(خاص لبحزانى نت)
1ـ الفلسفة لم تعد مفتاحا للأبواب المغلقة:
…………………………………………………
(ديكارت) المسكين قال “أنا أفكر فأنا أذن موجود” فقد كان طوال الوقت (يشّك)
فمن يستطيع أن يقنع فلاسفة التين الديمي والتتن الكسكون إنما صديقنا (ديكارت) قال:
“أنا أشك فأنا أذن موجود”
وهو (الكوجيتو) المبدأ الذي أنطلق منه لأثبات الحقائق بالبرهان، وقد عارضه (ميغيل دي أونا مونو) الوجودي بقوله:
“أنا أنفعل فأنا أذن موجود”
وأنا أنفعل تعني أنا اصارع؛ أنا احتضر.
وبين ثنايا الرحلة من الشك الى الاحتضار وصولا للهلوسة أقول:
ألم يحن الوقت لكي ينبري بعض المفكرين الأيزيديين الديمقراطيين أو ربمّا اللامنتمين لاستكمال بعضا من هذا النقد؟
المجد لمن تفلسف فأجاد.
2ـ الشاعر أكبر. الشاعر أصغر:
…………………………………
لا أكبر من شاعر غير منتمي، ولا أصغر من شاعر منتمي خاضع.
لا أكبر من شاعر لا يستجدي، ولا أصغر من شاعر يستجدي ويعلن استجدائه.
لا أكبر من شاعر يذّكر نفسه بواجباته سرّا.
لا أكبر من شاعر يذّكر الآخرين بواجباتهم علنا.
لا أكبر من شاعر لا ينطق بغير القصائد، ولا أصغر من شاعر يحرر الخطابات للآخرين متوسلا ومستجديا.
المجد للشاعر الذي لا يعوي كالكلب فيطرد أو ترمى له عظمة.
3ـ وعينا التاريخي وقوّة التدوين:
………………………………….
لا شك أن تلك اللحظات، الأيام، السنوات. التي سبقت قدوم (شيخادي) هي اللحظات الأصلية الأصيلة ـ وإن لم تكن الأولى فهي بالتأكيد اللحظات قبل الأخيرة ـ وربمّا يكون (شيخادي) قد حلّ اللغز الأعظم بتعاليمه الشفاهية، مثلما فعل (سقراط) قبله، فكلاهما لم يتحملا وزر افشاء السر بتدوينه.
ثم، انهالت على العقول الأجوبة الفلسفية وبات بالإمكان فصل المدارس الفلسفية عن بعضها حسب تخصصها وإرجاعها إلى أزمنتها ومعلميها وتبقى غصّة عدم كتابة (سقراط) لتعاليمه وأقواله تطفو على السطح كلما زاد الوعي التاريخي.
ولا دهشة في قول نيتشه ـ بما معناه ونتيجة زيادة الوعي التاريخي ـ “أن مجتمع الأولين منسجم” ـ لاحظ قوّة الجملة وعدم استخدامه الفعل الماضي فيها.
ولأننا نهتم بأقوال أمثال نيتشه وسقراط وشيخادي في فهمنا لتحليل الوعي فبالتأكيد سنتبع الوعي التاريخي في تقديم أجوبة نبحث عنها فنرمي شبكة صيدنا إلى ما قبل (شيخادي) ـ رغم أدراكنا أن الفلسفة والدين يفترقان في النهاية وأن كانا متحدين في البداية ـ فترد إلينا الشبكة خاوية.
ونرجع نلومه على عدم كتابة تعاليمه، وتدوين أقواله، والحليم يدرك مصير أقوال وتعليمات لم تدون.
أذن غرقنا حتى أذنينا بالوعي التاريخي ولكننا لا نقدر أن نثبت بأننا الأصل أو على الأقل غير مزيفين، وجل ما حصلنا عليه عدد من الأدعياء وقشور الباحثين.
فنعود لنخطأ ثانية ونلوم من كان متواجدا هناك في تلك الفترة دون الالتفات إلى الحاضر كونه سيصبح جزءا من الماضي في المستقبل.
المجد لمن تأمل اللحظة الحاضرة وعرف فيها إنها الماضي في المستقبل القريب.
4ـ الإمارة في (العمارة):
…………………………
عود على بدء ولا بأس أن تنشغل الناس بمشاكل ما بعد الحداثة، وتكثيف جوانب من العولمة لتكون باليد وقت الحاجة ونقوم نحن للتو بوضع النقاط على الحروف ليتم النطق بها كما ينبغي.
جمال وقوّة الهرم لا تكمن في قاعدته فقط، بل في إنجاز رأسه المدبب كمرحلة أخيرة، وإن انهار فجأة فبداية الانهيار والتفكك ستبدأ من الرأس كما هو حال السمكة والمثل العراقي الشعبي الدارج، أو ماء العين والمثل الكرمانجي المعروف ـ وإن جاز التعبير ـ فأهرامنا العديدة لا رؤوس لها بدأ من العائلة فالعشيرة فالقبيلة فالطبقة ثم كمكون ومجتمعات متفرقة تنافس غيرها في رقي الإنسانية قدر المستطاع.
قد يعزو البعض (خراب) القمة إلى أهل القمة أو إلى القمة نفسها ولكن السبب يكمن في القاعدة فهي غير متينة وبالتالي لا يمكن أن تبنى عليها قمة تناطح السحاب وتقاوم نوائب الزمان.
لا تبدأ من القمة أبدا!
وأترك الطبقة (طبقتك) أو الطبقات في حالها ـ على الأقل الآن!
لا تحمل همّ القبيلة المنتشرة في كلّ قارات العالم!
ودع عنك العشيرة فرئيسها لم يعد كما عهدته!
