أرسل لي الأستاذ حيدر عمر مشكوراً نسخةً من كتابه الجديد (أدب الفلكلور الكردي الذي صدر مؤخراً في استانبول / تركيا، وصمم له الغلاف الصديق الموهوب فنياً وأدبياً يحيى السلو، وقام بالإخراج الفني للكتاب الاستاذ علي جعفر الذي له باعٌ طويل في الكتابة والنشرـ وقد تم هذا تحت رقم الإيداع
وفي الحقيقة، فإن الفلكلور الكوردي برأيي مثل “كنوزٍ في العراء”، إن لم تتضافر الجهود لجمعها وإنقاذها ودراستها، كما فعل الأستاذ حيدر عمر في دراسته القيمة هذه ، فإننا سنخسر هذه الكنوز التي قلما تجد لها مثيلاً في الثقافات الأخرى، ولقد سعيت أنا أيضاً بتواضعٍ لإحياء العديد من تلك الملاحم والأغاني والحكايات، ونشرت عن (زمبيل فروش) كتيباً صغيراً في ألمانيا في عام 1987 و كتاب (الحكايات الكوردية للقنصل الروسي ألكسندر ﮊابا) في عام 2000، وهو كتاب مهم لأن القنصل الروسي نشره في عام 1860م في سانت بيترسبورغ الروسية في العهد القيصري الذي شاع فيه الاهتمام بجمع آداب الشعوب من خلال المعهد القيصري للاستشراق هناك، كما نشرتُ الكتاب ذاته لدى مطبعة سبيريز في دهوك بالحروف الكوردية الكلاسيكية، إضافةً إلى أنني قد نشرت في العديد من مواقع الانترنت ملاحم وحكاياتٍ وأغاني شعبية قديمة وكثيرة، ذكرت بعضها لدى كتابتي عن كتاب الأستاذ حيدر عمر السابق عن الأدب الشعبي الكوردي، ولكن مع الأسف يبدو أن كاتبنا القدير رأى وقرأ معظم الملاحم والحكايات والكتب المنشورة عنها إلاّ ما نشرته أنا وحدي، وآمل ألا يكون ذلك الإهمال عن قصد، فعلى الباحث أو الدارس أن يكون موضوعياً وملماً بما يكتب عنه، فهل يمكن تجاهل ملاحم مثل (الحصان الأسود، نهالا سيسيبانى، جمجمى سلطان، رستمى زال، شاه ميمون، مم وزين النثرية التي نشرها المستشرقون، وهي لا تقل عظمة عن ممى آلان الغنائية وغيرها…) لمجرّد أن ناشرها كاتب غير مشهور مثلي؟
أتمنى من الأستاذ حيدر عمر الذي أرسلت له نسخاً من كثيرٍ من هذه الملاحم والحكايات الخالدة أن يلتفت إليها في كتابٍ جميلٍ آخر لأنها درر وجواهر قيّمة أدبياً وعلمياً لأنه باحث جاد كما أعرفه.
مع فائق الاحترام والتقدير
28.08.2018