الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
Homeمقالاتشجون محكية : مصطفى محمد غريب

شجون محكية : مصطفى محمد غريب

 

 1 ـــ  نص ـــ مرح عصافير الدوري

أتوقف في صمتٍ وسكونٍ

وأراقب في شغفٍ من حولي حفيف الأوراق الشجرية

وعصافير

الدوري تتداخل بالألوان

تتقافز فرحانة فوق  الأغصان

تتعاطى الهمسات بأجنحةٍ رقراقةْ ..

عصفورٌ يأتي

تلهمهُ فرحاً زقزقة الأنثى

وكأن العيد على الأبواب

الأنثى تتلون بالدعوة والإنذارْ،

لكن تفرح للذكر المهووس بها وجداً

تتحرك في حذرٍ مسبوقٍ من ذيلٍ يتراقص في المشوار

الغصن  المتدلي فوق العشِ تداعبهُ هبة ريحٍ شرقية

فيميل الغصن إلى الغربِ في نوتاتٍ و نسيمٍ ينسج وجه الغابة

الأنثى العصفورة نحو الغصن الأعلى

لتراقب نافذ البيت وجدران الحاجز

القط الأسود من ضلع الحاجز يمسح أغصان الكرز الأحمر

ويراقب من فوقٍ حتى الحركات

وعصافيرُ الدوري

تتبصر شكل الأغصان السفليةْ

تتقلص في حيرة أحيانا

تهتز من الخوفِ ومن القتل القادم من ناب القط المتربص

أحياناً ابحث عن أنثى القط

أحياناً تقدم لكن تهرب من وجه القط الأسود

وتخاف القسوة والغصب على غير الموعود..

أرنو في عشقٍ لطيور النورس،

أتخيل نفسي أطير على مقربةٍ من دجلة بغداد

أو عند البصرة والميناء

أتذكر في غبطة ذكرى أصوات عصافير الدوري

استيقظ من حلم العودة

وعصافير بلادي يمضغها الحزن

تتشرد في الأصقاع

آهٍ يا عصفوري العاشق ماذا تفعل؟

بعد تواري الأنثى خلف جدار الدار

وقدوم العيد البائس في زفة تفجير حاقد في البصرة

وكلانا من فرط حنين العش المهجورْ،

 نلهث في ترتيل قدسي.

   3 / 6 / 2019

2 ــــ  نص ــ  إشارة

كنت استلمت إشارة عن مولدك

ففقهت أحوالي ومن حولي السؤال

ورأيت في الدنيا مخالب من حديد

من يا ترى فَقَهَ الجديد؟

فَقَهَ النقودْ

فقه الخروج على سروجٍ من جياد ابن زياد

حتى تلبس بالعويل على المدن الكسيرة

حمالةٌ من الأسى، ومن الجنود العائدين من الهزائم والقتال

تطوعوا للموتْ،

لم يفقهوا سر الصراع

والنطق معبدهُ خضوع

كلماتهُ صارت لغات مبهمة

وَطَوّق الرايات في مجرى الشواغر والمدن

أهي الإشارات عند مفترق الحدود؟

لمَ الإشارة من بعيد؟

فالكل مفهوم، ولا جدوى من الإخفاء في الظل

فإشارة الأضواء تبرز في الظلام وفي الكلام

وعند مفرق من طلوع

فلا جدال!

30 / 5 /2019

3 ـــ نص ــ مداعبة ملغومة

الشوق يلعب بي داعابةً

ذئبٌ يداعب شاة

فمرةً يدفعها

ومرةً يسعفها

ومرةً يلعقها

وأخرا يعضها

ومرة يتركها قريبة

من نابهِ المسلول

من حسرة الوقت

يبوسها قسراً

للوقت حقٌ

وفراسة الظنّ

فلا تراهن

فالشوق يركب حرها وبردها وحلوها ومرها

 بلا احتجاجك أو غيابك في السبات

ألم تكن يوماً بنعجة أو خروف ؟!..

29 / 5 / 2019

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular