لقاء بعد سنوات
بيار روباري
لقاء بعد سنوات
أمطرتني خليلتي خلاله بالأسئلة عن الذكريات
سألتني وهي تنظر إليّ بنظرات عابرات
وكأنها سهام عابرة للقارات
وكلما إقتربت من الحديث عن البدايات
إشتد حرارة يدها في يدي كالجمرات
وتعلثمت في البداية وإحتارت
ثم تنهدت وقالت:
أجبني على أسئلة مضى الزمان على حكاياتها وفات
وسؤالي الأول:
هل تحن للذكريات؟
نعم أحن للذكريات
وهل هناك أجمل من أيام مر عليها سنوات؟
هي:
ماذا تعني لكَ الذكريات؟
تعني لي ولادتي والموت الأت
وما بينهما من لحظاتٍ جميلة وأهات
والبحث الدائم عن الذات
هي:
بماذا تشبه عمرآ بلا ذكريات؟
بحسابٍ بلا دولارات
وكتاب بلا كلمات
ومعرض بلا لوحات
وقصيدة تدور حول الذات
هي:
ما هي الذكرى التي يعود إليها فؤادك كل هذه السنوات؟
ذكرى جلوسنا هنا ورمي الحصوات
تجاه مياه البحر وأمواجه التي لا تنتهي والحشرجات
وبين كل حصوة وإخرى سرقتي لنظرة من سيدة الحسنوات
إنه زمنٌ جميل إختفى من ربيع حياتنا والضحكات
لقد أمضينا في ظله أجمل الأوقات واللحظات
كنا نجري ونجري في الأزقة والساحات
ولم نكن ندري بأن العمر يجري بنا بالساعات تلو الساعات
هي:
ما هي الحكمة التي خرجت بها من الحياة؟
إن لم تلعب العمر لعب بكَ كما يلعب المرء بالكلمات
والرياح بالأوراق على الطرقات
ومشايخ الدين بعقول الشباب والشابات
وتجار الحروب بمأسي الناس والويلات
هي:
ما العمر بالنسبة لكَ يا أمير المفردات؟
العمر إجتماع الحب بالشباب والحكايات
كإجتماع دجلة الخير بالفرات نبع الحياة
والحياة همومٌ وأمال ولحظات سعادة وبكاء الخلوات.
27 – 08 – 2018
