ibrahimsemo@hotmail.de
الحياة ـ يا لافا ـ ليست سوى مدرسة؛مدرسة كبرى ،وما نحن فيها كبشر، ايا بلغنا من العمر ومهما تسلحت عقولنا من الخبرة ،والعلم ،والمعرفة ،والدهاء ،والشطارة والمراوغة والمناورة والحزبوية والمسايسة والتفلسف والثقافة ،الا تلامذة صغار،امّا انت فقد كنتِ رغم عمرك البرعم ،وتجربتك الفتية ،معلمة خبيرة ،واستاذة بارعة في غرس القيم الانسانية والوطنية، كنتِ ،والحق يقال ،مثالا يحتذى في فروسية التشبث بالارض ،والانسان ،والهواء ،والشجر ،والحجر ،والطيور ولم تفرطي يا لافا حتى بمدافن الموتى ،آثرت ان تحرسي بعناية الارض،التي ولدت وترعرعت عليها بلى وحين آنت ساعة الحسم، لم تبخلي ؛ بذلت حياتك لقاء دفع شرور الجبابرة والطواغيت عن اهلك الآمنين ،من شعوب الجزيرة السورية وشنكال،وسطرتِ بدمك الطهور يا لافا ؛ياشهيدتنا الخالدة ،اروع ملحمة بطولية ،لأجل الحياة والسلام والحرية والحقوق …
لافا ياداعية السلام على الارض ،يا شهيدة الحرية والانسانية…. كم كان فوت الغياب ؛اي الشهادة ،ولن اقول الموت ـ يا لافا ـ سهلا، وكم كان طريقك الى بهرجة اوربا ،المترفة المغرية ،ممهدا وسهلا ،لكنك ـ هكذا اخمن ،بل استدل عليه من فعل الشهادة والاصرار على الدفاع ـ انتصرت لقرار البقاء؛ بلى انتفضتِ في وجه الاغترب ،وركلتِ كل العروض والاغراءات، التي انتقاها سواك من اترابك وابناء جيلك ،بشسع نعلك الكريم ،فتحولتِ بذلك الى علامة انسانية فارقة ،دلل عليها اصالتك ،نبل تربيتك ،صدقك بل وفاؤك للقيم التي نشأت ـ يا لافا ـ عليها، فطرقتِ ابواب الخلود ،وانت تكافحين بمهارة وفعالية ،الظلم والعدوان ،حتى انفتحتْ عليك جنان الله الفسيحة ،ومن اوسع الابواب، بالشهادة .. كنتِ يا يا لافا ايتها الفتاة ـ الفتية ـ الفاتنة والعاقلة ،امثولة للشرف والنضال ،وفارسا مقداما من فرسان العشق الوطني ،وعلى سيرة الوطن ،وعشق تراب الوطن ،فقد اخبر احد عمومتك ، المتجمهرين في يوم تأبينك ،ان خرق داعش لشنكال ،التي لا لن ولم تنكسر،هومن افاق في اعماقك الناعمة، مجابهة القهر والابادة ،والقتل على الهوية ،والسبي والنخاسة، والاستلاب والصهر ،والاسلمة والتجاوز على الخصوصية …
لافا ، اعلمي وانت ترحلين، يا جليلة :
شنكال تنتصر بك وبمثيلاتك، والاستشهاد يعني ان القضية ماتزال حية قائمة ..اذاً.. هل نستقي العبرـ يا لافا الصغيرة الكبيرة/ الغائبة الحاضرة ،الشهيدة من رحيلك، فنندفع والحب يملؤنا الى بعض ؟..ياليت يا لافا !.