.
لغز سقوط مدينة الموصل بيد تنظيم “داعش” ما زال غامضا وعصيا على الفهم حتى بعد مرور خمس سنوات على النكبة، وبين مدة وأخرى يفصح أحد المعنيين بالقضية عن جملة أسرار تتعلق بها، ولكل منهم غايات وأهداف.
قبل يومين مرت الذكرى الخامسة لسقوط الموصل، ومع أن المدينة عادت الى حضن العراق منذ أواخر آب 2017، إلا أن العدالة لم تلاحق كبار المقصرين طيلة هذه السنوات، وبقيت القضية رهينة الهمز واللمز.
اليوم نشر محافظ نينوى الأسبق أثيل النجيفي سلسلة محادثات جرت بينه وبين وكيل وزارة الداخلية السابق عدنان الأسدي قبل سقوط الموصل بأيام، وقد تضمنت أسرارا تُكشف لأول مرة، من بينها أن النجيفي اقترح تدخل البيشمركة لكن بغداد رفضت، وحين فار التنور واقترب الانهيار أعادت الحكومة الاتحادية النظر في إمكانية تدخل البيشمركة، ولكن الأمر خضع للمناكفات.
خبأ النجيفي هذه المحادثات طيلة خمس سنوات، وكشفها اليوم لغايات قد تكون مضمرة في نفسه، أو قد تكون هي ذاتها التي أعلنها في نهاية منشوره المرافق لصور المحادثات بقوله إن “هذه المواد للتوثيق لكي لا يُخدع أهل الموصل مرة أخرى”.
النجيفي أحد المُلامين البارزين عن سقوط الموصل، الى جانب رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي وبعض الزعماء السياسيين في إقليم كردستان وعدد من القادة العسكريين، وهؤلاء جميعا تبادلوا التهم وبرأوا أنفسهم من أية مسؤولية، فضاعت الحقائق بين صخبهم المتكتم عليها، ولم يجرؤ أحد على الغوص في هذه القضية الحساسة سوى لجنة نيابية أعدت تقريرا في عام 2015 عن هذا الموضوع، وقد توارى هو الآخر في أنفاق التسويف.
وعلى أية حال، وبغض النظر عن الطرف المقصر أو المتواطئ أو المتآمر أو أي كانت صفته، فإن الرسائل التي نشرها النجيفي تعزز القناعة بتخبط الدولة العراقية أمام هجمة “داعش”، فهو كان يخبر الأسدي بأن الأمور ليست بخير على الإطلاق، والأسدي ينقل كلامه الى مكتب القائد العام للقوات المسلحة، ثم يأتيه بجواب مفاده أن الوضع تحت السيطرة.
وبحسب ما يقول النجيفي فإن هذا السيناريو حدث في الوقت ذاته مع مدير مكتب القائد العام الفريق فاروق الأعرجي.
تبقى التساؤلات الأكبر تدور حول مسألة تدخل البيشمركة، فالنجيفي طلب تدخلها ولكن قيادة العمليات المشتركة رفضت ذلك، وحين تفاقمت الأزمة بدأ المسؤولون في بغداد يسألون عما اذا كان الكرد ما زالوا مستعدين للتدخل، ولكن الكرد كانوا مصرين على أن يتصل المالكي شخصيا برئيس الإقليم آنذاك مسعود بارزاني ويطلب منه التدخل، لكن المالكي رفض الاتصال وبارزاني لم يرسل قوات.
هل خشي المالكي من وجود مؤامرة كردية لزجّ البيشمركة في نينوى والسيطرة عليها في نهاية المطاف؟ أم أنه تصرف بدافع الكبرياء فقط؟ هل أراد بارزاني انتزاع تنازلات من المالكي في ذروة الضغوط التي يتعرض لها؟ أم أنه أراد فقط تنسيق التحركات على مستوى القيادات العليا لضمان عدم انسحاق قواته نتيجة التقاطعات الإدارية المتشعبة؟
تدور الأسئلة منذ خمس سنوات، وقد تبقى في مدارها لسنوات طويلة مقبلة من دون أجوبة مقنعة، ولكن الحقيقة الماثلة التي لا يختلف عليها اثنان أن الموصل ما زالت بحاجة الى الكثير من الضمادات لجراحها الغائرة.
الغبي فقط لم يكن يعرف ما جرى وهذا الغبي أيضاً قد علم وفهم كل شيء أثناء مقابلات مهدي الغراوي من قناة الفضائية التي كان يديرها فرد واحد خوش ولد ما أتذكر اسمه يمكن أنور حمداني أو الربيعي أو هيجي إسم , ثم من الذي أسقط الموصل ؟ المدنيون الذين كان يحرص الجيش على سلامتهم وكسبهم أم قوات الخليفة البغدادي غير المنضبطة تمشي بالنعال وتعيش في الأحلام والأوهام ؟