الخميس, نوفمبر 28, 2024
Homeمقالات من المستفيد من قرع طبول الحرب ؟ : ماهر ضياء محيي الدين

 من المستفيد من قرع طبول الحرب ؟ : ماهر ضياء محيي الدين

 

المواقف الرسمية لأغلب الدول تصب في تهدئة الأزمة القائمة بين أمريكا وإيران ،  وعدم تصعيد الأمور نحو المواجهة ، لكن اغلب هذه المواقف ذات إبعاد سياسيةوإعلامية بحتة .

 

قد يتبادر إلى ذهن القارئ الكريم للوهلة الأولى وبسرعة فائقة ، وبدون تفكير معمق للأمور الجهات التي تستفيد من الحرب الأمريكية على إيران ، وهي معروفه من الجميع أولها إسرائيل ودول أخرى مثل السعودية والإمارات والبحرين ، وهذه  الدول  لا تتوقف مواقفها على قرع  طبول الحرب وحسب ، بل تسعى وتدعم أمريكا علىضرب إيران ماديا وسياسيا  ، وحتى المشاركة بقواتها في هذه الحرب أو المواجهة ، لكن في المقابل هناك اطراف تترقب سير الإحداث عن كثب ، وتريد إن تصلالأوضاع إلى أكثر من قرع  طبول الحرب ، وهي المواجهة العسكرية المباشرة بين الطرفين ،ومهما كانت النتائج أو العواقب  ، ومن المنتصر أو الخاسر من النزاعالمرتقب الأهم لها تحقق من ورائه مكاسب أو منافع شتى،لان الكل متيقن أنها حربا خاسرة للطرفان، وستدخل المناطق بأسرها في حسابات أخرى ، وهذه الجهات تأتيفي مقدمتها روسيا وتركيا والصين في جانب ، وفي جانب أخرى اغلب دول الاتحاد الأوربي ، ولكل طرفا حسابات معينة في قيام الحرب،وعدم حلها سلميا لأسباب عدة،لهذا نجد مواقف دول الصف الأول في الحلف السعودية والإمارات ،وحتى إسرائيل تؤيد نشوب الحرب ، وتؤيد خيار الحل السلمي ، وعدم تأزم الأوضاع ، لأنها تخشىعواقب وويلات الحرب ، والدخول في  دهاليزها المظلمة .

لعل  الأسباب  التي وراء  رغبات هذه الدول بان تكون هناك حربا مشتعلة بين الجانبين  تحرق الأخضر واليابس كثيرة جدا ، ففي خسارة الطرفان أو الإضرار التيستلحق بهما نتيجة هذه المواجهة بطبيعة الحال ستكون مهولة جدا ، وبالأخص روسيا ،لان كلا الدولتين تمتلك أسلحة متطورة وفتاكة ،وخصوصا خسارة الجانب الأمريكيأمر وارد جدا ، ففي تجارب سابقة خسرت حروبها ، وتجربة فيتنام خير دليل ،وإيران خصم لا يستهان به هذا من جانب .

جانب أخر قد يقول  قائل  إذا  قامت الحرب ، فنتيجة  ترتفع  أسعار النفط ، وتتضرر مصالح هذه الدول في المنطقة ، وقد تصل الأمور إلى أكثر من ذلك ، لكن عمق  وخطورة المشاكل  القائمة بين هذه الدول مع أمريكا كبير جدا ،وهي تعيش تحت الضغط الأمريكي الرهيب منذ تولي ترامب السلطة في ملفات مختلفة ، وتتعرض إلى تهديد وضغط  وعقوبات  اقتصادية    مستمرمن  الإدارة الأمريكي ، لإجبارها إلى التنازل أو الخضوع للرغبات أو الإرادة البيت الأبيض ، ومهما كان ثمن الحرب باهظ عليها ، لكنها ترغب في خسارة أمريكي  أو تعرضها إلى نكسة تجعل ساستها في وضع صعب للغاية .

  الإدارة الأمريكية تدرك تمام مخاطر هذه المغامرة مع إيران ، وأيضا تدرك إن هناك عدة جهات ترغب في خسارتها الحرب او فشلها في تحقيق غاياتها أو أهدافها ،لهذا تصر على إجراء تفاوض وحوار مباشر مع إيران ، لان كلا الأمران  في الحرب مع إيران سيكلفها الكثير ، وتكون زعامتها تحت التهديد بوجود خصوم مثل الصين وروسيا .

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular