الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
Homeمقالاتعندما تنهار الديکتاتورية : منى سالم الجبوري

عندما تنهار الديکتاتورية : منى سالم الجبوري

ليس هناك من أي تفسير أو شرح لما يجري في إيران حاليا من أحداث وتطورات متسارعة سوى إن الامور والاوضاع تجري بإتجاه منعطف إستثنائي غير مسبوق حيث إن إن الازمة العامة تعصف في دوامتها العاصفة بکل الرکائز الاساسية التي يستند عليها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وإن الذي يبدو واضحا هو إن هذا النظام قد أصبح يسير على سکة لايمکن أن يتوقف قطارها إلا في محطة تقبع في هاوية سحيقة!

لم يسبق لطهران وإن واجهت ظرفا عصيبا وأوضاعا وخيمة جدا کما تواجه ذلك الان، والملفت للنظر في هذه الاوضاع إن هناك تطابقا غير مسبوقا بين جانبيها الداخلي والخارجي، وإن مساحات ومجالات وفرص تحرك النظام الايراني لکي يواجه تلك الاوضاع ويدرأ عن نفسه الاخطار والتهديدات التي تتضمنها، صارت معدومة خصوصا بعد أن بلغ سخط ونقمة الشعب الايراني حدا غير طبيعيا، کما إن آثار العقوبات الامريکية صارت تظهر بکل قوة على مختلف الاصعدة، والذي يجب أن أن ننتبه إليه هنا، هو إن النظام الايراني يقوم خلال هذه الفترة بشن حملة غير مسبوقة على المقاومة الايرانية ومنظمة مجاهدي خلق، وهو مايدل بأن تدهور الاوضاع المختلفة للنظام متعلقة بدور وتحرکات المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق.

الاوضاع السيئة التي تواجه طهران من مختلف النواحي، والتي يمکن إعتبارها خلاصة مسيرة أربعة عقود للنظام الايراني والتي لم ينعم خلالها الشعب الايراني بأية راحة وطمأنينة إذ أن هذا النظام کان ينتقل خلالها من مجموعة أزمات غير عادية الى مجموعة أخرى أسوأ منها بکثير، ولاريب من أن الشعب الايراني الذي کان لوحده يدفع ضريبة وثمن کل ذلك، قد سأم من ذلك ولم يعد بوسعه أبدا أن يدفع ثمن وضريبة حماقات نظام طائش، کما إن المجتمع الدولي أدرك هو الآخر بأن هذا النظام يشکل خطر وتهديد على أمنه وإسقراره ولهذا فقد کان واضحا بأن تکون هناك خطوات وإجراءات دولية وإقليمية ضده من أجل ردعه ووضع حد له.

مايجري حاليا في إيران هو في حقيقة الامر عبارة عن مقدمات إنهيار ديکتاتورية قمعية إستبدادية، وعندما تبدأ الديکتاتوريات بالانهيار، فإنه لايوجد هناك من قوة يمکن أن تقف بوجه ذلك وتحول دون السقوط، فذلك مايمکن وصفه بقوانين وسنن الوجود الذي لايمکن الهروب منها أبدا، وإن هذا النظام قد وصل في مسيره الاسود الى منعطف لايمکنه أبدا الخروج أو الخلاص منه، خصوصا وإن رحيل وسقوط هذا النظام قد بات أمرا يخدم ليس صالح الشعب الايراني وشعوب المنطقة فقط بل وحتى العالم أجمع.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular