عندما يجمع القادة العرب في قمتين عربية وخليجية عقدتا في مكة المکرمة، على تورط إيران بالتدخل في شؤون دول المنطقة ودعمها للإرهاب، وينبري المتحدث باسم وزارة الخارجية، عباس موسوي، رافضا تلك الاتهامات التي اعتبر “أن لا أساس لها الصادرة عن قادة دول عربية معينة”، فإن الرفض الايراني هو رفضيشبه ذلك الذي يصر على إنها عنزة حتى لو طارت!
لم يأتي القادة العرب الذين إجتمعوا في مکة المکرمة بأي جديد أو طارئ بشأن تورط النظام بالتدخل في شٶون دول المنطقة ودعمها للإرهاب، فهذه قد صارت بديهية لاتحتاج الى أي برهان وإن المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية، يتحدث وکأنه يعيش في القرون الوسطى تماما وإن المعلومة يمکن خنقها وإعدامها عندما يتم قتل ناقلها على صهوة حصان أو يتم بث إشاعات تفبرك وتشوه الحقيقة، ولکن في عصر الانترنت والعولمة، فإن هکذا تصريح وموقف أمر يثير الشفقة ذلك إنه يسعى للتغطية على وضع معاش وملموس وليس إفتراضي کالسلاحيين السريين اللذين سوف يدمر بهما الحرس الثوري الايراني الاسطول الامريکي المتواجد في المنطقة ولا ذلك السلاح الذي سيضربون به رأس أمريکا!
التدخلات الايرانية في العراق وسوريا ولبنان واليمن، أمر واقع لايوجد أي مجال لرفضه أو إنکاره ونفس الامر بالنسبة لتورط طهران بالنشاطات الارهابية، بل وإن إعتقال السکرتير الثالث للسفارة الايرانية في النمسا، أسد الله أسدي بسبب تورطه في التخطيط لتنفيذ عملية إرهابية إستهدفت تجمعا کبيرا للمعارضين الايرانيينفي فرنسا وکذلك طرد السفير الايراني وسکرتيره الاول من ألبانيا على خلفية تورطهما بنشاطات إرهابية ووو قائمة تطول، لم تکن کافية لإعتراف النظام في إيران بتورطه، فإن ذلك لايعني بتبرئته إذ أن الجاني الذي يرفض تهمة ثابتة ضده، فإن ذلك لايغير من وضعه وموقفه القانوني شيئا.
رفض التهم الدامغة الموجهة لطهران على خلفية تورطها في تدخلاتها في المنطقة ودعمها للإرهاب، لايعني شيئا بل إنه أشبه بالسباحة ضد التيار أو حجب الشمس بغربال، وإن هذا المنطق غير المجدي والذي لايغير من الواقع شيئا لايساهم إلا بزيادة العزلة الخانقة التي يعيشها ويواجهها هذا النظام والتي ستزداد أکثر وستتوسع دائرتها کلما أصر على هذا المنطق ورفض الانصياع للأمر الواقع والاذعان للحقيقة المرة التي يعلم جيدا بأن الشعب الايراني يعلمها قبل غيره وهو الذي أعلن عن رفضه للتدخلات التي يقوم بها خلال إنتفاضتي عام 2009 و2017، وطالب بإنهائها والاهتمام بأوضاعه المريرة عوضا عن ذلك، فإنه سيدفع ثمن ذلك، ثمن سيتضاعف مع مرور الزمان.