|
الفساد ورئيس الوزراء الحباب
عباس راضي العزاوي
رفض الكثير اشكالية المحاصصة في ادارة حكم العراق منذ الشروع بها والتي جاءت في الاساس ارضاءا للكم الهائل من الطوائف والقوميات المتنوعة والمتنافرة وانعدام الثقة فيما بينهم منذ فجر التاريخ ,
كما استهجن الكثير السياسة الطائفية بمفهومها الاقصائي او التفخيخي ـ ان صح التعبير ـ او الخوض فيها لاسباب مدنية وحضارية جليلة, ولكنهم وبكل اريحية يحتفظون بحق العمل وفقها كما هو حال سياسة المحاصصة, اي اننا نشتم الشيطان في مجالسنا ولقاءاتنا العامة ونعوذ بالله منه ومن افعاله الطالحة ولكننا نطالسه بكل حميمية وشبق عندما نكون بعيدين عن الخصوم..
الكتاب والمنظّرون والمحللون والنشطاء ـ الا من رحم ربي ـ من جانبهم لايتركون مناسبة الا واتحفونا بمقالات محبكة فيها من الشتائم والصراخ والوقاحة اكثر من الطرح البناء والمثمر, ولاسباب ذاتية محضة, الشهرة , الوصول لابواب المكاتب الفاخرة واصحاب القرار,او عرض مناسب ياتي من قناة فضائية تدفئ جيبه في ليالي الشتاء القارص.
فقد اتفق الجميع في الاعلام على الكذب واتفقوا ايضا على تصديقه ,اتفق الجميع على ذم الفساد واتفقوا على تكريسه وترسيخة ,اتفق الجميع على نبذ الطائفية ( الطارئة) واتفق الكثير على ادامتها لاجل غير مسمى!!
وبتسائل بسيط , نستطيع ان نفهم لماذا العراق مازال يدور في دوامة التخريب والفساد التي لاتنتهي منذ ستة عشر سنة, دون اي بارقة امل
لماذا عندما تحررت الكويت من الاحتلال الصدامي؟ رجعت الامور الى سابق عهدها بل وافضل بكثير مع تعويضات كبيرة ودسمة اقتطعت من لحوم اجساد العراقيين الهزيلة .
هذا لان الكويت شعب واحد وحكومة واحدة وقرار واحد
لماذا استطاعت ايران ان تبني بلدها بعد حرب استنزافية مدمرة دامت ثماني سنوات وحصار دولي؟
لان الشعب الايراني شعب واحد وحكومة واحدة يتحد ويتلاحم في المحن من اجل مصلحة البلاد
كل شعوب العالم تتحد في الازمات والكوارث والحروب الا نحن نصاب بالجنون والاستهتار والهستيريا ونتشظى بشكل مخيف ومقلق.
رئيس الوزراء الحباب الذي يخطب ود الجميع كي لايتم اسقاطه سواء كان السيد عبد المهدي نفسه او الذين سبقوه وقرروا اجتثاث الفساد ووعدوا بتحطيمه ومفاجئة الفاسدين لم ولن يستطيعوا عمل شي , فكل ملف فساد يقف وراءه الف سياسي لص وفاسد متخم بالاموال والف ذيل وتابع ولن يُفتح وان تم فتحه سيُطمر بالتراب كغيره من الملفات اذا كان هناك اسم سياسي كبير سيرد او يشار اليه في اي من تفاصيله.
وكل ماتسمعون في الاعلام من بعض المسؤولين عن ملفات وصلت للقضاء واخرى جاري التحقيق فيها, هي مجرد حبوب هلوسه ومخدرات يوزعونها علينا بشكل منظم في الاعلام وبالاتفاق مع صاحب المرقص الفضائي كي نبقى دائخين لانعرف من هو السارق ومن يدعمه.
فالمراهنة على عبد المهدي كما راهن الكثير على السابقين ستكون مراهنه خاسرة ومضحكة حد البكاء, فالحل الوحيد هو وحدة الشعب والتخلص من التبعية وعدم تصديق اصحابهم ورموزهم دون غيرهم والا سيظل الساسة والفاسدون يرقصون على نغمات صراخنا وألمنا, فكل يدعي الشرف والعفاف , ولكن الواقع يقول غير ذلك تماما
ماذا قالت عيون ام الشهيد حيدر؟
عباس راضي العزاوي
على دكة المذبح الكبير قدمنا ومازلنا نقدم الاضاحي الثمينة والطازجة , نقدمها بكل ايمان واصرار, نقدمها وننحرها احيانا بوقت مبكر ونحن نرقص ونغني بفرح غامر كي لاتغضب منّا الهة الجميع ” الوطن ” وبعد ان نقدم فروض الطاعة والولاء ونتبرقع بوشاح التذلل والانقياد الاعمى لمشيئته,
نكتشف انه مازال غير مقتنع ومازال يدمدم بغضب وصواعق ومسامير وسيفور وديناميت مستورد
وفي روايات واساطير منقولة تردنا من العرافين او الدجالين او السفلة ومن لهم اتصال مباشر براس الوطن الغاضب دوما منا دون جريرة تذكر , باننا لم نبلغ الرضى بعد , ولم نصل معشار الشكر لنعمته وهباته الخفيه والانكى اننا نصدق دائما مايقال
ونعيد الكرة علها تنجح هذه المرة!!
ونعيدها اخرى املا بالوصول لاعتاب رضاه!!
ونعيدها ثالثة دون كفر او شطط …. ولا فائدة !!!
بل ونذبح حتى صغار الاضاحي الجميلة, كي يحصل هو على وليمة دسمة وشهية تقطر عسلا وسمنا واحيانا دما, وتاتي النتائج ذاتها
فلا الرب المفترض يتقبل قرابيننا وتسكن ثورته ولم يتفضل علينا يوما بيسير بركات منه تمنحنا الانتماء لدينه وشريعته, ماهذا الرب الغريب؟
حروبه طويله وممله , تارة عدو خارجي واخر داخلي , وتارة في نفوسنا
ونحن نلهث وراءه ونُذبح بحضرته ومازال متجهم كوجه الموت
تتسابق امهاتنا لتزرع البذور وتسهر وتعتني على امل الحصاد
فتخطف رياح الغدر والخيانة رؤوس السنابل او تعصف بها نارا لايُعرف مصدرها , لتظل اعينها شاخصة تستحضر السنين والايام والساعات من لحظة الطلق حتى وصول النعش.
هكذا اختصرت ام الشهيد حيدر حسين العلياوي عذابات السنين ولحظة الفجيعة بنظرتها المتحدية والواجمة.