في 6/3/1975 تم توقيع اتفاقية الجزائر بين العراق وايران والتي وقعها عن العراق نائب الرئيس العراقي انذاك صدام حسين ومن جانب الايراني شاه ايران وبوساطة الرئيس الجزائري هواري بومدين انذاك ، تلك الاتفاقية التي كانت تفتقد لروئ سياسية ووطنية من الجانب العراقي في كل مفاصلها الاخلاقية والسياسة المستقبلية للوطن ، وهي التي ادت الى حصول نكسة عام 1975 لثورة ايلول والتي قادها البارزاني الخالد والتي انطلقت عام 1961 وكانت قاب قوسين لاعلان النصر من خلال اخضاع الحكومة المركزية للامر الواقع والقبول بمطالب ثوار الثورة المباركة في اقرار الحكم الذاتي والذي افرح الجماهير في بغداد وطهران واعتبر هذا الانجاز الكبير الذي اثبت الواقع انه كان بداية دخول الدولتين في نفق مظلم .
اما من جانب قيادة الثورة فقد تحملت الصدمة وعملت على اعادة الثقة بالثوار والتهيئ لانطلاقة جديدة لان لم يكن خيار اخر امام القيادة لاثبات الوجود والرد على مؤامرة الجزائر ولذلك في 26/5/1976 اعلن عن انطلاق ثورة كولان المباركة من قبل القيادة وانتشر الثوارة في جبال كوردستان معلنين عن وجودهم مع اسناد ودعم فعلي للكثيرين ممن كان يعيش تحت سلطة الحكومة المركزية في كوردستان , ثورة اعادت الثقة وطمأنت النفوس لشعب كوردستان بان دماء الشهداء لن تذهب سدى , ثورة كولان التي امتدت لاكثر من 15 عاما شهدت اسوء الجرائم التي ارتكبت من قبل الحكومة المركزية بحق ابناء كوردستان من حيث القتل الجماعي للمواطنين واستعمال ابشع الاسلحة المحرمة دوليا ضد التجمعات السكانية لشعب كوردستان ، والاكثر بشاعة كانت عمليات الانفال التي اودت بحياة مئات الاف والذين الى اليوم لم يعثر على رفاة الكثير منهم من المدفونين في صحراء السماوة والانبار من سكان الاقليم في ظل صمت دولي.
ومع هذه المأسي الامل لم ينقطع بغد افضل وفي عام 1991 حيث اشرقت الشمس مع انطلاق الانتفاضة المباركة الشاملة لكوردستان وتحرك المجتمع الدولي لمساندة شعب كوردستان وكانت البداية لوضع اسس لبناء اقليم قادر على اعادة الحياة لشعبه سياسيا واداريا من خلال تشكيل الحكومة والبرلمان واليوم اصبح الاقليم محطة انظار الجميع وبيتا لمن ليس له بيت وملجأ لكل نازح ومهاجر لا بل اصبح رئة العراق وقلبها الوطني.
اما من وقع اتفاقية الجزائر ومنهم شاه ايران ازيح من الحكم وانتهى به الامر لاجئا ومن ثم وافاه الاجل في الغربة , وصدام حسين اصبح فيما بعد رئيسا لجمهورية العراق وانتهى الامر به محكوما بالاعدام ونفذ الحكم عليه من قبل الحكومة الاتحادية في نهاية عام 2006 .
وقد اثبت الواقع ان اتفاقية الجزائر الخيانية كانت قذرة في تفاصيلها حيث لم تخدم العراق ولا ايران في مضامينها لابل كانت سبب لمأسي العراق مع ايران , ولمناسبة ذكرى43 لانطلاق ثورة كولان نقدم اجمل التهاني والتبريكات للرئيس مسعود البارزاني مهندس الثورة وقائدها والى كل المناضلين الذين ضحوا بالغالي والنفيس من اجل كوردستان والمجد والخلود الارواح شهداء كوردستان وفي مقدمتهم الشهيدين البارزاني الخالد وادريس البارزاني والخزي والعار للمتأمرين على شعب كوردستان ..