خاص || أثر برس ازدات حالات زواج مسلحي الفصائل المنتشرة في مدينة عفرين والمناطق التابعة لها، من فتيات من سكان المنطقة الأصليين، إذ يعتقد بعض السكان أن رغبة الاحتلال التركي بترسيخ وجود مسلحي الفصائل والعوائل التي انتقلت من ريف إدلب إلى المنطقة بطلب من تركيا لترسيخ حالة التغيير الديموغرافي التي يريدها، هي السبب الأساس نحو توجه مسلحي هذه الفصائل لخطبة “الكرديات” السوريات، ما يضع ذوي الفتيات أمام خيارين الموافقة أو تحمل الضغوط التي ستنجم عن الرفض، في واقع لا يذكّر إلا بممارسات تنظيم “داعش”، حين انتشاره في مناطق المحافظات الشرقية.
يقول أحد سكان مدينة عفرين لمراسل “أثر برس”: إن ابنة عمه تزوجت من أحد مسلحي فصيل “السلطان مراد”، وذلك بهدف كسب الحماية من الفصيل نفسه، بعد أن تعرضت العائلة لضغوط معنوية ومادية كبيرة، وصلت حد حرمانها من الوصول إلى الأراضي الزراعية التي تمتلكها في محيط ناحية “جنديرس”.
ويؤكد مصدر فضّل عدم الكشف عن هويته في مدينة عفرين، وجود ما يزيد عن ٣٠٠ حالة زواج لفتيات كرديات سوريات، من مسلحين ينتمون لفصائل مختلفة، مشيراً إلى أن ضغوطات معنوية ومادية تمت ممارستها على ذوي الفتيات ليقبلوا بتزويج بناتهم، من مسلحي فصائل تركيا في الشمال السوري، علماً أن غالبيتها تمت بإكراه الفتيات من قبل ذويهن على القبول.
وتقول المعلومات الخاصة لـ “أثر برس”، إن حالات الزواج المسجلة في ناحية “جنديرس”، وصلت إلى ١٢٤ حالة إلى الآن، وغالبية هذه الحالات هي لمسلحين من فصيلي “السلطان مراد – السلطان سليمان شاه”، علماً أن الزيجات المسجلة هي حالات “تعدد زوجات”، بالنسبة للعناصر المسلحة، التي على ما يبدو أنها تمتلك توجيهاً من السلطات التركية بوجوب الدمج المجتمعي بين الفصائل المسلحة التي توالي أنقرة، وبين السكان المحليين.
المشكلة المجتمعية من هذه الزيجات تبرز في حال خروج المسلحين من المنطقة أو مقتلهم خلال المعارك الدائرة في ريف إدلب وحماة، والمعلومات تشير إلى تسجيل حالات حمل خلال الأشهر الماضية، ما يعني أن نسبة الولادات سترتفع في المنطقة الشمالية الغربية من ريف حلب، وهذا ما قد يكرر سيناريو الغوطة الشرقية، حين خرجت مجموعة من النساء اللواتي تزوجن بمسلحين قتلوا خلال المعارك التي شهدتها المنطقة قبل أن يتم تسجيل حالات الزواج بشكل رسمي في دوائر الدولة، كما أن بعضهن تزوجن من مسلحين أجانب خرجوا مع رافضي التسوية إلى الشمال السوري تاركين زوجاتهم السوريات مع الأطفال.