الأربعاء, نوفمبر 27, 2024
Homeمقالاتما هكذا نقدم انتحار شباب العراق/9 : عبد الرضا حمد جاسم

ما هكذا نقدم انتحار شباب العراق/9 : عبد الرضا حمد جاسم

يتبع ما قبله لطفاً.

النموذج التاسع: [اثار تزايد حالات الانتحار بين الشباب والفتيات في محافظة ذي قار المزيد من القلق بين الأوساط الشعبية، داعين الجهات المعنية إلى التدخل لمعالجة أسباب ودوافع الانتحار والحدّ من هذه الظاهرة الآخذة بالتزايد] (المدى) انتهى.

تعليق: لم يتفضل علينا أ. د قاسم حسين صالح ببيان معنى “تزايد” وبالمقارنة مع ماذا/من؟ ولم يتفضل علينا ايضاً بتوضيح او وصف موقف او مظهر واحد من مظاهر ذلك القلق بين الأوساط الشعبية وكيف تم رصده من قبل “المدى”؟ ولم يبين لنا من هم الذين دعوا الجهات المعنية الى التدخل لمعالجة أسباب ودوافع الانتحار؟ وهذا يفرض سؤال هو: هل تم تحديد أسباب الانتحار ليتم معالجتها؟ هل هناك دولة في العالم عالجت أسباب الانتحار حتى يقتدي بها العراق؟ أ. د قاسم حسين صالح ذكر في عدة مقالات ما قال عنها اسباب الانتحار، اليكم منها التالي:

1.تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية.

2.الاكتئاب واليأس والوصول الى حالة العجز.

 وأسأل هنا: هل يتفضل أ. د قاسم حسين صالح أو يجود على العراق والمجتمع العراقي والانسانية جمعاء بخطة او اقتراح عملي يؤدي الى معالجة واحد من الاسباب وله في ذلك اجر عظيم حيث سيسجل له التاريخ أنه أنقذ حياة الألاف من البشر وربما تقتدي او تأخذ بهذه الخطة او الاقتراح “وزارة منع الانتحار البريطانية” التي اقترحتها رئيسة الوزراء للحد من الانتحار الذي قيل انه يحصد (4500) شخص في العام.

عن وزارة منع الانتحار البريطانية:

http://www.bbc.com/arabic/world-45812029

https://www.elfagr.com/3290539

 هذا المقطع يثير الكثير من الأسئلة والحيرة!! منها: من هو صاحب هذا الطرح/القول/التصريح/النموذج؟ في أي تاريخ صدر؟ في أي تاريخ نشرته المدى؟ هل “المدى” مصدر يتمتع بمصداقية حتى يعتمد الدكتور قاسم حسين صالح على “عبارة مقطوعة” ورد فيها إبهام عن موضوع خطير يخص المجتمع العراقي في هذا الوضع الصعب والحساس. وهو يناقض ما استنتجته عن انخفاض حالات الانتحار بشكل كبير في ج8 فكيف يأتي هنا ليعتمد قول غير مفهوم ويناقض نتائج تلك الأرقام؟ ايهما أصح تلك الأرقام أم هذا القول؟

……………………………………………………….

النموذج العاشر: [حالة من القلق والخوف تشوب الشارع الشعبي البصري بعد تزايد حالات الانتحار في المحافظة ووصولها درجات مقلقة تقترب من الظاهرة (غوغل)] انتهى.

تعليق: هذا النموذج كَسابِقِهِ غريب ويثير الأسئلة التالية: من هو “غوغل” وكيف حصل “السيد غوغل” على هذه المعلومة؟ وهل يُعْتَمَدْ “السيد غوغل” في دراسة او مقالة او حتى نقاش عابر حول المجتمع العراقي او أي دراسة أو بحث؟ عن أي تاريخ يتكلم “السيد غوغل”؟ الغريب أني بحثت في “غوغل” عن هذا النص فلم أجد له أثر الى في مقالات أ. د قاسم حسين صالح فهل هي إشارة الى اعتماد تلك المقالات كمصدر؟؟؟

