أعمال القتل التي تنفذها العصابات في السويد مستمرة، وقد نشرت شرطة البلاد إحصائية تشير إلى ارتفاع عدد حالات القتل، وتتابع شبكة رووداو الإعلامية هذا النوع من الجرائم في فنلندا أيضاً.
فتل الشاب الكوردي (دِيدَن) الشهر الماضي من قبل عصابة في السويد، ورغم أن بعض معارف الشاب القتيل يقولون إنه كان متورطاً في العمل مع العصابات، إلا أن عائلته تنفي ذلك.
ويقول جيا حاجي، ابن عم دِيدَن: “كانت تحركات دِيدَن تقتصر على الذهاب إلى المدرسة وأحياناً إلى السينما ونزهات نادرة، ولا شيء سوى ذلك، لم يكن يحتسي الكحول وكان بلا مشاكل، إن الهدف من قتله هو فقط إرهاب العوائل في هذه المنطقة”.
قُتل دِيدَن مع صديق له في واحدة من أحياء جنوب غرب ستوكهولم، وينفي جيا حاجي أي تورط لدِيدَن مع العصابات التي تكثر في تلك المنطقة: “لا أساس لتورط دِيدَن في تلك الأعمال”.
رئيس عصابة كوردي
في العام الماضي، قتل شاب كوردي في السويد، وأعلنت الشرطة أنه قتل عن طريق الخطأ. لكن تبين في ما بعد أن مقتل الشاب الكوردي جاء انتقاماً لقتل شاب أجنبي على يد عصابة كوردية.
تمكنت شبكة رووداو الإعلامية بوساطة شخص ثري ذي نفوذ من الوصول إلى رئيس عصابة ناشطة في أحياء شمال ستوكهولم يطلق على نفسه اسم (آمانج)، وحاورته ونفى أن تكون جماعته عصابة إجرامية وقال “نحن نعمل فقط على حماية الشباب الكورد من هجمات العصابات”.
آمانج، مطلوب من الشرطة، ولهذا اشترط للحديث إلى رووداو عدم تصوير أو تسجيل صوته، وهو يبلغ 28 سنة، من إقليم كوردستان، وكان طفلاً عندما هاجر مع عائلته إلى السويد.
قال آمانج: “التهديد والتدخل في حياتنا والاعتداء، اضطرنا إلى مواجهتهم، نحن فقط ندافع عن الشباب الذين تستهدفهم تلك العصابات، نحن لسنا مجرمين ولا نعتدي على أحد بدون سبب”.
ورغم الشائعات التي تقول إن آمانج وعصابته يستوفون أتاوات من أصحاب الأموال لقاء حمايتهم وعدم حرق بيوتهم ومحلاتهم، فإنه ينفي أن تكون هذه ممارسات عصابته ويقول: “نحن لم نفعل شيئاً من هذا قط، بل قمنا بحماية أماكن كثيرة”.
وهذا ما تقوله العصابات عندما تتقاضى المال، لكن تلك الأموال أتاوات في الواقع. يقول آمانج: “المال ليس هدفنا”.
آمانج الذي ترك دراسته الجامعية وليس نادماً على عمله، لكنه مستاء جداً: “لم أرغب أبداً أن أعيش بهذه الطريقة، لكن واقعاً زجني في هذا المجال وإذا حققت هدفي سأسلم نفسي (للشرطة) في الغالب”.
وأضاف: “نحن لا نريد قتل أحد، لكننا لا نغفر لأحد يهدد شبابنا، وكل من تخضبت يداه بدماء شبابنا مستهدف من قبلنا”.
وعن تركيبة وقدرات عصابته، قال آمانج: “لدينا أسلحة، ولدينا المال، ومعنا عشرات من الشباب، وأنا ككوردي أشرف عليهم، ومعي أفراد من العرب والأتراك والسريان، لا يعصون أوامري أبداً، ومستعدون للتضحية بأنفسهم من أجلي”.
يثار موضوع هذه العصابات في السويد في فترات متقاربة، ويغزو كثير من الناشطين والمسؤولين ظهور واستمرار تلك العصابات إلى غياب الخدمات وممارسة التمييز في تلك المناطق.
وقد أعلن وزير الداخلية السويدي، دان باري، لوسائل الإعلام: “العصابات المتشددة في السويد، ظاهرة جديدة وفي تزايد”، وهو يرى أن توفير حاجات المجتمع وزيادة الخدمات ستؤثر في القضاء على العنف والحد منه، ولكنه لا ينفي أن هذه العصابات تشكل خطراً “ونحن نعمل لتجفيف مواردها المالية”.
من السويد إلى فنلندا
رغم أن عمليات قتل الشباب في السويد أكثر بروزاً، إلا أن هذه الحالات تزداد في الدول الجارة للسويد، ومنها النرويج وفنلندا، فخلال الشهر الماضي فقط، تم تسجيل أربع حالات وفاة مثيرة للشبهات لشباب في فنلندا.
في 25 نيسان من هذا العام، توفي مغن كوردي اسمه (آري قرداغي) بحادث سير في هلسنكي، لكن بعض الكورد في تلك الدولة يشككون في كون الأمر حادثاً.
يقول ياسين طه، الكاتب والصحفي المقيم في فنلندا منذ سنوات: “ليس مصادفة أن تسجل خمس حالات وفاة لشباب كورد في شهرين فقط، وأتساءل هل هي حوادث وقعت صدفة؟” ولا يستبعد طه أن ينتقل ما يجري في السويد إلى فنلندا ويتحول إلى ظاهرة.
وفي إشارة إلى ظهور تلك العصابات، يقول طه: “هذه الدول الأوروبية المتقدمة تجعل اللاجئين يشعرون بالتمييز باستمرار”، وهذا ما يدفع الشباب الأجانب إلى ممارسة العنف والأعمال اللاقانونية.
في أواخر العام الماضي، قتل الشاب الكوردي (شايان) في ستوكهولم على يد عصابة، ما دفع ناشطي البلد للخروج إلى الشوارع واتخاذ قرار مواجهة هذه الظاهرة، وأخرجوا الآلاف إلى الشوارع وأطلقوا حملات مازالت مستمرة.
وتفيد الإحصائية الأحدث للشرطة السويدية، أنه تم خلال هذا العام فقط تم تسجيل تسع حالات قتل للشباب في ستوكهولم وحدها، ومن بينها حادث قتل شابين في 11 من الشهر المنصرم أحدهما كوردي، وبهذا بلغ عدد الشباب الكورد الذين قتلوا في السنتين الأخيرتين 14 قتيلاً.
روداو