حالة ووقفة .!.
– لمن يعتبر الأهمية والقيمة لشعارات الحفاظ على عناصر التواصل والتعاون والتقارب الإجتماعي ، والطقوس والعادات المألوفة في مناسبات الجالية الإيزيدية في المانيا عموماً وميونيخ خاصة .
بعد التحية ، واعتبارها رسالة لطيفة لمن يريد خلق أعراف وقوانين جديدة في مراسيم ومجالس التعازي :
تكافح الشعوب الأجنبية في غير دولها وعلى إختلافها بشتى الوسائل على موروثها التأريخي من العادات والتقاليد ، وتنظم من أجل ذلك المنظمات والندوات واللقاءات المتواصلة هدفاً لتحقيق ثبات ما حملتها وورثتها من صفحات آبائها واجدادها بغض النظر عن الأسباب التي أدت إلى تركها لارضها إلى عالمها الجديد .
وتعتبر الإيزيدية إحدى تلك الشعوب التي أرغمت نتيجة عوامل كثيرة منها الدينية بالدرجة الأولى على ترك أرضها وتواجدها ، واستقرت وما تزال في شتى بقاع العالم نحواً في حياتها الجديدة مع متطلبات وطبيعة حياة ونمط الأرض التي تقيم فيها .
عند هذه الأثناء ، لاحظ ونلاحظ تغيير واضح في العديد من صفحات حياة أبناء الجالية وفي شتى النواحي .. فبعدما شهد المجتمع الإيزيدي فقداناً لمميزات وسمات شكلية مجتمعية وضمنية بارزة كان أبنائه يشهدون بها مثل الملابس والأسماء والخصال الشخصية لكلا الجنسين ، نجد في هذا الحين من هنا وهناك بعدما ساد التغيير نمط الأفراح والمناسبات دعوات متكررة لإنهاء وتغيير أهم صفة عرفها الوسط الإيزيدي الإجتماعي والديني قبله في مجالس العزاء ، وهو مآدب الأكل أو – الخير – كما يشاع بمآدب أخرى هي مصدر تذمر الكثير ممن يتحمل شقاء السفر الى حيث تقديم واجب العزاء .. أو حتى ممن يقيمون علاقات الوصل والمعرفة في عين المكان هدفاً في هذا الحضور تخفيف وطأة الألم ، ودافعاً لتقديم صلة التقارب ومشاركة تقدير صاحب العزاء تبركاً والهاماً لأعراف وثوابت دينية قبل أن تكون منها الإجتماعية في ساعات ويوم العزاء .
الفكرة واضحة أعزائي ، والهدف هو كما أشرت تنويه مَنْ يحرض جشعاً لا غير ويكرر دعوات إلغاء هذا العرف الإجتماعي والديني بشكل أصح منذ زمن الأولياء قديماً حتى الآن ، ترك إملاءاته وطروحاته العكسية والسلبية وسط المجتمع الإيزيدي في المانيا وتحديداً ميونيخ .. والاكتفاء بما ورد ويورد ضمن محيطه حصراً ، لأن أبناء الجالية في المدينة بكل بساطة لا ينتمون إلى مجموعة مناطقية واحدة من جهة .. ولا يمكن بأي شكل من الأشكال تطبيق طموحاته الضيقة على نطاق واسع تحت عباءة التقدم والتطور ومواكبة متغيرات الثقافة التي انتزعت الأسماء والأشكال إلى حيث زوايا لا يحسد عليها أقل عاقل في هذه الدنيا .!.
وثانياً في نص هذه الوقفة لمن يتجنب تقديم هذا الإلتزام المهم الذي يجمع أبناء الجالية في المدينة مع بعضهم الآخر أقول : ” إذا كنت حريصاً في إستخدام حجة أن الحرام يطغي على ترك بقايا الطعام عند حاويات النفايات لتطبيق نظريتك العصرية التي تكتفي بتقديم القهوة والسكريات لمن يأتي حتى من خارج المدينة إلى واجب العزاء .!!!!!!؟… فالأحرى أن تطبق نفس خطوات نظريتك في مناسبات الزواج التي تشهد حاويات النفايات تكدساً هائلاً لشتى أنواع المأكولات والمشروبات بلا رقيب واهتمام يذكر ، لأن كل ذلك لا يقارن بفرحة زوجة الإبن أو الأخ في يومها .. أو الأقارب والأصدقاء ممن شهدوا هذه اللحظات الأكثر شناعة في تصوري من تحريمها عند عزاء الأم أو الأب “.
لذلك والكلمة هذه مجدداً لمن يحاول تطبيق هذا الأفق الضيق في محيطه سواء الخاص أو العام ، الأم التي حملتك ( 9 ) أشهر عجاف .. وشقت عند ولادتك ، وتعبت حتى كبرتك رجلاً .. لم ولا تتصور إنها ستغادر الدنيا على وقع طمعك لتقديم ما أملته علينا تراث ديننا وعاداتنا بالوداع ذكراً طيباً وكرماً دنيوياً لبيئة ترعرعنا فيها حتى لحظة رحيلنا إلى هذه البلاد التي لم تطلب منك ومنا نكران العادات بقدر تنظيمها شكلاً بطرق تناسب مكانة الأم أولا وأخيراً .. وكذلك الأب وما عساك أن تتذكر واجبك ويومياتك الشاقة والأليمة في غالبها من أجل رعاية أطفالك قبل تذكر واستذكار رحلة الوالد في مشوار التكوين مقارنةً مع ما يبذر في حفلات الزفاف أو أعياد الميلاد للابن المدلل أو الإبنة ، ولا غرابة للحرم .!.
أخيراً ودائماً الذكر والكلام لمن يحاول فرض إنشاءاته على العامة : لا يمكن نسيان أن هذه المبادرات من شأنها المعالجة بوسائل تناسب تقدم المحيط الذي يعيش فيه ، وليس إلغائها .. وإنها لو إستمرت فستكون مصدر نخر المزيد من عوامل الشتات بين أبناء الجالية في المدينة ، بعد أن دخلت ثنايا القيل والقال أن القادمين من خارج المدينة لتقديم واجب العزاء شهدوا طاولات McDonalds و المطاعم التركية حضور أكلاتهم قبل العودة .. وإهانةً لمكانة مجلس عزائه قبل زائره لو أدرك ، أو إنه يدرك سوءاً .!؟.
– والله ما وراء القصد .
– ملاحظة : الصورة تعبيرية ، ولكنها تجسيد واقعي لمادة حلت محل مآدب الأكل – الخير – في مجالس العزاء خلال هذه الأثناء كجزء من عملية إلغاء الموروث المتعارف عليه لدى المجتمع المدني الإيزيدي .!.