الخميس, نوفمبر 28, 2024
Homeمقالاتالأندساسات داخل الحزب الشيوعي العراقي: مازن الحسوني

الأندساسات داخل الحزب الشيوعي العراقي: مازن الحسوني

-شكلت قضية أختراق التنظيم الحزبي من قبل عملاء يعملون لجهات مختلفة ومعادية للحزب أحدى أهم الأسلحة الخطرة التي أضرت بالحزب أكثر من غيرها من الأسلحة .سبب ذلك يعود الى كشف خطط الحزب وطبيعة تفكيره للأعداء أضافة الى الكثير من الأعمال التي كانوا يقومون بها هؤلاء العملاء سواء زرع الفرقة بين أعضاء الحزب أو تسهيل عملية أغتيالات البعض من كوادر الحزب وكذلك الأضرار بسمعة الحزب من خلال القيام بأعمال لا تمت بصلة  لأخلاق الشيوعيين .
*شهد الحزب الكثير من هذه الأفعال في الفترة التي تلت مجيء البعث للحكم عام 1968 اذا ما قورنت بالفترات السابقة والسبب يعود الى ضعف مكانة البعثيين بين الناس نتيجة تاريخهم الأسود بعد أنقلاب 1963 في بداية أستلامهم للسلطة وكذلك قوة الحزب في تلك الفترة وما تلاها باعتباره القوة الأكثر خطورة على النظام البعثي حتى من الأكراد لأنهم كانوا يتمركزون في كردستان وبالتالي لا خوف على نظام الحكم في بغداد منهم رغم أستنزاف طاقة البلد من خلال الحرب التي كانت تدور في كردستان .اما القوى الدينية فلم تكن بذلك الزخم الجماهيري بتلك الفترة .
-البعث أستغل الحكم وما يعطيه من أمكانيات بكيفية التغلغل داخل الحزب من خلال زرع العملاء بعد أن درس رجال المخابرات العراقية الكثير من الطرق في محاربة أعداء النظام في دول متعددة مثل المانيا الديمقراطية سابقأ وكوبا والأتحاد السوفيتي وطبيعة البعث الذي لا يتورع عن القيام بأي فعل لأذية خصومه ولهذا لا عجب أن شهدت الأيام الاولى من حكمهم معرفة من كان معارض للتحالف مع البعث ومن ثم تصفية هؤلاء مثل شاكر محمود عضو اللجنة المركزية للحزب والمعارض بشدة للتحالف مع البعث وغيره .
-أستمرت هذه الأعمال وأستخدموا فيها وسائل الترغيب والترهيب لزرع عملائهم داخل الحزب سواء لعناصر ليست بالشيوعية أو حتى الشيوعية منها وهؤلاء كانوا هم الأخطر في هذه الأعمال لأنهم من الرفاق ويعلمون جيدأ أغلبية العاملين معهم وكذلك أمكانية الشك بهم غير سهلة وحتى أن حصل وكشف الحزب عمالتهم لا يمكنه القيام بشيء أزائهم مثل ما حصل عندنا يوم كشفنا أحد العملاء في اللجنة القيادية التي كانت تقود معهد التكنولوجيا بالبصرة عام 1978 ولم نفعل شيء سوى قطع العلاقة معه.
-الهجمة التي قادها البعث على الحزب نهاية السبعينات كانت حرب أبادة كاملة للتنظيم الحزبي بسبب كشفهم لكل التنظيم وبمختلف الأماكن سواء من عملاءهم أو من أعترافات البعض .وبالتالي كانت لديهم قوائم بجرد جميع أعضاء التنظيم في كل مكان ولهذا كانت قضية الحفاظ على النفس لكل رفيق هي قضية فردية وكل رفيق تصرف بحسب قدرته وامكانيته على مواجهة تلك المرحلة .
-لم تنتهي حرب البعث ضد الحزب عند انسحابه الى المعارضة وحمله السلاح ضد السلطة ,بل تحول أسلوب البعث الى أشكال جديدة سواء بأرسال عملاء بصفة ملتحقين أو زرع العملاء القدامى من جديد في صفوف حركة الكفاح المسلح والتي بعد فترة من الزمن كشفت الكثير من هؤلاء .
-أخطر هذه الأعمال كانت هي في زرع العملاء داخل الرفاق الذين يتوجهون للداخل للعمل السري حيث تجري عملية أستدراجهم وتهيئة كل الأجواء لأجل أيقاعهم بمصيدة المخابرات سواء تجهيز بيوت حزبية ملغومة وكذلك مساعدة هؤلاء العملاء في توزيع منشورات حزبية أو غيرها من الأعمال التي تدلل على نشاط هؤلاء الرفاق بشكل طبيعي رغم أن جهاز المخابرات هو من يدير كل تلك الأعمال .بالتأكيد كانت هذه الأجهزة على الدوام تطمح بالصيد الدسم من الرفاق بعد أن وضعت يدها على ما تريده من الرفاق الأخرين .
