تسعى کل من الولايات المتحدة الامريکية وإيران الى العمل لإدارة الازمة بالشکل والصورة التي تبرر مواقفها ورٶيتها بهذا الصدد، مع ملاحظة إن لإيران خبرة بهذا المجال إذ إنها ومنذ تأسيس النظام الديني فيها، صارت تواجه الازمة تلو الاخرى، ولاسيما بعد تمددها الاقليمي وترسخ نفوذها في أربعة بلدان في المنطقة، وليس غريبا أو عجيبا عندما تبادر أوساطا سياسية وإعلامية الى إتهام إيران بأن لها ضلعا ودورا في مختلف مشاکل المنطقة حتى صارت مضربا للأمثال في إثارة المشاکل والازمات.
الازمة الحالية القائمة بين واشنطن وطهران، ومع إن هناك تحفظات على واشنطن من جوانب عدة، إلا إن العالم بصورة عامة يبدي تفهما أقرب مايکون للموقف الامريکي القائم على أسس وإعتبارات قانونية ومنطقية واضحة فيما لايبدو الموقف الامريکي کذلك بل وإن الذي صار يتجسد رويدا رويدا في سياق هذه الازمة إن هناك نوع من النفور الاقليمي والدولي المتزايد من طهران وإن العديد من الدول بدأت تنأى بنفسها عن طهران بعد إتضاح الدور السلبي والمواقف غير المفهومة وغير القانونية لها.
المساعي الذي تبذلها طهران من أجل تحريك الميليشيات التابعة لها في بلدان المنطقة ضد القواع والمصالح والجنود الامريکيين، والتي تعني توسيع دائرة الصراع وتوريط شعوب وبلدان بها لاذنب لها سوى إن المصالح الايرانية تتطلب ذلك، وهو أمر يلاقي سخطا دوليا وغضبا إقليميا متزايدا خصوصا وإن دعوة ملك السعودية لعقد قمتين خليجية وعربية من أجل مواجهة الدور الايراني بعد التعرض لأربعة ناقلات في الخليج حيث إن کل أصابع الاتهام توجه لإيران وأذرعها، يأتي هو الآخر ليٶثر سلبا على الموقف والرٶية والموقف الايراني للأزمة.
المشکلة المستعصية الاخرى التي تواجه طهران في إدارتها للازمة تتجلى في موقف الشعب الايراني المناهض للنظام خصوصا إذا ماعلمنا بأنه وخلال شهر نيسان المنصرم لوحده قد وقعت 208 حرکة إحتجاجية ضد النظام کما إن شهر أيار ومنذ بدايته حفل بتحرکات ونشاطات إحتجاجية تتم متابعتها دوليا الى جانب أن عشرات الالاف من أبناء الجالية الايرانية يسعون لتنظيم تظاهرات واسعة في العواصم البلجيکية والامريکية والالمانية في شهر حزيران القادم، يٶکدون خلالها رفضهم الکامل للنظام ويطالبون بإسقاطه، والامر الذي يضاعف من معاناة القادة والمسٶولين الايرانيين إن دور ومکانة المقاومة الايرانية يتعاظم أکثر فأکثر بين الاوساط الشعبية الايرانية وهو مايعطي للتحرکات والاحتجاجات الشعبية معنى أعمق لدى العالم، وخلاصة الامر، إن موقف طهران يکاد ليس أن يکون موقفا ضعيفا فقط بل وحتى مرفوضا من جانب المجتمع الدولي، وهو مايدل على الفشل الواضح لطهران في إدارة الازمة.