الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Homeمقالاتالصخرة : ماهر ضياء محيي الدين

الصخرة : ماهر ضياء محيي الدين

قد يبدو عنوان المقالة غريبا نوع ما للقارئ الكريم ،لان حقيقية الأمور كانت ومازالت بحاجة إلى تكون هناك صخرة  (مواقف ) تقف بوجه الأمواج العاتية مهما بلغت قوتها أو شدتها ،لكنها الرياح جرت بما تشتهي السفن .

حقيقية لا تحتاج إلى دليل وضع البلد في مختلف الجوانب يرثى له سابقا وحديثا، وهو يتحمل عبء ثقيل من الحقبة الماضية ، بسبب السياسية الطائشة والهمجية والدموية للنظام السابق  اتجاه شعبه وجيرانه ،وما تسبب للبلد من مشاكل مازالت قائمة حتى وقتناالحاضر ، وبدون حلول واقعية هذا من جانب .

جانب أخر معلوم من الجميع حجم  الصراع الدولي والإقليمي في المنطقة ، وخصوصا بعد الاحتلال الأمريكي للعراق وصلوا إلى حد الذروة ،  والسبب خيراتها وثرواتها الطبيعية ومواقعها الجغرافي المهم جدا ، مما تسبب بمشاكل لا تعد ولا تحصى للدول المنطقة ، وتسبب بزيادة تدخل الدول العظمى في شؤونها الداخلية لأسباب الصراع وتوسيع دائرة النفوذ والحصول على الغنائم ، والاهم ضرب مشاريع الآخرين ، وبلد دجلة والفرات كان ومازال في قمة الاستهداف من مخططات معظم الدول .

كل ما تقدم في كفة ، وما حصل في العراق ما قبل السقوط وبعد فترة السقوط بفترات ليست متباعدة يجب الوقوف عنده بدقة ، والسبب لان هذه المرحلة كانت انطلق للعملية السياسية ،وتأسيس لنواة قيام الدولة العراقية ومؤسساتها ، لان هاتين المرحلتين كانتامرحلة عقد الاجتماعات ،وإبرام الاتفاقيات ( مؤتمر لندن ، سدة صلاح الدين ) بين قوى المعارضة في وقتها ،وبين الولايات المتحدة الأمريكية لوضع خارطة الطريق للعراق الجديد .

لنعود إلى عنوان المقالة الصخرة بمعنى أدق المواقف لأغلب القوى السياسية العراقية في وقتها لو كانت بقوة وصلابة الصخرة ، لكانت الأمور مختلفة تمام في جميع الأحوال ، وبعيدا عن إي مبرر إسقاط النظام أولا ، ثم يكون لكل حادث حديث ، وأيضا لاننسى حجم مشاكل البلد وحجم الصراع  والتدخل، والمحصلة النهائية لهذه المعادلة الصعبة التكالب بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة بين هذه القوى على المناصب والمكاسب ، ونسيت صور الماضي المروعة من قتل وترهيب النظام السابق لها أولا ، ولشعبها ثانية ، وحجم التضحيات والمعاناة لأهل الخير والعطاء , ووعود الإصلاح والتغيير من البعض التي بقيت حبرا على ورق معظمها.

أما تكون مواقف لمن يتصدى للسلطة والمسؤولية كالصخرة بوجه الأمواج العاتية من اجل مصلحة البلد وأهله ، وبعيدا عن السعي للحصول على  المنافع السلطوية والشخصية ، أو تكون  كحال بيت العنكبوت بوجه الرياح السوداء من اجل قصورها وغنائمها .

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular