إن أهم ركيزة من مرتكزات قوة النظام وتماسكه مدى علاقة الجماهير بالسلطة ، فهناك علاقة عكسية ترتبط الاثنان معا ،وأي اختلال في ميزان العلاقة يصبح النظام على شفا الانهيار والسقوط .
منذ قيام الدولة العراقية وليومنا كانت ومازالت العلاقة بين الجماهير والسلطة متباينة رغم التغيرات العديدة التي حدثت على النظام من تغيره من ملكي إلى جمهوري والى ديمقراطية تعددي في وقتنا،لكنها في الغالب كانت علاقة غير منسجمة ومرتبط لأسباب كثيرة ، ففي اغلب الأوقات السابقة والحالية كانت هناك هوة عميقة بالعلاقة في معظم الأوقات السابقة ،لهذا كانت النتائج زوال هذه الأنظمة الحاكمة بين ليلة وضحاها ، وليكن الشعب احد المنادي والمطالبين بتغيرها وسقوط ، والشواهد كثيرة على هذه الحقيقية ، بسبب فشل أو ظلم الحاكم للشعب أو تكون هناك أسباب أخرى جعل الشعب يكون إحدى الأدوات للسقوط ، وزواله إلى الأبد ، وعدم حصوله على دعمه أو تأييده في الشدائد والمحن ،وهنا بيت القصيد .
حسب علمي البسيط جدا قد تكون مرحلة ما بعد 2003 ، وتحديدا ما بعد فترة السقوط مباشرة هي أفضل المراحل السابقة في قوة العلاقة بين السلطة والنظام الجديدة بعد سنوات عجاف من حكم البعث المقبور،والتفات الناس حول القيادات السياسية ، والحصول على دعمها ، وخصوص كان هناك دعم من المرجعية الدينية عكس المراحل السابقة للبناء الدولة ومؤسساتها،وحثها على المشاركة في الانتخابات،ودعم السلطات والنظام، لكن الأمور جرت فيما بعد بما لا تشتهي السفن
لا يخفى على الجميع إن البلد يتعرض إلى ضغط وتهديد رهيب في وقتنا الحاضر،والمخاطر المحدقة بنا تزداد يوم بعد يوم ،وأكثرمن السابق بكثير وهناك قوى داخلية وخارجية لا تبخل جهد أو مسعى في إسقاط النظام الحالي ، وعودة الأوضاع إلى ما قبل أو تقسيم البلد إلى دويلات، وهي تنتظر الفرصة المناسبة لتنقض على فريستها .
رغم وجود قوات أمنية متعددة التشكيلات والصنوف ، ونظام سياسي قائم معترف به دوليا ، ولدينا علاقات جيدة إقليميا ، لكن فرصة سقوطها بين ليلة وضحاها في حال تعرضها إلى إي خطر حقيقي وتهديد مباشر للسببين الاول علاقة اغلب الجماهير بالسلطة اليوم في أدنى المستويات لأسباب معلومة من الجميع ،ليكون معظم الشعب اليد التي ستضرب السلطة، وتريد إسقاط النظام ،وزوال أحزابها الحاكمة للأبد،والثاني نواة أو أساسات الدولة العرقية الحديثة بينت على أساسات غير صحيحة وسليمة في توزيع المهام والمسؤولية على أساس التوافق والمحاصصة المقيتة ،و جرى الحاكمين على الحصول على غنائم و مكاسب السلطة ، لتكون قوة النظام والسلطة أشبة بحال بيت العنكبوت من حيث الوهن والضعف .