التحركات التركية المريبة في البحر المتوسط، لا تتوقف، ما يدفع دول الجوار، للتحوط تحسبًا لأي عمل استفزازي أحمق، وآخر هذه التصرفات الحمقاء، ما نشرته وسائل إعلام دولية عدة، من أن سفينة شحن تابعة للقوات المسلحة التركية، اشتعلت بها النيران قبالة سواحل حيفا شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة.
البحرية الإسرائيلية أعلنت سيطرتها على السفينة، فيما نقل الإعلام الإسرائيلي أن مجهولين احتجزوا طاقم السفينة المكون من 24 شخصًا، وسط ضبابية الأحداث، وسبب الحريق.
صحيفة “ديكان” التركية نقلت عن صحيفة “هاآرتس” العبرية أن النيران اشتعلت في سفينة الشحن المدني التابعة للجيش التركي على بُعد بضعة كيلومترات من ميناء حيفا فجر اليوم الأحد، لكن غير معروف بعد عما إذا كان الحادث أسفر عن سقوط ضحايا أو مصابين أم لا.
مجهولون
السفينة التي تحمل اسم MSC Canberra كانت تستعد لدخول ميناء حيفا قادمة من تركيا، فيما أعلن مكتب الاتصالات بوزارة الدفاع الإسرائيلية أن السفينة احترقت ليلاً بواسطة أشخاص مجهولي الهوية.
موقع “ذا تايمز أوف إسرائيل” الإخباري، قال إنه تم حظر البث بخصوص الواقعة، فيما تشير المؤشرات إلى شبهة جنائية في الحادث.
ونقل موقع i24 news الإسرائيلي أن أشخاصا مجهولين سيطروا على السفينة واحتجزوا طاقمها المؤلف من 24 شخصا، منبهًا إلى أن السفينة تعود لشركة شحن البحر الأبيض المتوسط (MSC)، وجاءت من ميناء مرسين في جنوب شرق تركيا، وأبحرت تحت راية (علم) جمهورية بنما.
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أكد السيطرة على الحادث، إلا أنه لم يسم جنسية السفينة، وقال إنها “سفينة تجارية أجنبية”، مضيفًا: الحادث يخضع للمراقبة من البحرية الإسرائيلية.
موقع “روسيا اليوم” نقل روايتين عن الحادث، الأول أن أشخاصا صعدوا إلى السفينة من دون علم الطاقم وتشاجروا مع أفراده، ما أدى إلى اندلاع حريق على متنها تطلّب تدخل البحرية الإسرائيلية، أما الرواية الثانية فتشير إلى أن هناك مشتبهين اثنين، لم يتضّح إن كانا إسرائيليين أو تركيين، كانا وراء أعمال الشغب على السفينة، وكسّرا أشياء فيها، وأضرما النار على ظهرها.
خطوات استفزازية
حادث السفينة التركية، يأتي في ظل التوتر الحاصل في البحر المتوسط، نتيجة الاستفزازت التركية من عمليات التنقيب غير القانونية التي تجريها داخل المياه الإقليمية لعدد من دول الجوار، على رأسها اليونان وقبرص.
تقود حكومة إردوغان خطة تركية ممنهجة لمزيد من التصعيد في شرق المتوسط، وفي أعقاب تسيير سفينتين تركيتين للتنقيب عن النفط والغاز، أكد وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي فاتح دونماز، أنّ أعمال التنقيب في البحر المتوسط تقترب من تحقيق هدفها.
ونهاية أكتوبر الماضي، أطلقت تركيا سفينة “فاتح” الوطنية، للقيام بأول عملية تنقيب عن الغاز الطبيعي والنفط بالمياه العميقة التابعة لها في مياه المتوسط.
وفي فبراير الماضي، عبرت سفينة “ديبسي ميترو-1″، مضيق الدردنيل متجهة إلى بحر مرمرة، في إطار استعدادها للمشاركة في أنشطة تركيا للتنقيب عن النفط والغاز، شرقي البحر المتوسط.
