.
عثر اختصاصيون في التوثيق، على مجموعة نادرة من الصور التي تم التقاطها لبرجي مركز التجارة العالمي، بعد دقائق من وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، في عام 2001، في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة.
وذكرت صحيفة “الشرق الأوسط”، أن الاختصاصيين، وجدوا نحو 2400 صورة لموقع الحادث، كشفت حجم الدمار الذي لحق ببرجي التجارة والمنطقة المحيطة بهما، ومن المثير للدهشة، أن هذه الصورة تم العثور عليها عن طريق المصادفة؛ حيث تصادف وجود أحد الاختصاصيين، جيسون سكوت، في أحد المزادات المتخصصة لبيع وتصفية أحد المنازل.
وأضافت: وكان من بين مقتنيات المنزل التي كانت معروضة للبيع، عدد كبير من الأقراص المدمجة، التي جذبت انتباه سكوت، الذي قام بشرائها على الفور.
وتابعت: ولم يكن سكوت يعلم بما في داخل هذه الأقراص، إلا أن فضوله هو الذي دفعه لاتخاذ قرار شرائها. وعندما ذهب إلى مكان عمله، حاول تشغيل الأقراص ليرى ما بداخلها، إلا أنه لم يفلح، وعلى الرغم من استعانته بأحد زملائه، جوناثان برغيس، فإن محاولات الاثنين لم تأت بجديد؛ حيث كانت الأقراص في حالة سيئة جداً.
ولفتت الى أن شغف الزميلان قد ازداد أكثر فأكثر، وما كان منهما إلا أن ذهبا إلى شركة فنية متخصصة، لمساعدتهما على تشغيل الأقراص، والكشف عما بداخلها، مبينة أنه بعد محاولات وجهد كبير من الشركة، تمكن الفنيون من معالجة الأقراص، التي كانت قد أصابها بعض الصدأ، وتم استرجاع ما كانت تحتويه من صور، من خلال استخدام تقنية حديثة لاسترداد محتويات الأقراص المضغوطة.
وبينت أنه عندما رأى سكوت وزميله ما كان بالأقراص، أصابهما الذهول والبهجة في الوقت نفسه. فقد علما حينها أنهما عثرا على كنز فني، يوثق لحظات دقيقة لحادث مأسوي، سيظل في أذهان العالم لعقود وقرون قادمة”.
وأشارت الى أن الأقراص كانت تحتوي على مجموعة نادرة جداً من الصور التي لم يتم نشرها من قبل لهجمات 11 سبتمبر. ويبدو أن هذه الصور تم التقاطها عن طريق عامل بناء، لم يكشف عن هويته بعد، كان يساعد في رفع أنقاض برجي مركز التجارة العالمي، والمنطقة المحيطة به.
واكملت الصحيفة: وتضمنت الصور بعض المشاهد في موقع الحادث، كان من الصعب على الجمهور أن يلتقطها بعد وقوع الحادث. وتشمل الألبومات الرقمية صوراً لموقع الهجمات التقطت من الأرض، ومن فوق أسطح بعض المباني القريبة، وتظهر عمال البناء وهم منهمكون في عملهم، والدمار الذي أصاب المباني القريبة من مكان برجي مركز التجارة العالمي. وعلى الفور، قام جيسون سكوت وزميله، برفع الصور على موقع «فليكر»، لنشرها لجميع الناس.
ونقلت الصحيفة، اختصاصي التوثيق، جوناثان برغيس، قوله: “في العادة يتجاهل الناس مواد كهذه في مبيعات التصفية، وكان من المرجح أن تجد هذه الأقراص طريقها إلى القمامة لو لم نكن هناك في الوقت المناسب”.
وأضاف: “كانت معجزة أننا تمكنا من استعادة محتويات هذه الأقراص، فالأقراص المدمجة المنتجة في تلك الفترة لم تكن عالية الجودة”.
وقال إن “مشاركة هذه الصور مع باقي العالم تتعلق بما هو مناسب للإنسانية”.
وذكر أنه “وزميله سكوت، ما زالا يبحثان عن الشخص الذي قام بالتقاط هذه الصور أو أي من أقاربه، لمعرفة مزيد عن ظروف وكيفية التقاط هذا الكم الهائل من الصور النادرة، إلا أنهما لم يفلحا إلى الآن في تحقيق ذلك”.
يذكر أن كثيراً من الذين شاركوا في عمليات الإنقاذ في الفترة التي تلت الهجمات مباشرة أصيبوا بأمراض كثيرة. ويعتقد أن نحو 400 ألف من سكان المنطقة وزائريها تعرضوا لمواد سامة، أو أصيبوا بجروح وأضرار في الهجمات، حسب مركز الوقاية والسيطرة على الأمراض في الولايات المتحدة.
ولقي ما يقرب من 3 آلاف شخص حتفهم، عندما تحطمت أربع طائرات مخطوفة في مركز التجارة العالمي في نيويورك، ووزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» في العاصمة الأميركية واشنطن.