ستعقد بعد أيام قلائل قمة عربية طارئة في السعودية موجب دعوة الأخيرة نظرا للتطورات الخطيرة التي حدثت مؤخرا في المنطقة ، وما يترتب عليها من توحيد الرؤى والمواقف العربية لاتخاذ قرارات حاسمة تنسجم مع كل هذه التطورات العاجلة .
الأسباب أو الدوافع التي كانت وراء هذه الدعوة ثلاثة أولها حادثة الفجيرة وثانيها استهداف الحوثيين لمواقع مهمة داخل العمق السعودية بطائرات مسيرة ،لكن أهم سبب وراء هذه القمة تصاعد شدة الصراعات والتهديدات بين أمريكي وإيران ، ووصول الأمور إلى حد ينذر بان الحرب قد تقوم بأي لحظة ، وسكون حربا مشتعلة قد تحرق الأخضر واليابس ، ولم تسلم منها كل دول المنطقة،وفي مقدمتها السعودية،بسبب وجود قواعد عسكرية أمريكية في المملكة ، وإنها طرفا أساسيا في هذا النزاع والمواجهة .
الأصح نسميها قمة إيران للترهيب والترغيب والقبول، لأنها بصريح العبارة المستهدف الأول والأخير من هذا التجمع ،وأما بخصوص جانب الترهيب فدعاة القمة يحالون أرسل رسالة أو إعطاء صورة للرأي العام العالمي والعربي، وحتى الإسلامي بان مستوى الخطر والتهديد الإيراني وصل إلى مرحلة يتطلب مواجهته بكل الطرق والوسائل ، وهذا التهديد على الجميع فكريا وعقائديا وحركيا وأكثر من كل الفترات السابقة ، وهذا الخطر تجاوز كل الحدود والقيود ،واتساع دائرة نفوذه في دول المنطقة بشكل لافت للنظر .
جانب الترغيب يحالون من خلال هذا الأمر إعطاء حجة ومبرر شرعي ، وغطاء قانوني بضرورة تزايد حجم القوات الصديقة والحليفة ، والحصول على دعمها ومساندتها في الوقت الحاضر ، وان مصلحة الأمة تقتضي تعزيز التعاون مع إي طرف لمواجهه عدو الأمة إيران وحلفائها في المنطقة ، وهذا الطرف حتى لو كان إسرائيل ،لان التقارب والمصالحة والتطبيع مع عدو الأمة جائز شرعا وقانونا ، وننسى جرائمها ومجازرها ، واغتصابها للأراضي العربية ، وسبب كل مشاكلنا .
قمة القبول لما هو قادم بمعنى أدق ( صفقة القرن ) ، لان مصلحتنا العليا تستوجب القبول بحلولها ومقرراتها و قراراتها مهما كان الثمن أو الضحية ، بحجة نحن نعيش وضع حرجة وصعب للغاية ، وللحفاظ على الأمة من الخطر الإيراني، والحقيقية كلها مبررات واهية وكاذبة يعرفها الجميع.
قمة لا تختلف عن كل القمم الأخرى لحكام يخشون على قصورهم وعروشهم ، وهم أسرى الغير ، ومواقفهم وقممهم لا تقدم وتأخر شي هي مجرد حضور شكلي وصوري ، وحتى في خطاباتهم لا تفهم منها شي لقوم يدعون أنهم عرب إن صح التعبير ، وأمريكا ماضية في نهجها وخططها في المنطقة ،ومن يقف بطريقها كسد محور المقاومة والمستهدف من القمة .