ما أن عاد حميدتي والبرهان من عند أسياد المجلس العسكري المؤقت في السعودية والإمارات ومصر، ما أن تسلموا الأوامر والنقود القذرة من السعودية والإمارات ليدفعوا بها رواتب المرتزقة ويملئوا بها جيوبهم، حتى أصدروا الأوامر لقوات الدعم السريع، المرتزقة بامتياز واللملوم من شذاذ الآفاق،ليوجهوا نيران بنادق القناصة من على سطوح البنايات وفي الشوارع إلى صدور وظهور الشباب السوداني الثائر، فقتلوا اكثر من 30 ثائراً وأكثر من 400 جريحا في سويعات قليلة، لم يجرأ حتى الدكتاتور المجرم، المعتقل برعاية وحماية المجلس العسكري، عمر البشير على ارتكاب مثل هذه الجريمة البشعة إلا بعدة شهور. لقد كشف هؤلاء القتلة الذين قاموا بانقلاب عسكري ضد البشير عن عقولهم الضالة وأهدافهم الدنيئة لينقذوا نظام العهر السياسي والفساد والخيانة من الانهيار التام تحت صرخات الشعب المدوية “أرحلوا.. ثم ارحلوا ثم ارحلوا أنتم وسيدكم البشير” ومن يقف معكم من وراء الحدود. لم تكن الفترة المنصرمة سوى المماطلة والتسويف لكسب الوقت من أجل تهيئة أوضاعهم للانقضاض على الشعب الثائر، على طلائعه المقدامة بذريعة ملاحقة بعض المنفلتين، في حين أن المنفلت من عقاله هو المجلس العسكري ومن وافق على توجيه الرصاص الحي إلى صدور أبناء وبنات الشعب الأبرار.
خسئتم أيها الجبناء بتآمركم على ثورة الشعب لقاء السحت الحرام، وباع بعضكم شرفه العسكري من أجل البقاء في المنصب البائس، في حين ستنزل عليكم جميعاً لعنة الشعب السوداني المقدام، الذي قدم التضحيات من أجل الخلاص من حكم العسكر الذي دام 30 عاماً ولم يحصد منه سوى الدم والدموع، سوى البؤس والفاقة ودمار الاقتصاد السوداني والحروب والموت في كل بقعة من أرض السودان. لقد كنتم السبب وراء انفصال الجنوب لأنهم ما كانوا يريدون الانفصال لولا إصراركم على تطبيق الشريعة الإسلامية على كل السودان، ولولا إصراركم على عدم منحهم حقوقهم المشروعة والعادلة ضمن الدولة السودانية الواحدة.
خسئتم أيها الجبناء برفضكم التفاوض، ثم وأنتم تقتلون الثوار بالرصاص الحي وتدعون في الوقت ذاته للتفاوض، وكأن السودانيين لا يعون لعبتكم القذرة ومحاولة ضحككم على ذقون دول العالم الذي احتج منذ اللحظة الأولى ضد جريمة يوم 03/06/2019، التي ستبقى لطخة عار في جبين من وافق على إصدار قرار القتل الجماعي في هذا اليوم العصيب.
لقد كان قرارا قيادة “قوى الحرية والتغيير“ صائباً حين دعت إلى تطوير الحركة الجماهيرية والدعوة إلى العصيان المدني في كل أرجاء الجمهورية بعد أن نجح الإضراب العام الذي دعت له، إنه الأسلوب الناجح الذي سيكسر أنوف أولئك القابعين في المجلس العسكري ويصدرون الأوامر التهديدية والقتل. لقد أزهقتم أرواح الناس وقتلتم الكثير من البشر ورميتم بالكثير من الجثث في نهر النيل، إضافة لمن نقل إلى الطب العدلي، لقد سال دم الثوار في الشوارع ولن يهدأ هذا الدم ما لم يتسلم الثوار السلطة ويسقطوا المجلس العسكري. إن قرار مقاطعة المفاوضات مع مجلس القتلة صائب ولا بد من تقديم من أصدرواالأوامر إلى المحاكم لينالوا جزاء غدرهم بالشعب وبقضية الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في السودان. إن فتح التحقيق من قبل النيابة العامة سيظهر بجلاء من أصدر الأوامر بإطلاق الرصاص الحي ضد الثوار لفض الاعتصام. وعلى إثر ذلك دعا تجمع المهنيين السودانيين، أمس الاثنين، عقب فض ميدان الاعتصام، إلى إعلان العصيان المدني الشامل لإسقاط المجلس العسكري الغادر والقاتل واستكمال الثورة.
إن المرحلة الراهنة تتطلب المزيد من وحدة قوى الحرية والتغيير، المزيد من التضامن والتكاتف، وكما قال شاعر عراقي:
وإذا تكاتفت الأكف فأي كف يقطعون
وإذا تعانقت الشعوب فأي درب يسلكون
لتنتصر إرادة الشعب السوداني، ولتندحر إرادة المجلس العسكري المتآمر على ثورة شعب السودان