-كشف الحزب بعض من هؤلاء العملاء وبطرق متعددة وأحيانأ كانت الصدف تلعب دورأ كبيرأ في هذه القضية ولكن الذين لم يكشفوا لا زالوا كثيرين.
-اليوم بعد سقوط الصنم وتكشف الكثير من أسرار هذه الأفعال وحصول الحزب على أدلة وبراهين تثبت عمالة أعداد من هؤلاء ماذا فعل الحزب ؟
-هل كان رد فعله يوازي ما يتطلبه من فعل أزاء هذه الأعمال الأجرامية لهؤلاء؟
-هل عودة الكثير من هؤلاء العملاء الى صفوف الحزب خطوة مفيدة للتنظيم الحزبي؟
-هل تبوء عدد غير قليل منهم لمراكز قيادية في أكثر من محافظة رغم وجود أناس ورفاق أشتكوا بأن هؤلاء كانواعملاء سابقين للمخابرات , تعتبر خطوة صحيحة لتحسين نوعية الكادر الحزبي؟
-هل الرد بأن الحزب بحاجة الى كوادر خاصة بعد سقوط الصنم وقلة عدد الرفاق يعتبر كافيأ لدخول هؤلاء من جديد للتنظيم الحزبي؟
-هل هكذا نوعيات من الناس قادرة على زرع قيم نبيلة طالما أتصف بها الشيوعيون؟
-هل نستطيع بوجود هؤلاء كسب ود الناس وزيادة التفافهم حولنا وتقبلهم  لسياستنا ؟
-لمصلحة من يجري قبول هؤلاء ومن هو المسؤول عن هكذا سياسة لا تراعي المحاذير الأمنية في سلامة التنظيم ؟
-الأ تكفي تجربة البعث المرة يوم تعرى كامل التنظيم نتيجة زرع الكثير من هؤلاء العملاء حتى أصبحت مهمة المخابرات سهلة جدأ في معرفة كامل الهرم التنظيمي وسهل عملية ضربه؟
-هل هنالك أيادي خفية وعلى مستوى عالي تعمل على بقاء هذه الحالة وتريد الأضرار بالحزب كلما تحسن وضعه ؟
*اقرأ بين الحين والأخر بعض المواضيع لرفاق عملوا في فترة الثمانينات والتسعينات داخل التنظيم بالمحافظات وكيف كان البعث نشطأ جدأ بزرع العملاء وهم على مستويات متعددة أي بمعنى ليسوا فقط أعضاء بل كذلك من كوادر عليا .هؤلاء الرفاق لأجل سلامة الحزب لم يكتبوا الكثير عن هذه القضية لكنهم يمتلكون الكثير من الأسرار ولهذا السؤال المطروح الأن لماذا لا يجري الأستفادة منهم في جمع المعلومات ومحاولة تشذيب الحزب ؟
-عملية دخول الحزب بالعملية السياسية الجارية بالبلد الأ تعرضه من جديد لهكذا أعمال (زرع العملاء)خاصة وان أعداء الحزب الأن هم أكثر من السابق فاذا كنا سابقأ فقط نخشى من البعث اما اليوم لدينا أكثر من البعث .لدينا الأمريكان ،الأيرانيين،الأسلاميين ،الأكراد وغيرهم وكل هؤلاء لديهم ألف سبب وسبب يجعلهم يفكرون بقضية زرع العملاء.
-هل هنالك أية بوادر لحماية الحزب من كل هؤلاء أم حسن النوايا هو مرشدنا بالعمل مع هؤلاء وبالتالي نجد أنفسنا وقد سيسنا لتسرب الماء من تحتنا بعد فوات الأوان؟
-أقول كلامي هذا وانا أرى ومثلي الكثيرون يحذرون من الخطر الذي يحيط الحزب من جهات متعددة وأخطرها هؤلاء العملاء ومن مختلف المراتب الحزبية والذين لم يعد خافي تصرفهم المؤذي للحزب .
-أتذكر عند كسبنا لأي انسان سابقأ لداخل صفوف الحزب نفكر مليأ بالنوعية وليست بالكمية لما لهذه القضية من أهمية كبيرة واليوم أجد الحزب قد تخلى عن هذا المفهوم بحجة مفهوم  الحزب الأنتخابي وبالتالي خسرنا أناسا كثر ولم نكسب ما كنا نطمح له من أصوات .
*يبقى السؤال الأهم من هو المسؤول عن تنقية الحزب من هؤلاء ؟هل هي قيادة الحزب فقط أم مهمة الجميع ؟وكيف تستطيع جميع قواعد الحزب وجمهوره العمل للتخلص من هؤلاء؟سؤال يهم كل من هو حريص على الحزب وهو ليس مهمة القيادة فقط لأن الحزب كالسفينة لا يجب القول بأن هذا لا يهمني طالما هو ليس بالجهة التي أنا فيها بل الأذية للجميع وستغرق عندها السفينة بكامل ركابها ولنا بتجربة هجمة البعث عام 1978 خير مثال .
مازن الحسوني  2019-6-9

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular