ما بين تصريحات تحذيرية لا تتجاوز حدتها مصدرها، ومساعي دبلوماسية للتراجع والتهدئة من جانبها، واصلت طهران خلال الساعات الأخيرة بعث رسائلها المتضاربة إلى المنطقة والعالم بشأن تطورات التصعيد في الخليج، بينها وبين الولايات المتحدة ودول المنطقة.
وبعيد ساعات من تهديد مسؤول عسكري إيراني رفيع المستوى بإغراق السفن الحربية الأميركية في الخليج العربي باستخدام “أسلحة سرية”، أفادت وكالات رسمية إيرانية “بأن كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من المقرر أن يبدأ غدا الأحد زيارة دبلوماسية تشمل عمان والكويت وقطر لبحث آخر التطورات في المنطقة وسبل تهدئتها”.
شعارات رنانة
وكان مستشار القيادة العسكرية الإيرانية الجنرال مرتضى قرباني قال، السبت، “إن بوسع إيران أن تلقي بسفن أميركا الحربية إلى قاع البحر بطواقمها وطائراتها باستخدام صواريخ وأسلحة سرية”. وأضاف “أعتقد أن الأميركيين العقلانيين والقادة العسكريين المتمرسين لن يسمحوا للراديكاليين الأميركيين ببدء الحرب”، وفقا لوكالة “ميزان” المحلية.
وبحسب تصريحات قرباني، “فإنه إذا ما ارتكب العدو أي حماقة سوف يدرك ماذا سنفعل به. ليكف الأميركيون عن مثل هذه المسرحيات أمامنا”، وأضاف: “العدو كان يتغطرس علينا أيام حكم الشاه (أطيح به عام 1979) لكن اليوم يمتلك الحرس الثوري والجيش تجربة حرب الثماني سنوات (بين إيران والعراق في الفترة ما بين 1980 ــ 1988) والمقاومة أمام العالم بأسره ويتمتعان باختصاصات مختلفة. ليعلم العدو أن إيران اليوم ليست مثل السابق”.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت، الجمعة، عن نشر 1500 من قواتها بالشرق الأوسط في خطوة وصفتها بأنها “مسعى لتعزيز الدفاعات في مواجهة إيران”، بعدما اتهمت الحرس الثوري الإيراني بأنه مسؤول مسؤولية مباشرة عن الهجوم على ناقلات نفطية قرب سواحل الفجيرة الإماراتية هذا الشهر.
وتأتي الخطوات الأميركية في وقت تُلقي فيه إدارة الرئيس دونالد ترمب الضوء على ما تعتبره خطرَ هجومٍ محتمل من جانب إيران، وبعد قرارات للتعجيل بنشر حاملة طائرات ومجموعتها القتالية، إضافة إلى إرسال قاذفات وصواريخ باتريوت إضافية للشرق الأوسط.
ويقول خبراء غربيون “إن إيران تبالغ عادة في قدرات أسلحتها، وإن كانت هناك مخاوف إزاء برنامجها الصاروخي، خاصة الصواريخ الباليستية الطويلة المدى”.
وكان فريق التواصل التابع لوزارة الخارجية الأميركية استعرض، الجمعة، عددا من الأسلحة التي أعلنت طهران عن ابتكارها، ليتضح أنها مجرد أكاذيب أو نسخة مقلدة لأسلحة صنعت في دول أخرى.
تحركات إيرانية للتهدئة
ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف، خلال ساعات إلى العاصمة العراقية بغداد في زيارة تستغرق يومين، وقال رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي “إن بغداد مستعدة للتوسط بين الولايات المتحدة وإيران إذا طلب منها ذلك”.
وقال الحلبوسي، الذي تربط بلاده علاقات وثيقة مع كل من واشنطن وطهران، “مستعدون للتوسط لحل الأزمة بين واشنطن وطهران إذا طلب منا ذلك”، وأضاف “لا يوجد طلب رسمي لمثل هذه الوساطة”.
وخلال زيارته لبغداد، سيلتقي ظريف نظيره العراقي محمد الحكيم والرئيس العراقي برهم صالح وعبد المهدي، وفقا لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف “إن ظريف سيناقش الوضع في المنطقة وسبل إيجاد أرضية مشتركة”.
وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، قال رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي “إن العراق سيرسل وفودا إلى الولايات المتحدة وإيران للمساعدة في إنهاء التوترات بين البلدين”، مضيفا “أن بغداد محايدة في النزاع”. جاء ذلك بينما شهدت بغداد مظاهرات للمطالبة بعدم تدخل العراق في التوتر بين إيران وأميركا.
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بحث في بغداد قبل أيام التوتر في منطقة الخليج، قبيل جولة آسيوية، قام بها في 12 مايو (أيار) الحالي، شملت تركمانستان والهند واليابان والصين لبحث سبل تطوير العلاقات الثنائية وتبادل وجهات النظر حول أهم القضايا الإقليمية والدولية وفي مقدمها الاتفاق النووي.
وقال جواد ظريف، السبت، “إن قرار الولايات المتحدة إرسال المزيد من القوات إلى الشرق الأوسط ردا على ما تقول إنه تهديد رصدته من إيران هو مسألة خطيرة للغاية على السلام الدولي”.
وتابع وفق ما نقلت عنه وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء “إن “الأميرکیین صرحوا بمثل هذه المزاعم لتبریر سیاساتهم العدائیة، وإثارة التوتر في الخليج”. وأضاف “أن الوجود الأميركي المتزايد في منطقتنا خطير للغاية، ويهدد السلام والأمن الدوليين ويتعين مواجهته”.
وفى تناقض آخر لتصريحات ظريف، كانت تقارير إعلامية أميركية، أعلنت قبل أيام، “أن وزير الخارجية الإيراني التقى السيناتور ديان فينشتاين خلال زيارة للولايات المتحدة الشهر الماضي”، وكان رد طهران “أن المحادثات كانت عادية ولم تتضمن أي مفاوضات”.
وعلى صعيد متصل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي “منذ أكثر من عقدين، تجري مناقشات مع سياسيين أميركيين غير حكوميين بينهم أعضاء في الكونغرس لتوضيح وتفسير سياسات طهران”.
في المقابل، يبدأ مساعد وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي، غدا الأحد، جولة خليجية لبحث التطورات بالمنطقة. وذكرت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء (إيسنا)، مساء السبت، أن “كبير مساعدي وزير الخارجية الإيرانية، يبدأ غداً زيارة دبلوماسية تشمل عمان والكويت وقطر لبحث آخر التطورات في المنطقة في إطار المشاورات السياسية التي تقوم بها الخارجية الإيرانية”.
سلطنة عمان ودور الوساطة
وفيما يزداد الحديث عن وساطة عمانية للتهدئة في الخليج، تحدث وزير خارجية سلطنة عمان، يوسف بن علوي، السبت، عن خطورة صراع أميركي إيراني، لافتا إلى أنه “سيضر العالم بأسره”.
وقال بن علوي: “نسعى مع أطراف أخرى لتهدئة التوتر بين واشنطن وطهران”، مشيرا إلى “خطورة وقوع حرب يمكن أن تضر العالم بأسره”، وأكد “أن الطرفين الأميركي والإيراني يدركان خطورة الانزلاق أكثر من هذا الحد”.
وقال مسؤول بارز في وزارة الدفاع الأميركية، الجمعة، “إن الولايات المتحدة تنحي باللائمة على إيران ووكلائها في هجمات استهدفت، أخيرا، سفنا تجارية في خليج عمان قبالة السواحل الإماراتية، إلى جانب هجوم صاروخي في العاصمة العراقية”. وذلك غداة تصريحات لوزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شانهان، جاء فيها “إن التحرك العسكري في الخليج العربي استهدف ردع إيران لا شن حرب ضدها”. وأوضح الوزير “أن واشنطن أحبطت هجمات كانت مخططة ضد الجنود الأميركيين في المنطقة، عبر عرض القوة العسكرية الأميركية”.
إ،هم يستحقون الشفقة بدلاً من العداء ، إنهم يعيشون في السرداب مع المهدي الذي لم يولد ولم يكن ولن يعود في السرداب يعيشون وليس على سطح كوكب الأرض ، وإذا كانت لإيران ذرة من حسن الحظ فستضربهم أمريكا كي تزيح مثل هؤلاء المتخلفين القابعين على صدر الشعب الإيران العريق