تراجع اهتمام الصحف البريطانية الصادرة اليوم بشؤون الشرق الأوسط، وذلك مع تخصيص الكثير من المواد لتغطية نتيجة الانتخابات في الهند، والانتخابات الأوروبية، ومستقبل رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي.
لكن صحيفة فايننشال تايمز تناولت قرار السعودية تأجيل مطالبة باكستان بمدفوعات مقابل شحنات نفطية، بقيمة 275 مليون دولار شهريا، خلال الأعوام الثلاثة المقبلة.
وربطت الصحيفة قرار تسهيل الدفع على باكستان، التي تعاني أزمة اقتصادية خانقة، بمحاولة السعودية
“تعزيز تحالفات إقليمية” في ظل زيادة التوتر بين إيران والولايات المتحدة.
ويشير تقرير الصحيفة إلى أن القرار يأتي في أعقاب قرار الرياض في أكتوبر/ تشرين الأول إقراض إسلام آباد 6 مليارات دولار، وكذلك قبيل زيارة وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، إلى باكستان.
“التوقيت حاسم جدا. مرة أخرى تخلق مصفوفة النزاع في المنطقة وزيادة التوتر سياسات التحالف”، حسبما قال للصحيفة هوما باقاي الأستاذ الجامعي بمجال العلاقات الدولية بمعهد إدارة الأعمال في كراتشي.
ويضيف باقاي “تأجيل الدفع (يهدف) إلى حد كبير لإبقاء باكستان في المعسكر السعودي الأمريكي”.
وأعلنت باكستان في الآونة الأخيرة أنها ستتخذ موقفا محايدا إذا نشب صراع بين الولايات المتحدة وإيران.
وبارغم من هذا، يرى الكاتب والمحلل السياسي زاهد حسين، أن السعودية قد تطلب مساعدة باكستان إذا اشتد التوتر.
وقال حسين للصحيفة “لطالما نظرت السعودية إلى باكستان على أنها جزء من شبكتها الأمنية، بما في ذلك أسلحتها النووية”.
مفارقة تؤدي إلى السلام؟
يقول برايس إن مودي كثيرا ما شجب باكستان، ودفع الهند إلى حافة الحرب، وذلك خلال مسعاه لشحذ حزبه، ذي التوجهات القومية الهندوسية، في الانتخابات.
لكن المفارقة أن زيادة نسبة الأغلبية التي حصل عليها في الانتخابات قد تُقرّب احتمال محادثات السلام أكثر من أي وقت منذ هجمات مومباي في عام 2008، بحسب برايس.
ويوضح الكاتب أن مودي، وقد أصبح أقوى وآمنا أكثر على المستوى الانتخابي، لم يعد بحاجة إلى شبح الصراع مع عدو لدود من أجل تعزيز قاعدته الشعبية.
بالإضافة إلى هذا، فإن الإشادة الدولية التي قد يحصل عليها إذا توصل إلى حل ناجح لمسألة كشمير المتنازع عليها ربما تعادل كفة الضرر الذي أحدثه حزبه بالتعدي على حقوق الأقليات الدينية داخل الهند، بحسب برايس.
ويختتم الكاتب مقاله بالقول إن الملاحظة التي أبداها رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، بأن فوز حزب “بهاراتيا جاناتا” يعزز فرص السلام بين الجارين – قد يثبت صحتها.
“إنجاز تاريخي” للجزائر
ونصل إلى المحطة الأخيرة من جولتنا مع تقرير في صحيفة الغارديان عن إعلان منظمة الصحة العالمية خلو الجزائر والأرجنتين من مرض الملاريا.
وأبلغت الجزائر والأرجنتين عن آخر حالات الملاريا في عامي 2013 و2010 على الترتيب، وهو ما يعني أن 38 دولة ومنطقة على مستوى العالم أصبحت خالية من المرض.
ويرجع الفضل في هذا إلى تحسين الجهود المبذولة لرصد حالات الإصابة، بالإضافة إلى تقديم خدمات مجانية للتشخيص والعلاج، بحسب منظمة الصحة العالمية.
والجزائر هي ثاني دولة أفريقية يتم الإعلان رسميا عن خلوها من الملاريا، وذلك بعد موريشيوس في عام 1973. أما الأرجنتين فهي ثاني دولة في الأمريكتين تعلن خلوها من المرض منذ كوبا في عام 1973.
وأورد تقرير الصحيفة إشادة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، بهذا الإنجاز، قائلا إنه يجب أن يكون “مثالا يُحتذى”.
كما نقل التقرير عن بيتر ساندز، المدير التنفيذي بمؤسسة “غلوبال فاند” قوله إن هذا “إنجاز تاريخي للجزائر والأرجنتين”.