يتبع ما قبله لطفاً
كتب لي صديق: [لماذا كان ردك على مقالتي أ. د قاسم حسين صالح طويلاً “أكثر من عشر مقالات طويلة”؟ كان يمكن لك ان تتوجه للأستاذ بسؤال واحد فقط وهو: لو تقدم لك طالب او باحث بدراسة او مقالة عمودها الفقري من تلك المصادر التي اعتمدتها في مقالاتك …هل تقبل له ذلك او تقبل ان تعتبرها دراسة؟ أكيد سيكون جوابه كلا] انتهى
كان جوابي هو: [لقد ورد في الردود/المناقشة مثل هذا السؤال او قريب منه…لكن ارجو ان تستخدم أحد المصادر التي اعتمدها أ. د قاسم حسين صالح وأقصد “غوغل” وتطلب منه معلومات عن “الانتحار في العراق” وان تَطَّلِعْ عليها، وانا اعرف أنك قارئ جيد، سيكون امامك يومين لترد على طلبي هذا وتخبرني ماذا وجدت وما هو رأيك فيه؟
في الموعد كتب لي: [اطلعتُ على مقالات كثيرة واخبار “جرايد” وتقارير مراسلي فضائيات عربية وعراقية وما أثار انتباهي ان كل من كتب اعتمد على تلك الاخبار والمصادر. ان المقالات أصبحت مصادر لمقالات أخرى واستغربت حين وجدتُ ان بين من كتب مقالات واعتمد فيها على مقالات كانت مصادرها تلك الصحف والفضائيات أساتذة قرأتُ وقرأتَ لهم كثيراً ومنهم أ. د كاظم حبيب] انتهى.
ردي هو: [لهذا توسعتُ في الردود، وكنتُ قد اطلعت على ما كتبه أ. د كاظم حبيب و آخرين (سيأتي ذكر ذلك)…وبدا لي ان الحالة أصبحت نهج شجع عليه بعض الأساتذة الكرام أكيد دون قصد و الخوف ان يسود هذا النهج وينتقل من المقالات الى الدراسات وهو انتقل ثم ينتقل الى أطاريح/اطروحات الدراسات العليا “الماجستير و الدكتوراه”…وربما لا يقتصر ذلك على مواضيع علم النفس و المجتمع بل يتعداها الى العلوم الاخرى و هنا الطامة الكبرى و الخسارة التي لا يمكن تعويضها و التي ستقضي على العلم و البحث العلمي و العلماء في العراق ونحن وجدنا و نجد ان الكثير من أطاريح/اطروحات الدراسات العليا ترد فيها كمصادر هذ الكتاب وذاك] انتهى.
وأشار في رسالته الأخيرة الى التالي: [هل تعلم ان جريدة…….. التي كنتً تبحث عنها عندما كانت ممنوعة لم تنشر ردودك تلك] انتهى
جوابي: [اعرف ذلك وانت تعرف إني اُتباع ما تنشره تلك الصحيفة/الموقع يومياً كما تعرف حتى عندما كانت ممنوعة أي قبل الانترنيت. سأستفسر عن ذلك من صديقي/المشرف عليها عندما التقيه في زياتي القادمة للعراق، ربما يكون السبب هو تصريح لقريب منها عن الموضوع، وهي التي نشرت لي كل ما كتبته عن طيب الذكر الراحل الدكتور علي الوردي] انتهى
أقول: قبل ان انشر اول مقالة عن موضوع الانتحار كَرَدْ على مقالة أ. د قاسم حسين صالح: “انتحار الشباب”/المثقف 26/04/2019 وانا ابحث عن أصل المعلومات التي وردت فيها. اطلعتُ على مقالته التي قبلها: [ما هكذا نقد للعالم انتحار شباب العراق/المثقف/08/01/2018] حيث بَدَتْ لي انها نسخة من المقالة الأولى واطلعتُ على ما أطلقَ عليها “دراسة علمية” [في الزمن الديمقراطي.. تضاعف حالات الانتحار في العراق! (دراسة علمية) /المثقف بتاريخ 08/08/2017]. التي بدت لي هي العمود الفقري للمقالتين التاليتين لها في النشر واستغربت انه اعتمد نفس الأرقام والاخبار والتصريحات من نفس المصادر مع تكرار لمقاطع كاملة مع اخطائها الطباعية رغم الفارق الزمني بينها وبين اخر مقالة “انتحار الشباب” بمدة (سنة واحدة وثمانية أشهر وحوالي 15 يوم) وهي فترة طويلة صدرت فيها تصريحات وأرقام ووجهات نظر كثيرة ربما. والغريب ان هذه الدراسة قد اعتمدها أ. د كاظم حبيب كمصدر في احدى مقالاته.
لقد اطلعت على كل ما نُشر عن الانتحار في العراق تقريباً من مقالات ووجدت ان جميعها تشترك في تلك المصادر التي ناقشتها في ردودي على مقالات أ. د قاسم حسين صالح.
أعود للسؤال الذي طرحه الصديق العزيز: لماذا تَطَّلبَتْ مناقشة مقالتين للأستاذ الدكتور قاسم حسين صالح حول الانتحار في العراق أكثر من عشرة مقالات طويلة؟ واُضيف عليه: لماذا التكرار في الردود والمقالتين يمكن ان أقول عليهما انهما مقالة واحدة بعنوانين وبتاريخين يفصل بينهما خمسة أشهر بالتمام والكمال؟ ولماذا سأتطرق الى نسختهما الاصلية أي مقالة أ. د قاسم حسين صالح: [في الزمن الديمقراطي.. تضاعف حالات الانتحار في العراق! (دراسة علمية)/المثقف بتاريخ 08/08/2017]
الجواب: أنا لم اُناقش مقالتين لأن الرد عليهما كان يكفي كما تفضل الصديق في سؤاله…وأقول: يمكن ان لا يتعدى الرد عليهما أكثر من سطر او سطرين او سؤال أو سؤالين من قبيل: هل المعلومات حقيقية او من مصادر رسمية او من تقارير تتمتع بمصداقية او من دراسات جامعية؟ او سؤال اخر: هل يقبل أ. د قاسم حسين صالح أطروحة طالب دراسات عليا مصادرها تلك التي اعتمد عليها أ. د قاسم حسين صالح في مقالتيه ومقالته الثالثة التي قال عنها “دراسة علمية “؟ أنا لم اُناقش مقالات انما ناقشت نهج كما بدا لي من اطلاعي على ما كُتِبَ عن الانتحار في العراق، نهج يبدو ان البعض سار عليه، وفوجئت انه استشرى وأتوقع أنه سيعم قريباً. عليه كانت وقفتي هذه ضرورية وسأكملها في مناقشة اساس المقالتين أي “دراسة علمية” في الزمن الديمقراطي تضاعف حالات الانتحار في العراق.
قيل ويُقال وسَيُقال: ان ثروات العراق أربع هي:
ما في باطن أرضها من مخزونات وما يجري على سطحها من مياه وما انتجت من حضارات وما تعيش على سطحها من عقول…
وقيل ويُقال وسيُقال اننا بَذَّرْنا بخيرات باطنها ولم نحسن التصرف بما يجري على سطحها وشاهدنا او تفرجنا على نهب وتدمير اثارها ومشاهد تاريخها/تاريخ الانسانية وقيل ويُقال اننا فَّرَطنا بالعقول وأتمنى ان نقف عند “يُقال” في هذا الجانب ولا نصل الى “سَيُقال”.
عليه استوجب عليَّ وأكيد معي الكثيرين ان أقول ونقول وأتمنى ان تقول عزيزي المهتم، كفى!! كفى تسطيحاً لتلك العقول، لنحافظ على الأصول التي قالت إن مستقبل العراق كياناً واجيالاً معقود برقاب أصحاب تلك العقول وبالذات في زمن الافول، زمن الظلمة والظلم الا معقول الذي “حدد ويُحدد” [من الحديد] كل من يريد ان يعمل خيراً أو عِلْماً يقول.
يجب ان نكون دقيقين حتى لا “يتمزهد” علينا أو يستخف بنا المتحجرة عقولهم من القابعين في جحور “توربورا القديمة والجديدة” الذي نَّشَطهم الخراب والتخريب في زمن “الدكتاتورية” وفي زمن “الديمقراطية”، الذين تصيدوا ويتصيدون عدم دقة بعض النُخَبْ حيث اسسوا عليها ويؤسسون ما اقتنع به العامة مُكرهين في الغالب وسيقنعون به المسترخين المهملين المغيبين، بأن هذا حال “النُخب” فماذا تترجون أو ترتجون منهم؟ ليؤسسوا العقول وفق ما يريدون وقد قطعوا شوطاً لا بأس به. عليه يجب تدارك الامر سريعاً وهذا طريق سلمي هادئ للحفاظ على الثروة الرابعة لم يخسر فيه الانسان الا جهد بسيط للانتباه يُعيد به ثقته بنفسه وتمّيزه الذي يُريحه ويخدم العلم والبحث العلمي والعلماء والقارئ. عليه، علينا أن نكون صادقين دقيقين لا ننظر الى موقع القدم فقط وننشغل به انما ننظر ايضاً في المدى الواسع امامنا دون ان نترك ما يحصل على جوانبنا او خلفنا مقتدين بسائق المركبة (السيارة) عندما يجلس خلف المقود بحريه وارتياح حيث تتضح امامه مساحة الرؤيا في الزجاجة الامامية واسعة وهو يعرف لماذا؟ ولماذا من وضعها وضع زجاجات جانبية صغيرة جداً في مساحتها بالقياس للأمامية ووضع أخرى أصغر الكل، ليرى/ليتطلع السائق بها الى ما جري ويجري في الماضي الأبعد والأقرب للطريق الذي قطعه وما يجري على جانبيه؟ فالقيادة بأمان هي في ان ننظر بعيداً وان لا نترك الجوانب والخلف، الجوانب هنا هي ما نعيشه اليوم من مزاحمة ومضايقة وعراقيل والخلف هو الماضي القريب والبعيد وأن نأخذ منهما بقدر الصورة الظاهرة في الزجاجات الصغيرة وان نركز في الأفق الواسع امامنا الذي هو المستقبل القريب والبعيد على مد البصر والبصيرة. هذا يتطلب الاهتمام بالعقل الذي يدير كل ذلك…فكيف نحافظ على العقول التي تعيش على سطح أرض العراق؟
واحدة من الإجابات الكثيرة على هذا السؤال هي:
ان نَتَعَلَمْ ونُعَّلم الطريقة المفيدة الصحيحة الدقيقة للقراءة والكتابة هذه التي ربما تركتها أجيال حيث تربت/تدربت على قراءة “الموجزات المختصرات والمقدمات” فقط وتعلمت ان تأخذ ما قاله “فلان ورد عليه علان” وتعودت على حفظ اقوال “تُبسمل بها وتُصَّدق” في المكان او الزمان المناسبين او خارجهما. علينا ان نتعلم كيف نقرأ لا أن يُقرأ لنا أو يُتلى علينا ونحن فاغرين مصفقين ونحن نعيش تأثير ذلك في كل مناحي حياتنا اليومية، ان نتعلم كيف نُدَّقِقْ و “نُدَقْدِقْ” ونتحرى وبالذات في الأمور المهمة، لا نُقَّلِبْ ونتصفح فقط وأن نتعلم كيف نعتن بالحروف والكلمات والجمل وننتبه للأرقام والمعادلات لأن الأرقام بالذات تستطيع ان تتكلم وربما تصرخ تُعين وتفضح. وعلينا ان نُحْسِنْ و نُحَّسِنْ البحث العلمي ونحترم العلم والعلماء ونُقَّدِرْ المطروح من أقوال و أفكار وفق خطأ وصواب وفق أكيد واعتقد وربما، وفق نعم ولا، وفق متى واين وكيف ،وفق الاختلاف لا يُفْسِدْ ويُبْعِدْ و يُفَرِقْ بل يُصْلِحْ ويُقَيِّم ويُقَوِمْ ويُقَرِبْ ويُوَفِقْ، وفق أعْتَذِرْ إن أخطأت أو أهملت أو سهوت وأفرح حين تكون صحيح ودقيق ومُجِد وأن تتقبل اعتذاري كما أتقبل اعتذارك سواء كان الاعتذار “بيني” أي بصوت خافت او عام بصوت مرتفع فالاعتذار أحسن الحسنات واطيب الطيبات وأشجع مواقف الشجعان و خصلة من خصال علم العلماء الاجلاء و العارفين الواثقين المؤمنين بالعلم والساعين اليه و الناشرين له و الحريصين عليه.
هذا ما دفعني للتركيز و “”التطويل” الممل”” في مناقشة مقالتي أ. د قاسم حسين صالح وبيان عدم دقة الاعتماد على مثل هذه المصادر ووجوب إبداء الرأي في هذا التوجه الذي استسهله بعض الجيل الحالي وإن لم يُرَدْ عليه بما يناسبه ويوضِحَهُ سيعتمده الجيل القادم ليكون أساس للمُقْبلِات لتحل الكارثة الكبرى ونحن نعيش بعض اساسها /اساسنا أي حملة/هجمة “تسييس” التعليم منذ عقود وما انتجته مما نعيش بعضه الان.
ان من يجامل ويخجل أو يتردد في الرد على مثل هذه الأمور كما أتصور، يتحمل إثماً علمياً ومجتمعياً هائلاً ستختار الأجيال بعض الاوصاف له .وأنا وعهداً مني لنفسي اولاً ولواجباتي ثانياً سأُشير الى كل ما يصادفني بهذا الاتجاه او يقع امامي او اتعنى اليه باحثاً مهما كان موقع من أنتجه مع كل احترامي وتقديري له و لهم واعتزازي به وبهم و موقعه ومقعهم و ما انتج وانتجوا وقدم وقدموا، طامحاً مع الاحياء من الأساتذة لهم العمر المديد، ان يتقبلوا ذلك هم أنفسهم امام نفسهم اولاً وإن أرادوا مزيد الفائدة لهم اولاً وللثقافة ثانياً ولنا ثالثاً ان يتواصلوا ويُعلنوا ويستحسنوا الحَسِنْ ويردوا على القبيح/الخطأ إن وجد فيما نُشِرَ ويُنْشَرْ وسَيُنْشَرْ. من خلال معالجة الهفوات التي وقعتْ او تقع هنا وهناك وهي المتوقع حدوثها/وقوعها في هذه الحياة المرتبكة وليس في وقوعها من إثم او انتقاص او عار وبالذات إن اُشيرَ لها واستُقبلتْ تلك الإشارة برحابة صدر الباحث العالم او القارئ الجاد المهتم الراغب بالتعليم والتَعَّلُمْ.
……………………………………………………..
عند أول اطلاعي على مقالة أ. د قاسم حسين صالح:(انتحار الشباب) المنشورة في المثقف الغراء بتاريخ 26/04/2019 أثار انتباهي فيها التالي:
1.اهداء المقالة:” مهداة لمن يفكر ببناء اسيجة على جسور بغداد”…وانا اعرف ان هذا الموضوع مطروق في بعض البلدان ويمكن في الكثير من البلدان وهناك جسور في عواصم مهمة مثل لندن وغيرها تم وضع اسيجة عليها وكذلك أماكن سياحية مهمة مثل “برج ايفل” ومسارات خطوط السكة الحديد في الكثير من الدول المتقدمة. فهو ليس بجديد وكان المفروض ان تُقدم اقتراحات أو آراء بخصوص الموضوع للاستفادة من الاسيجة في محاولة عرقلة عمليات الانتحار أو تأثيرها على من يصادف وقوعها امامه، وكذلك مقترحات في إضفاء لمسه جمالية على تلك الجسور او هكذا، لا ان يكون فرصة للتندر عليه والاستخفاف به. اليكم رأي أحدهم: [عضو الحزب ال…….غرد في حسابه على تويتر ساخرا من القرار بالقول “بعد تفكير طويل اقترح المسؤولون وضع سياج عالٍ على جسور بغداد للحد من حالات الانتحار، غاب عن بالهم الأسباب الحقيقة التي تدفع شباب العراق لذلك الفعل، وفي مقدمتها الفساد والمحاصصة وسوء الإدارة والبطالة التي أنتجت اليأس والإحباط وفقدان الأمل] انتهى.
الحقيقة استغربت صدور هكذا طرح منه، والذي يعني ان على امانة بغداد ان تترك الأمور الى ان يتم القضاء على الفساد والمحاصصة وسوء الإدارة والبطالة ومعالجة ما انتجته من اليأس والإحباط وفقدان الامل. أجد ان هذا طرح متسرع من شخص اعرف انه حريص ومتابع ومحب.
معروف ان أسباب الانتحار كثيرة وعميقة وقد تطرقتُ الى ما اعرف عنها وهو قليل وعام، وكل من يدعي انه يستطيع تحديد تلك الاسباب او تأثيراتها او الحد من حالات الانتحار ولا أقول ايقافها او القضاء عليها سيعرقل النقاش حولها حيث سيكون موقعه موقع “فتاح فال ” “يضرب بالتخت رمل” أو حاله حال الوعاظ وبذلك سيكون ليس بدارس او عالم مهما حمل وكان ووصل. يمكن ان يُقضى على السرطان والايدز لكن أعتقد انه لا يمكن القضاء على “الانتحار” ولا يمكن التقليل من حصوله/ وقوعه والدليل ارتفاع عدد حالات الانتحار وتنوع اسبابها في كل المجتمعات حيث لا تختلف في ذلك رغم اختلاف النظم الاجتماعية/السياسية او المواقع الجغرافية او الديانة ويكفي ان اذكر سبب ذكرته مع أسباب أخرى سابقاً وهو الزيادة الهائلة الحاصلة في عدد السكان على كوكب الارض.
إن ما يجري في كل العالم بخصوص الانتحار كما اتصور هو محاولات للوصول الى معرفة الأسباب المتجددة/الجديدة التي تدفع او تساهم في تنفيذ عملية الانتحار وليس البحث في الأسباب المعروفة، والسبب كما اعتقد هو: ان قرار الانتحار او الانتحار لا يأتي الانسان من خارجه انما يخرج من داخله العميق جداً الذي عجز العلم عن الوصول اليه. وقال أحد حكماء هذا الزمان عن الانتحار:
(هو مرض يصيب الجهاز النفسي، ويدفع إلى القضاء على البدن الذي هو فيه.…).
فمن يضع الأسباب على البطالة والفقر او الكأبة وغيرها من الشماعات التي يُعلق عليها هو من لا يريد ان يفكر في المشكلة وهو مَنْ تعود على “القطع واللصق” فيما كتب من مقالات وقدم من اقتراحات .اعتقد لا يُؤخذ بما يقول او يتم تجاهل ما كتب و اقترح أو يُتَنَّدَرْ على ما طَرَحَ و يطرح إن أصَّرَ لسبب بسيط هو: [لماذا لم ينتحر كل العاطلين عن العمل او كل الفقراء او كل من يُعاني من الكأبة أو حتى نسبة عالية منهم او حتى 1% منهم او حتى 0.1%؟]…الجواب هو: لأن هذه الأمور ما كانت ولا ولن تكون هي السبب في الانتحار فالكثير من حالات الانتحار تجري ولا أقول تحصل في بلدان ليس فيها فقر وليس فيها بطالة تنتج الفقر وليس فيها فساد وليس فيها كبت او حرمان او مضايقات.
2. لفتت انتباهي ايضاً ما أطْلَقَ عليها أ. د قاسم حسين صالح “شواهد” تلك التي تشير الى ارتفاع او تَضاعف حالات الانتحار في العراق وعند البحث عنها في أرشيف الانترنيت وجدتُ ما هو غريب فعلاً حيث استخدمها/اعتمدها أ. د قاسم حسين صالح بالنص في مقالات متعددة بفوارق زمنية بعيدة ومعها مقاطع كاملة منقولة نصاً من مقالات سابقة أي موجودة حرفياً بالكلمات والصياغات والأرقام والأخطاء الطباعية كما اشرت الى ذلك اعلاه واعطى لتلك الشواهد أسماء واوصاف أخرى بدون حق او سند مثل: “نماذج” و” حقائق” وقال عنها انها “دراسات” ومن ” مصادر رسمية” و”تقارير تتمتع بمصداقية” و” أدلة بالكلام والأرقام من مصادر مختلفة” و” تقارير رسمية وصحافة عالمية تتمتع بالمصداقية”. وهي خلاف كل تلك الاوصاف والمعاني فلا دقة فيها ولا هي حقيقة ولا هي من مصادر موثوقة ولا هي من تقارير صحافة عالمية تتمتع بمصداقية.
عليه كان التركيز عليها والبحث عن مصادرها، وقد صُدمِتُ حين وجدت أن تلك الأرقام و الصياغات غير الدقيقة أصبحت مصادر تعج بها كل المقالات التي نُشرت عن حالات الانتحار في العراق و بكل مستويات كاتبيها و ناشريها، سواء في العراق او خارج العراق مع الأسف الشديد، ثم أصْبَحَتْ تلك المقالات التي بُنيت على تلك “الاخبار” “المُستلة” من قصاصات الصحف و المقالات مصادر يعتمدها أساتذة متخصصين… فعندما نقل أ. د قاسم حسين صالح من صحف مثل “الحياة و المدى والقدس العربي و الشرقية وسومرية نيوز و غيرها” …أصبح الكُتاب ينقلون من مقالات أ. د قاسم حسين صالح و غيره من الكتاب فوجدتُ من الأساتذة من يكتب كمصدر للمعلومة: (انظر مقالة فلان في الموقع الفلاني) …و ستصبح مع الأيام مصدر يعتمد عليه البعض مثل: “انظر أ . د قاسم حسين صالح …انتحار الشباب/المدى “أو غيرها و الخوف انها ستصل الى طلبة الدراسات العليا علماء و أساتذة المستقبل في العراق حيث سيكون اسهل مصادرهم في “بحوثهم ودراساتهم” هو “حجي الجرايد” مثل تلك التي اعتمد عليها أ. د قاسم حسين صالح وهنا تحل الكارثة حيث ستشكل خطر شديد على الباحث و البحث العلمي و المجتمع العراقي وهذا لا يقل خطراً عن الطائفية و التحزب الاعمى و الركض خلف هذا المرجع وذاك سواء كان دينياً او سياسياً او بحثياً مع الاحترام لهم جميعهم ، فتُتْرَكْ المصادر الصحيحة أو يُترك “النبش بجد وحرص و تعب و عرق و قلق” للحصول على المعلومة الصحيحة و يُتَّمَسَكَ بقال فلان ورد علان وفق “ذبها براس عالم و اطلع منها سالم”. لنُنقذ الثروة الرابعة العراقية، العقول بعد ان فقدنا/بَذَّرنا موارد النفط والنهرين وأهملنا النهر الثالث التاريخ والآثار فمن هنا اسمحوا لي بالتوسع في الردود. حيث أجد من الضروري مناقشة مقالة أ. د قاسم حسين صالح وَ: [في الزمن الديمقراطي.. تضاعف حالات الانتحار في العراق! (دراسة علمية)]/المثقف بتاريخ 08/08/2017 والتي نشرها في كل المواقع و الصحف التي ينشر فيها و اعتمدها البعض كمصدر موثوق به. وقد تبين لي انها أساس مقالتيه التي ناقشتهما: “انتحار الشباب” و “ما هكذا نقدم كارثة انتحار شباب العراق”…رابط المقالة
http://www.almothaqaf.com/qadayaama/b1d/919456
ولكن قبل ذلك لابد ان ابين ما اشرت اليه أعلاه بخصوص اعتماد المقالات مصادر وذكرت في ذلك اسم الأستاذ الفاضل الدكتور كاظم حبيب حيث من الواجب عليَّ أن اُثبت ذلك عليه فاسمحوا لي ان اُقدم لكم نموذجين هما مقالتين: الأولى للأستاذ الدكتور الفاضل أحمد عبد الجبار شكارة والثانية للأستاذ الدكتور الفاضل كاظم حبيب لنقف على خطورة ما أُسِسْ ويؤسَسْ بدون قصد طبعاً.
……………………………….
التالي سيكون عما ورد في مقالتي الفاضلين الدكتور احمد عبد الجبار شكارة والدكتور كاظم حبيب