء العالم، فقد برز الكثير من المصلحين الذين حاولوا دراسة أسباب انحطاط العالم الإسلامي، ولم ينجز هؤلاء شيئا، فيما عدا علي عبد الرزاق في كتابه عن الخلافة الإسلامية الإسلام وأصول الحكمالذي جوبه بردود فعل عنيفة، دون نسيان الأفغاني، ومحمد عبده، والطهطاوي، وطه حسين، وسلامة موسى.. إلخ.” ويؤكد الدكتور فالح مهدي عن السبب وراء هذا العجز الدائم وعدم الخلاص من الانحطاط في العالم الإسلامي في التمهيد لكتابه الموسوم الخضوع السني والإحباط الشيعيما يلي:

بيد إن كل تلك الكتابات لم تتمكن من المساهمة في إخراج هذا العالم من غفوته وانحطاطه لأسباب كثيرة من أهمها هو أن تلك الأعمال لم تقم على أساس نظري متين، إضافة إلى التحالف بين الموروث الأيديولوجي الإسلامي المتخلف والكهفي، وبين الأنظمة العسكرية التي تمكنت من الإمساك بمقاليد السلطة في معظم الدول الإسلامية في الخمسينيات من القرن الماضي، دون أن ننسى البنى الاجتماعية والثقافية الشديدة التردي.”، (راجع: فالح مهدي، الخضوع السني والإحباط الشيعي: نقد العقل الدائري، مصدر سابق)، وهي مرتبطة عضوياً، كما أرى، بالواقع الاقتصادي الأكثر تخلفاً ورثاثة وتجلياته في البنية الاجتماعية والوعي الاجتماعي الجمعي والفردي في المجتمعات ذات الأكثرية المسلمة.

من الممتع أن نقرأ ما قاله البروفيسور فالح مهدي للناقد والمؤرخ العراقي صباح كاظم محسن عن مسيرته البحثية التي بدأت مع كتابه الأول البحث عن منقذ“: “في هذه الدراسة عندما كان عمري 23 عاماً وكتبت أول مؤلفاتي المنقذحيث اعتبره أولى مغامراتي الكتابية في الأديان والبحث عن منقذ هو دراسة مقارنة بين ثماني ديانات تتحدث عن مفهوم المهدي المنتظر أو المخلص الموعود الذي تترقبه البشرية، وهذا موجود في كل الديانات وكل شعوب العالم تعتقد أنّ الله سيبعث أحد المنتخبين المخلصين لإنقاذ هذا العالم. تلك الرحلة مع المنقذ لم تكن هينة أو يسيرة بسبب شائكة الموضوع والحذر من الخوض في تفاصيله أو بسبب الظرف السياسي والاجتماعي أنذاك عن فكرة الكتاب وكيف تولّدت فكرة الرحلة العلمية والفكرية الطويلة فبعد قراءة عن القرامطة وتأريخهم وثوراتهم وتبحر بكل تفاصيلهم، راودتني فكرة كتابة بحث عنهم، لكن زيارتي للدكتور فيصل السامر غيرت مجرى الخطة لدراسات مقارنة ونحو ضفة أخرى، حيث اقترح السامر الكتابة عن المنقذ وبشكل خاص عن المهدي، ووجهني بالقراءة عن تاريخ الأديان والمنقذ في كل دين منذ الحضارات الأولى .” (راجع: صباح كاظم محسن، د. فالح مهدي في الناصرية، موقع جريدة الحقيقة، في 17/05/2017). [والدكتور فيصل السامر، هو الأستاذ الجامعي ووزير الإرشاد بعد ثورة تموز عام 1958، ثم سفير العراق في اندونيسيا وصاحب كتاب ثورة الزنجالصادر عام 1977].

إن معرفة الدكتور فالح الموسوعية في الأديان، التي تراكمت عبر القراءة والبحث والدأب لسنين كثيرة، لم تمنعه من الإشارة الواضحة في لقاء له مع الصحفية كابي لطيف وعبر إذاعة مونت كارلو إلى ما يلي: “أنا احترم كل الأديان والمسافة بيني وين الاخر هو مدى انسانيته ومدى حبه للأخرين، كيف ينظر لنفسه وللآخر. منذ فترة الشباب تنبهت للدين بفضل الماركسية.”

بودي بهذه المناسبة أن اشير إلى أني، ومعي مجموعة من الأخوات والأخوة العراقيين في داخل العراق وخارجه، أدركت بما يمكن أن يعاني منه أبناء وبنات العراق من أتباع الديانات والمذاهب من غير المسلمين وكذلك المسلمين بعد الحرب الخليجية الثالثة في العام 2003 بسبب دفع المحتل الأمريكي وإيران وقوى الإسلام السياسي الطائفية باتجاه قيام نظام سياسي طائفي محاصصي في العراق، فبادت مع مجموعة من الأخوات والأخوة، ومنهم السيدات راهبة الخميسي، ونرمين عثمان، ود. كاترين ميخائيل، والسادة زهير كاظم عبود، ود. غالب العاني، ود. حسن حلبوص، وجاسم المطير، ود. تيسير عبد الجبار الآلوسي، ونهاد القاضي، وجورج منصور، والفقيد مصطفى صالح كريم، وعلاء مهدي، وموسى الخميسي، والفقيد دانا جلال…وغيرهم، إلى تشكيل منظمة مجتمع مدني تحت اسم “هيئة الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب في العراق” في العام 2004. وكان الهدف الأساسي للمنظمة هو الدفاع عن حق اتباع الديانات والمذاهب في حرية الاعتقاد بهذا الدين أو ذاك المذهب وممارسة طقوسهم دون أن يتعرضوا للتضييق أو الاضطهاد أو الاعتقال والسجن والتعذيب، والذين تعرضوا عملياً وعلى امتداد القرن العشرين، وخاصة العقدين الأول والثاني من القرن الحادي والعشرين إلى شتى صنوف الاضطهاد والتشريد والتهجير والاغتيال والقتل الجماعي، كما حصل في أعقاب إسقاط الدكتاتورية في العراق في عام 2003 عبر قوات الاحتلال الأمريكية والبريطانية والتحالف الدولي خارج إطار الشرعية الدولية، على أيدي المليشيات الطائفية المسلحة المرتبطة بإيران مباشرة كفيلق بدر وعصائب الحق وحزب الله وجماعة النجباء ومن لف لفها، وكذلك التنظيمات التكفيرية كالقاعدة وداعش، وما نشأ عنهما من تنظيمات عدوانية، وما فعلته بالإيزيديين من إبادة جماعية وكذلك بالمسيحيين والشبك والتركمان، بعد اجتياح وغزو الموصل وعموم نينوى في العام 2014 حتى العام 2016/2017. ولم تكن مهمه المنظمة أو هدفها الدفاع عن الديانات والمذاهب ذاتها أو عن الفكر او العقل الديني الدائري، بل من حق الجميع نقد الدين والفكر الديني أو بعض الممارسات والطقوس التي هي ليست من صلب الدين، وليس الإساءة لها.

وبصدد الأديان فالأستاذ فالح مهدي له رأي مهم وسليم في صراع الأديان يختلف تماماً عن الرأي غير السليم لصموئيل هنتنكتون (1927-2008م) الذي طرحه في العام 1993 ونشر في كتاب في العام 1996 بعنوان “صدام الحضارات”، يؤكد فيه جازماً عن الصدام القائم والقادم بين الأديان، ولاسيما بين ثمانية أديان، وبشكل خاص بين الدين المسيحي والدين الإسلامي، أو بين الحضارة الشرقية والحضارة الغربية، وأن الصراع ليس على أساس اقتصادي – سياسي، في حين يشير الدكتور فالح مهدي، وهو على حق بهذا الصدد إلى ما يلي: “انا اشك في صراع الأديان والفرنسيون اثبتوا انهم متحضرون جدا عندما قتل القس، فانهم لم ينجروا للعنف، ولو حصل ذلك في العالم العربي، لقتل الالاف من البشر، هناك حضارة وهذا مهم جدا في فرنسا، انهم لم يقتلوك لأنك مسلم” وأضاف:” فرنسا فتحت لي الأبواب، انا اسمي الحضارة نهر ومن يدخل عليه ان يسبح فيه،..”. (راجع: كابي لطيف، الباحث العراقي المقيم في باريس د. فالح مهدي: أشك في صراع الأديان، موقع مونت كارلو، 24/10/2016). ويعبر عن انفتاحه على الفلسفات ودراسته للأديان في المصدر السابق ذاته بقوله: ” تعلمت من فلسفة الهند معنى الحياة واحترام وحب الاخر، وان الله هو الكون نفسه، أي ان الشجر هو جزء من الله وانا جزء من الله وهذه فلسفة جميلة وعميقة الى ابعد حدود”.

لقد وجد الشاب فالح مهدي، وفي وقت مبكر، نفسه مجبراً على ترك وطنه الأول، حيث ولد فيه وترعرع، وله في هذا الوطن المستباح ذكريات عزيزة وأصدقاء كثر، إضافة إلى أولى ملامح رحلته الثقافية والبحثية المديدة التي أثمرت، والتي اقترنت بالكثير من الجهد الفكري والإبداعي، عن مجموعة كبيرة من الكتب، وينتظر الكثير القادم أيضاً. فهو عن بلده العراق يقول: “البلد هو الطفولة، والأنظمة هي الفاشية الطفيلية التي طردتنا واحتلت البلدان من الداخل، يبقى الحنين للوطن، لأننا حينما نتخلى عن جلدنا تتوقف انسانيتنا، وتتوقف قدرتنا على التفكير وعن الكتابة والقراءة واشياء أخرى، هويتنا تكونت في طفولتنا، وبمرور الزمن نضيف اليها بالتجربة “.(المصدر السابق ذاته).

انتهت الحلقة الأولى وستليها الحلقة الثانية بعنوان: معنى السفالة ومن هم السفلة

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular