علينا ان نتعض ونفهم ونتعلم كي نفوز وننتصر فهناك من يُسمِعنا الكلام الطيب والمنمق ويطعننا في الظهر ويتآمر مع الغرباء من اجل اجهاض تجربتنا والقضاء عليها، فكلنا يعلم بان عام 1946 شهد تاسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني وعام 1961 شهد اندلاع ثورة ايلول وعام 1971 شهد توقيع اتفاقية اذار وعام 1976 شهد اندلاع ثورة كولان وعام 1991 شهد اندلاع الانتفاضة الوطنية وبعدها تشكيل اقليم كوردستان وعام 2017 شهد اهم حدث وهو الاستفتاء التاريخي الذي جاء كنتيجة لنضال طويل ومرير ومنجزات ومكتسبات انجزها الحزب الديمقراطي الكوردستاني ووضع الاستفتاء التاريخي اللبنات الاولى لدولة كوردستان الحرة، لكن الطعنة جائت في ظهرنا من المقربين والغرباء .
لا شك بان هذه المراحل جميعها كانت محطات مضيئة انارت الدرب لنا ولاجيالنا القادمة لنفهم المعنى الحقيقي للحرية والمعنى الحقيقي للتضحية والمعنى الحقيقي للنضال وانكار الذات والانا الفوقية، هذه المراحل علمتنا بان نكون ملتزمين بحقوقنا ومكتسباتنا وانجازاتنا وان لانفرط بها وان نكون نبيهين وواعين لما حولنا وعلمتنا كيف نحبط مؤامرات المتآمرين والاعداء ، وان نلتزم بنهجنا المستنبط من نهج البارزاني الخالد قائدنا الروحي والذي يسير وفقه حزبنا الحزب الديمقراطي الكوردستاني ومناضلي البيشمركة الابطال …
نعم تلك المراحل كانت مدرسة طويلة في النضال وضعت لنا الاسس الناهضة بسعادتنا ورفاهيتنا ورفاهية شعبنا ، بما تحقق من انجازات كبيرة في كوردستان خلال فترة قصيرة من البناء مترافقا بنوع من الحرية، لذلك علينا ان نذكرها ونلتزم بها ولانفرط باي تفصيل من تفاصيلها النضالية .
ونحن نعيش هذه الايام الذكرى الثالثة والاربعين لاندلاع احدى تلك المراحل المضيئة والتي تمثلت بثورة كولان التقدمية والتي جاءت بعد ان حققت ثورة ايلول عدد من اهدافها تمثلت بالحكم الذاتي لكوردستان، والاعتراف ببعض الحقوق الادارية والاجتماعية للكورد وكوردستان، حيث كانت ثورة كولان التقدمية ثورة ارجعت الامل الى مناضلي كوردستان وبيشمركتها الابطال وشعبها الجريح، بعد نكث الحكومة العراقية ببنود اتفاقية اذار وتوقيع اتفاقية خيانية مع ايران في الجزائر .
فكولان هو اسم لشهر ايار باللغة الكوردية وتم اطلاق هذا الاسم على ثورتنا التقدمية كونها جائت في السادس والعشرين من شهر ايار (كولان ) وكانت بقيادة البارزاني الخالد مؤسس الحزب الديمقراطي الكوردستاني وقائد ثورة ايلول المباركة وباني مجد كوردستان الاول، وعندما رحل البارزاني الخالد استلم قيادتها السروك مسعود بارزاني وشقيقه ادريس الفقيد ومعه قيادات الحزب الاخرى الذين اكملوا المسيرة وفق النهج الذي وضعه البارزاني الخالد لحزبنا المناضل الحزب الديمقراطي الكوردستاني وثوراته وانتفاضاته المباركة .
نعم مرت ثورة كولان التقدمية ومعها جميع الثورات والانتفاضات بمراحل صعبة جدا وكانت ثورة كولان التقدمية امتداد للثورات التي سبقتها وتمثلت برسالة قوية الى جميع الحكومات الشوفينية في المنطقة ، مفادها عدم خضوع شعب كوردستان لاي جهة كانت، فالثورة اندلعت من اجل حرية شعب كوردستان ومواجهة الظلم والاحتلال والنهج الدكتاتوري المقيت الممارس ضد كوردستان وشعبها والذي كان يهدف للقضاء على النضال الكوردستاني بمجمله.
وقد حققت ثورة كولان التقدمية ماحققته من انتصارات وقدمت دماءا غالية من اجل اهدافها وحملت بين طياتها النضالية نقاط مهمة سوف يذكرها التاريخ الكوردستاني والعراقي والعالمي على مر الزمان، حيث اشعل الحزب الديمقراطي الكوردستاني سنة 1976 شرارة الثورة بعد الحصار المرير الذي مورس ضد الشعب الكوردستاني، باتفاق حكومة العراق مع ايران باتفاقية الجزائر الخيانية ” كما ذكرنا سلفا ” والتي جرت فيها مساومة غير عادلة نستطيع ترجمتها اليوم على انها كانت خسارة للعراق “بالمال والبنون” بمنح النظام العراقي الحاكم انذاك مساحات واسعة من اراضيه ومياهه في الجنوب للجارة ايران مقابل القضاء على الحركة التحررية الكوردية والكوردستانية من خلال الحصار الاقتصادي والعسكري ومجابهة الثورة عسكريا على الحدود بين العراق وايران، وبذلك خسر العراق اراضيه وعمد على قتل شعبه الكوردي والكوردستاني المناضل.
فهذه الثورة التقدمية عبرت عن إرادة شعب كوردستان الحر، جائت مع وجود مخططات شريرة نفذتها ارادات عراقية وايرانية بمباركة الجزائر ، واليوم على تلك الارادة الكوردية والكوردستانية المتمثلة بارادة جماهير كوردستان ان تعمل وتناضل اكثر من ذي قبل من اجل الحصول على الحقوق المشروعة والاستمرار في رسالة السلام والتعايش المشترك بين جميع القوميات والاديان المتعايشة في كوردستان وتحقيق الاهداف الوطنية بمختلف اتجاهاتها القومية والاجتماعية والسياسية والادارية لشعب كوردستان وفق النهج الخالد وقيادة سروك بارزاني وجميع المناضلين في قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني وحكومة اقليم كوردستان.
ومن الله التوفيق