المعروف عن الملوك والامراء والسلاطين ان لكل واحد منهم ولي عهد يرث الحكم بعد مماته، وفي الغالب يكون الابن هو ولي العهد إلا ما ندر، لذلك اشتهرت مقولة ( مات الملك عاش الملك) معبرة عن استمرار الحياة واستمرار السلالة الملكية وانتقال الحكم من الملك الاب الذي رحل الى الوريث (الابن- ولي العهد) بشكل سلس ودون أية مشاكل. ولكن للاسف هذا غير موجود عند العائلة الاميرية الايزيدية والتي تدير الحياة الدينية والاجتماعية للأيزيديين والتي تعيش هذه الايام فراغا أميريا اذا جاز التعبير، مما قد يشكل ارضية مناسبة لظهور صراع على المنصب ومشاكل كبيرة ليس بين اقطاب العائلة الاميرية وحدها بل بين الايزيديين بشكل عام نتيجة الاستقطابات وتبعات هذه الصراع.
كان يمكن للأمير الراحل تحسين سعيد بك رحمه الله تلافي هذا الفراغ الذي تعاني منه الامارة الايزيدية حاليا (عدم وجود امير لحد الان) باختيار ولي للعهد له قبل وفاته لكنه لم يفعل، وهذا يرجع لعدة اسباب اهمها عدم قدرته على اتخاذ قرارات جريئة وحاسمة ليست في هذا المسألة فقط بل في العديد من المسائل والمشاكل الاخرى التي جابهت الايزيديين خلال فترة امارته نتيجة ظروف وضغوط وتوازنات اجتماعية وسياسية والتي كانت في كثير من الاحيان اقوى من ارادته. وهنا اشير الى احد الاحداث او المشاكل التي حدثت ابان عهد الامير الراحل، وفي احد الجلسات التي كنت حاضرا فيها وكان المجتمعون يناقشون رد او قرار الامير بخصوص تلك المشكلة، قال احد الحاضرين وهو شخص ذكي وذو خبرة وتجربة في الحياة الاجتماعية (ان الامير لن يفعل شيئا بخصوص هذا الامر، انه يترك المشاكل كي تحل نفسها بنفسها، انه لا يريد اغضاب أي شخص او جهة على حساب الاخرى، انه يسعى لإرضاء جميع الاطراف، لذلك لا اتوقعه يقرر شيئا بخصوص هذ الموضوع). وفعلا هذا الذي حدث، ولم يتدخل لصالح جانب ضد جانب اخر. وقد تذكرت هذا الحادثة عندما توفي الامير رحمه الله ولم يقرر شيئا بخصوص اختيار ولي عهده ايضا وترك المشكلة كي تحل نفسها بنفسها.
الشيء الجيد والايجابي الآن، ان هناك وكيل للأمير وهو الامير حازم تحسين بك واحسبه بمثابة ولي للعهد. فمنذ فترة طويلة وهو الذي يدير امور الامارة نتيجة الاوضاع الصحية التي كان يعاني منها والده. لذلك فالمطلوب منه ان يكون حازما وجريئا ومقداما في مواجهة المشكلة الاولى والاخطر بالنسبة له في حياته بعد رحيل والده ويرتب الامور لاعلان نفسه اميرا للايزيديين في العالم تماشيا مع مقولة (مات الملك عاش الملك – مات الامير عاش الامير)، فمنذ ان رحل والده وهو بمثابة الامير بشكل عملي، وكل ما بقي هو الاعلان فقط وتعين وكيل له ليكون بمثابة ولي عهده، ليصبح بعدها عرفا أي ان يخلف وكيل الامير الأمير الذي قبله. اما اذا كان يحسب نفسه ليس اهلا لهذا المنصب الحساس والخطير وهو حر في ذلك، فليتنازل عن حقه ويدعم شخصا اخر لهذا المنصب ولا يترك المشكلة كي تحل نفسها بنفسها كما فعل الامير الراحل فهذا ليس لصالحه ولا لصالح الايزيديين.