الغريب في هذا “النموذج” انه لا يتوافق مع طرح أ. د قاسم حسين صالح الذي وصف فيه مشكلة الانتحار في العراق بأنها “ظاهرة” و”كارثة” حتى ان عنوان المقالة التي اناقشها كان: [ما هكذا نقدم للعالم كارثة انتحار شباب العراق] وقد كرر في مقالتيه انها “ظاهرة” فكيف تحولت هنا الى “تقترب من الظاهرة”. هل الادعاء بأنها “ظاهرة” و”كارثة” ناتج عن رغبة في تضخيم الحالة؟ أم لأننا لا نعرف معنى “ظاهرة وكارثة”؟ أم هو الاسترسال في اطلاقها كأننا غير معنيين بالدقة واختيار المفاهيم او الكلمات المناسبة؟ أفهم “تقترب من كارثة” هنا انها إشارة وتأكيد على ان مشكلة الانتحار في العراق ما كانت ولم تكن يوماً “ظاهرة” وبالتالي هي ليست “كارثة”.

……………………………………………………..

النموذج الحادي عشر: وسام (25) سنة خريج كلية، احرق نفسه ليلة تزوجت حبيبته من رجل ميسور!، و(س) في الثامنة والثلاثين، أنهى حياته بطلقة من مسدسه في مدينة الشطرة، و(ص) في التاسعة والثلاثين القى بنفسه من فوق منارة مسجد في مدينة البطحاء!، وعشرة شباب انتحروا بشهر واحد في ذي قار! (الشرقية 31 تموز 2017)] انتهى.

تعليق: هل “الشرقية ” مصدر يتمتع بالمصداقية او ان اخبارها حقائق يدعمها المنطق مبنية على دراسات جامعية عراقية؟ هل مثل هذه الحالة غريبة أم انها جديدة على المجتمع؟ كم حالة مثل هذه الحالة حصلت قبل 2003 في العراق او قُلْ كم ألف حالة مثلها و أ. د قاسم حسين صالح كان يتابع المجتمع العراقي وأجرى بحوث ودراسات ميدانية عديدة وكان في الوسط الجامعي والوسط الصحفي والوسط العلمي وبين الناس.

 هذه الحوادث حصلت وتحصل وستحصل في كل المجتمعات وبأعداد مضاعفة وربما كل يوم، وربما في نفس اليوم الذي انتحر فيه “وسام” انتحر في العالم الألاف من الشباب والشابات…هذا طرح غريب والغرابة فيه انه أثار استغراب أ. د قاسم حسين صالح واعتمده دون أساس كحقيقة موَّثقة بختم وإمضاء “الشرقية”!!!!!

هل كلف أحد من اللذين اهتموا وتابعوا مشكلة الانتحار في العراق، نفسه في البحث عن سيرة حياة هذا الشاب او حالته الاجتماعية والصحية أو غير هذه الحالة من حالات الانتحار؟ الجواب طبعاً كلا وألف كلا…لأنهم او الكثير منهم كما بدا لي استسهل ويستسهل القطع واللصق والتزويق والنشر معتمداً على ما يجود به” السيد غوغل” في ايجازه الصحفي اليومي وما يجود به “علماء النفس والمجتمع” مراسلي بعض الصحف والفضائيات. والسبب جاهز هو: عدم تعاون اهل الضحية وان الدوائر الرسمية لا تقدم معلومات ومن يقول او يطرح هذه المبررات هو من تجد في مقالاته وتصريحاته أن المصدر الفلاني قال كذا وان المنظمة الفلانية نشرت كذا ناقلاً ذلك من “الصحافة”. بحثتُ في “غوغل” عن نص هذا “النموذج” ولم أصل الى نتيجة، قد يكون القصور مني فأعتذر.

…………………………………………………..

وختم أ. د قاسم مقالته بالتالي: [ختاماً نعيد التوكيد …أن الهدف من هذه المقالة هو تصحيح الفكرة التي أخذها القارئ الأجنبي والهيئات الدولية ومنظمة الصحة العالمية والمنظمات المعنية بحقوق الانسان /بأن نسب الانتحار في العراق اقل منها عالمياً وتعريفهم بأن معدلات الانتحار بين شباب العراق تضاعفت بعد 2003 وانهم مهددون بالمزيد إن لم يتم معالجة أوضاعهم الاقتصادية بالدرجة الأولى والقضاء على الفساد الذي يؤمن القضاء على الفقر (الشعبي) في بلد يمتلك كل مقومات الرفاهية لشعبه.

تعليق: قبل كل شيء انقل لكم رد “لجنة الدكاترة ” على هذا المقطع حيث كان التالي:

[ثانياً، نحن نثمن جهود جميع المنظمات والأفراد الذين يحاولون توثيق الظاهرة إلا أن من المعروف أن المجلات العلمية لن تقبل بحوثاً تشير إلى أرقام غير منشورة في مجلات محكمة ثم إننا كباحثين لن نستطيع أن نشير إلى أي دليل إلا إذا وثقنا بقوته وقدرتنا على الدفاع عنه في مرحلة التحكيم قبل النشر وفِي مرحلة ما بعد النشر. إن هذه الصرامة هي من أجل ضبط النتاج العلمي وضمان دقته وعلينا أن نرسخ هذا التقليد بدراساتنا في العراق وان لا نستسهل العملية.

 ثالثاً وهو الأهم، قدم المقال نماذج من تقارير معظمها صحفية (بعضها لحالة انتحار واحدة فقط!) قال إنها: ” تؤكد أن معدلات الانتحار في العراق تضاعفت بعد 2003″ والغريب بحق أنه في الأمثلة كلها التي ذكرها المقال لا يوجد مثل واحد (نعم، حتى مثل واحد!) يقدم أرقاماً قبل 2003 لكي يستطيع أن يعقد المقال مقارنة مع الأعداد بعد 2003، بل إن أقدم سنة أشار إليها في الأمثلة يعود إلى عام 2012 فكيف إذن وصل المقال إلى هذا الاستنتاج؟! إذا كان مبنياً على أنه بعد 2003 كانت هناك تغطية إعلامية أكثر من قبل الصحافة، ومن منظمات حقوقية تذكر حالات الانتحار، فإن هذا لا يعدّ دليلاً علمياً لاسيما أن التسجيل لم يحصل على أساس علمي منهجي وأن في بعض الأحيان يجري المزج بين محاولات الانتحار وحالات الانتحار ثم إننا نكون قد أغفلنا عاملاً مهماً وهو أنه قبل 2003 لم تكن هناك منظمات حقوقية مستقلة أو منابر إعلامية متعددة ومستقلة وحرة في نقل كل ما تريد. على العموم والتزاماً بالدقة العلمية نحن لا نستطيع أن نقول: إنه لا يوجد هناك زيادة او نقصان بعد 2003 لسبب بسيط هو أننا لا نملك الأرقام لكي نقارن، ولهذا لم نتناولها في البحث إطلاقاً كما توهم كاتب المقال] انتهى.

هذا رد رصين يحترم جهدهم وعلمهم وواجبهم ومواقع المسؤولية التي هم عليها لذلك رفضوا كما يبدو الحكايات التي تنشرها صحافة مرتبكة وتتناقلها فضائيات وتوزعت بشكل غريب في مقالات هنا وهناك.

لا اعرف هل تمكن أ. د قاسم حسين صالح من تحقيق الهدف من هذه المقالة الذي هو تصحيح الأفكار التي “أخذها” القارئ الأجنبي والهيئات الدولية ومنظمة الصحة العالمية والمنظمات المعنية بحقوق الانسان بما قدم من نماذج ركيكة غير علمية وغير حقيقية وبعيدة عن المنطق وغير الموثقة؟ انا أستطيع الإجابة بكل ثقة وأقول بكل تأكيد لا، لأن ما ذكره من براهين ونماذج لا تأخذ بها مثل تلك المنظمات ولا يهتم بها متابع أجنبي مهتم بموضوع الانتحار في العراق.

…………………..

ثم ينهي أ. د قاسم حسين صالح مقالته الاعتراضية هذه بالتالي: [ملحوظة: سنقوم بترجمة هذه المقالة الى اللغة الانكَليزية ويُدفع بها الى المجلة الأجنبية ذاتها] انتهى

تعليق: لا أعرف هل تُرجمت المقالة واُرسلت الى المجلة العلمية ذاتها؟ يسعدني سماع انها لم تُتَرجم  و أن تُلغى فكرة الترجمة نهائياً.

……………………………………………

الى اللقاء في التالي

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular