تؤكد بروين فاتح، مدير عام الاشراف التربوي للدراسات الكردية في محافظة كركوك في حوار أجرته معها صحيفة “صباح كوردستان” زيادة اعداد المقبولين في المجموعات الطبية والهندسية من الدراسة الكردية في المحافظة رغم وجود معوقات ومشاكل أبرزها تتمثل في ازدواجية المرجع وتداخل الصلاحيات بين الجهات التربوية في الاقليم والمركز، واختلاف نظام الامتحانات والمناهج المقررة.
وأشارت فاتح الى وجود فئتين من المعلمين والمدرسين في مدارس كركوك، فئة تستلم رواتبها من الحكومة الاتحادية وتتمتع بكافة الامتيازات، وأخرى تستلم رواتبها من الاقليم بعد ترحيلهم في زمن النظام البائد وهي محرومة من تلك الامتيازات، الى جانب وجود اختلاف في المناهج المقررة في الدراسة الكردية مع مثيلتها في الدراسة العربية، فهي تتلاءم أكثرمع النظام الفصلي للامتحانات المتبع في الاقليم.
صباح كوردستان:كيف تقيّمون وضع الدراسة في المدارس الكردية بعد التغيير الاداري الذي حدث في كركوك، وهل تأثرت الدراسة بالخلافات السياسية القائمة في المحافظة؟
فاتح:يمكننا وبكل فخر ان نصف وضع الدراسة الكردية بـالجيد لأن
مدخلاتها ومخرجاتها لم تكن طارئة في يوم ما ولم تكن آنية او وليدة الصدفة فهي موجودة منذ تأسيس الدولة العراقية لذلك فهي لاتبرز في ظروف معينة لتختفي في أخرى، لكنها حال كل الدراسات تتأثر بالأحداث السياسية، لذا هي تأثرت وبنسبة بسيطة بأحداث16 اكتوبر 2017 لكنها سرعان مااستعادت عافيتها بفضل حنكة القائمين عليها واخلاص الكوادرالعاملة فيها من مشرفين وهيئات تعليمية وتدريسية.
صباح كوردستان:ماهي أبرز المشاكل والمعوقات التي تقف في طريق الدراسة الكردية لتحقيق النجاح الذي تنشدونه؟
فاتح:الدراسة الكردية ناجحة جداً ومستمرة في تحقيق النجاحات في كافة مرافقها بدليل الزيادة المستمرة في اعداد المقبولين في المجموعات الطبية والهندسية وغيرها. إلا أن هذا لايعني عدم وجود مشاكل أو معوقات أمامها ومن هذه المشاكل على سبيل المثال وليس الحصر:
1ـازدواجية المرجع وتداخل الصلاحيات بين الجهات التربوية في اقليم كردستان والحكومة الاتحادية واختلاف نظام الامتحانات والمناهج المقررة.
2ـوجود فئتان من المعلمين والمدرسين في مدارس كركوك، الاولى تستلم رواتبها من الحكومة الاتحادية وتتمتع بكافة الامتيازات، والفئة الثانية تستلم رواتبها من اقليم كردستان بعد ترحيلهم في زمن النظام البائد وهي محرومة من الامتيازات مثل سلف المصارف وغيرها وهذه احدى أبرز المشكلات التي تحول دون وصول الدراسةالكردية الى أهدافها الاستراتيجية.
3ـاختلاف المناهج المقررة في الدراسة الكردية مع اخواتها في الدراسة العربية فهي تتلاءم أكثر مع نظام الامتحانات المتبع في الاقليم اي النظام الفصلي.
صباح كوردستان: أي الطرفين تتبع اداريا المدارس الكردية في كركوك، هل تتبع وزارة التربية في الاقليم أم وزارة التربية في الحكومة الاتحادية؟
فاتح: المدارس الكردية بفئاتها وفروعها كافة تتبع وزارة التربية بالحكومة الاتحادية في مجال البنايات والأمور الادارية الأخرى وخاضعة لنظام المدارس الاتحادية وتعمل بقوانينها وتنفذ تعليماتها، عدا مناهجها ورواتب الجزء الاكبر من كوادرها فهي تأتي من اقليم كردستان ونرى ان ذلك غير منصف بحق تلك الكوادر.
صباح كوردستان : ما هو حجم اقبال الطلبة في كركوك على الدراسة الكردية؟ وهل تختصر الدراسة الكردية على الطلبة الكرد فقط أم هناك طلبة من المكونات الاخرى؟
فاتح:الإقبال والتوجه الى الدراسة الكردية جيد جداً حاليا لأن الدراسة باللغة الأم هي الأفضل للطفل فكرياً وعلمياً واجتماعياً فضلا عن تأثيرها المهم في بناء شخصية الطفل، لذلك تحرص العوائل الكردية على ادخال أبنائها في الدراسة الكردية،علما ان الدراسة بلغات المكونات مكفول في الدستورالعراقي. لكن الدراسة بالكردية لاتقتصر على الطلبة الكرد فقط فهناك طلبة من المكونات الأخرى منخرطين في الدراسة الكردية وبنسب متفاوتة.
صباح كوردستان:هل تأثر وضع الدراسة الكردية بتطبيق نظام ادخارالرواتب الذي طبق في الاقليم بين عامي 2016 و2018، وكيف أصبح الحال بعد الغائه؟
فاتح: من الطبيعي جداً ان يؤثر نظام الادخارالذي طبق في الاقليم على أوضاع ونفسية الكوادرالعاملة في الدراسة الكردية فقد هبطت معنوياتهم ومدى اندفاعهم، وخلق لهم مشاكل اجتماعية، ولكن ذلك لم يخلق أزمة او يشكل عائقاً امام مواصلتهم التدريس بفضل اخلاص وتفاني وتفهم تلك الكوادر لمتطلبات المرحلة فوضع واأنفسهم امام مقولة (نكونا أولانكون) ونجحوا في تجاوز تلك الظروف.
صباح كوردستان: هل هناك تعاون وتنسيق مع المدارس الأخرى للحكومة الاتحادية في كركوك؟
فاتح:منذ تحريرالعراق سنة 2003 لم ينقطع التعاون والتنسيق مع المدارس الأخرى التابعة للحكومة الاتحادية ولا نبالغ لو قلنا اننا معهم في ذروة التعاون والتفاهم والتنسيق وغايتنا واياهم خدمة العملية التربوية والنهوض بالواقع التربوي في العراق الجديد رغم كل الظروف والمصاعب التي نواجهها.
