حملة أمنية تقودها قوات ألمانية ضد مجموعة من العراقيين في ألمانيا تحت مسمّى “السلام 313” يعلن أفرادها ولاءهم للحشد الشعبي في العراق ويتوّعدون كل من ينتقده.
“السلام 313” مجموعة من هواة سباق الدراجات النارية المقيمين في ألمانيا، متهمة بجرائم تهريب البشر والاتجار بالأسلحة والمخدرات، وفقا لقناة “DW” الألمانية.
يدعي أعضاء هذه المجموعة التي تأسست عام 2016 انتمائهم لسرايا السلام، إحدى فصائل الحشد الشعبي، والتابعة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وأنهم اشتقوا اسم مجموعتهم من السرايا، لكن الأخيرة نفت ذلك.
ويرمز الرقم “313” إلى عدد أصحاب الإمام المهدي، الذي يخرج في آخر الزمان وفق الروايات والمعتقدات الشيعية.
في ساعات مبكرة من صباح الأربعاء 22 أيار/مايو 2018، شنت شرطة ولاية شمال الراين ـويتستفاليا حملة أمنية كبيرة غير مسبوقة في عدة مدن ضد عصابات الجريمة المنظمة.
وأعلن الادعاء العام والشرطة في مدينة إيسن أن مئات من أفراد الأمن فتشوا منازل في إيسن وعشرة مدن أخرى.
ونقلت القناة الألمانية عن المتحدث باسم شرطة إيسن قوله “نجري منذ فترة طويلة تحقيقات ضد مجموعات كبيرة”، موضحا أن التحقيقات تتركز في محيط مدينة كولونيا ومنطقة الرور في غربي البلاد، وتدور حول جرائم تهريب البشر والإتجار في الأسلحة والمواد المخدرة والهويات المزورة.
كما شملت الحملة مدن دويسبورغ وبون وهونكسه وزيغبورغ ودورتموند وكريفيلد وغيرها.
وشارك في الحملة مئات من قوات الأمن ووحدات خاصة ومحققون. وبحسب البيانات، فإن الهدف من الحملة هو العثور على أدلة.
وقال المتحدث إنه لم يتم تنفيذ أوامر اعتقال حتى الآن.
شاهد عراقي
في مدينة هانوفر الشمالية، يقيم الشاب العراقي علي محمد منذ أكثر من ثلاث سنوات.
يمتلك الشاب العراقي (32 عاما) بعض المعلومات العامة عن مجموعة “سلام 313″، يرويها لموقع (ارفع صوتك) بقوله، “المجموعة معروفة لدى الكثير من العراقيين، تقوم بتهريب الأشخاص الذين يسعون للجوء في أوروبا، كما يهربون المخدرات وحتى الأسلحة”.
ويضيف علي “يدعي أفراد هذه المجموعة انتماءهم لسرايا السلام، وهم يهددون من ينتقد الحشد الشعبي أو رجال الدين بالقتل”.
وعلى صفحة المجموعة في يوتيوب، يظهر أربعة أشخاص في مقطع فيديو جالسين في سيارة، يقول أحدهم ويسمي نفسه أبو مهدي محمد بنية “دخلنا ألمانيا بسلام”، قادمين من دولة مجاورة.
ويلمح إلى أنه تمت معاقبة أحد الأشخاص المعرفين بانتقاد رجل الدين مقتدى الصدر.
“هربنا من المليشيات”
وقعت هذه المجموعة تحت أنظار المحققين الألمان منذ عام 2017، وهي الفترة التي تم فيها بث فيديو الأشخاص الأربعة، بعد تعرض عدد من الأشخاص العراقيين لتهديدات بالقتل من قبل المجموعة.
وشارك أكثر من 500 رجل أمن ألماني في عمليات تفتيش لـ49 منزلا في 11 مدينة وبلدة ألمانية.
ويبدي الشاب العراقي خشيته من تأثر وضع العراقيين اللاجئين في ألمانيا قانونيا واجتماعيا بسبب مثل هذه المجموعات. ويعلق “هربنا من استهداف المليشيات في العراق ليلاحقنا هنا”.
حرب أتاوات
في مقطع فيديو آخر، تظهر لوحة أرقام إحدى السيارات التابعة للمجموعة، وتبدأ بحرف “E”، في إشارة إلى مدينة إيسن، غربي ألمانيا، حيث يعيش ويقيم أبو مهدي.
وفي إيسن نشرت صحيفة محلية أول مرة عن جماعة “السلام 313” في كانون الأول/ ديسمبر 2017، آنذاك، تعرض مقهى زعيم الجماعة لاعتداء من قبل جماعة لبنانية منافسة، والسبب كان الصراع على مناطق النفوذ وجني الإتاوات من أصحاب المحلات والأشخاص، بحسب قناة “DW” الألمانية.
وحسب معلومات نقلتها القناة الألمانية عن وزير داخلية الولاية هيربرت رويل، فإن التحضيرات لشن المداهمات استغرقت عدة أشهر.
وأوضح الوزير أيضا أن المداهمات كانت تهدف لضبط أدلة وإثباتات، فالتهم الموجهة ضد شبكة “السلام 313” العراقية متنوعة وكثيرة.
وعمليا تجري التحريات ضد 34 مشتبها به يحملون جنسيات عراقية وسورية.
وتتضمن التهم خروقات لقانون رقابة أسلحة الحرب وتهريب البشر وتزوير جوازات السفر إلى جانب جنح تتعلق بالمخدرات.
وتحدث الوزير رويل عن تحقيق نجاح كبير فيما يخص توجيه ضربة قاصمة للجريمة المنظمة، بيد أن الوزير لم تتوفر لديه معلومات عما إذا كانت للشبكة نشاطات خارج ولاية شمال الراين ويستفاليا أم لا.