وأبدأ بأسرتك، وإن لم تقدر عليها فأبدأ بنفسك لتستقيم القمة.
المجد لمن بدأ بنفسه ليصلحها ثم بعائلته.
5ـ أنت أيزيدي أذن أنت (مطلوب):
…………………………………….
يكرهك الآخر، ويتم استهدافك من قبل الآخر؛ لأنك أيزيدي ومع ذلك تتبجح بإنسانيتك، وتطالب بالتعايش مع الجميع؛ لأنك انساني النزعة.
ينبذك الآخر، ويحتقرك الآخر؛ لأنك أيزيدي، ومع ذلك تدعو له بالخير في دعاءك.
أذن ما فائدة الاختباء تحت دشداشة العربي، والاختباء في سروال الكردي!
ومعاركك كلها خاسرة.
كن أيزيديا لمرة واحدة في حياتك لتربح حربك الوحيدة.
لتعرف عدوك عليك أن تتعرف على نفسك أولا وتعرفها.
المجد لمن تعرّف على نفسه ليتعرف على عدوه.
6ـ الأيزيدي و (الآخر):
……………………..
في الفقرة السابقة رسمت (الآخر) وكذلك الأيزيدي بصورة سمجة ومباشرة وكأنني أحد كتاب موقع (إيزيدي 24) أو (بحزانى نت).
الفرد الأيزيدي ليس بتلك السذاجة فهو يعرف ما يدور حواليه ويعرف جيدا بأن بيئته الشرق أوسطية التي يعيش فيها يلفها الظلام ويتحالف الظلام مع الظالمين ليخترق بياضه بشتى الطرق والوسائل لذلك تعلّم أن يوقد نارا أزليا في داخله وهي نار شبيهة بنار الفلاسفة الهادئة التي لا تثير أية جلبة ولا يراها أحد ولا يحس بها تماما كالبحر الذي يشرب من ماءه العصفور بضعة قطرات.
الأيزيدي استجمع شجاعته لآلاف السنين كي يوقد هذه النار ويختار صمته وخرسه نتيجة خوفه، وبطريقة ما أدرك في أعماقه أن النهاية هذه المرة ستكون بالنار وستكون النهاية نتيجة النار، ليست تلك النار الصامتة التي يحملها في داخله بل النار الصاخبة التي بيد جيرانه.
وكما نرى التسليم بالتناقض يؤدي إلى هروب الأيزيدي إلى أحضان الطبيعة ـ أمه الأزلية ـ والاستسلام لها، بينما الآخر يبحث عن قوّة أضافية لسواعده وصرخة أخرى لناره؛ فيقع المجتمع في فوضى لا يحس أبدا بحرقة الأيزيدي وكذلك لا يشعر بسقوط بذوره التي يبذرها دون جَلبة.
ولابد من رحلة للشفاء وإعادة التأهيل (ومن هذا المنطلق واستنادا لهذا المنطق قمت بوضع برنامج كامل بعد الرابع من آب يدعى (تأهيل المجتمع الأيزيدي) وتم تفتيته وتقطيعه من قبل منظمة (يزدا)، ثم إلغائه، فاستبدلت المشروع بآخر أكون قادرا على تنفيذه لوحدي ونجحت).
والأيزيدي نفسه هو وليد المجتمع ولا يختلف عنه إلا بتلك النار الخامدة في داخله وهذه النار تحتاج ظروف مثاليه لكي تشتعل من جديد وتتأجج ونحن نفتقر إلى الحيوية والنشاط لصد الفوضى العارمة التي خلفها العدو؛ ولذلك علينا التحول من هدف ومشروع إلى آخر كنحلة لا تعرف التعب أو الملل.
وبمرور الأيام بانت قمم الفلسفة التي لا تجدي نفعا وبحور الحكمة الضحلة وأختار الأيزيدي طريقا منسيا كان قد سلكه أول الأمر، طريق أمه الطبيعة، وهنا لم يكن من مصلحة الآخر أو من اهتماماته أن يقدم براهين لنا بل يحاول صنع يقين يؤكد انطفاء تلك النار المقدسة في دواخلنا بالقوة وبقطع الرقاب، وقطع الرقبة يفهم منها في مغارات الفلاسفة إبعاد الفكر عن الحركة وعزل العقل عن باقي الجسم وبالتالي حصول هوّة بين المثقف في المجتمع الأيزيدي ـ المثقف الحقيقي ـ وبين بقية أفراد ذلك المجتمع، ونتيجة الرعب نمت زوائد على جسم الأيزيدياتي وبات همنا التخلص من الزوائد الدودية أو كيفية إطعامهم إلى أن تسنح الفرصة ونجد الأرض المناسبة ليتحول النار في داخلنا إلى بركان ونؤكد معه إننا لا نقل شأنا عن الآخرين.
أعلم بأن الآخر يتقهقر ولكننا بحاجة إلى تدعيم هذا اليقين فلا يزال البعض من الأيزيديين يسخر من تضحية أمثال خيري الشيخ خدر وشاهين.
أن النار التي في داخلنا هي نفس النار التي انبرت لموسى على الجبل ونحن مثل موسى نحتاج إلى جبل وأرض جديدة.
حذار من مدح العدو فهو غير مهتم بنارك وإنما يتحول هو إلى نار جهنم يحاول اشعال كل شيء جميل فيك.
من يسعى بجد للخلاص يستحق المجد.
7ـ القلق والقلق المرادف:
…………………………..
الفكرة هي أن تفرق بين القلق العام الناتج عن تداخل العصور المختلفة التي تحمل قشورها من أديان وثقافات متباينة وما بين القلق الخاص ـ الشخصي ـ عندما تفقد قدرتك على فهم نفسك.
والحل هو أن تبدأ بنفسك لتنال القناعة أولا.
الخلود لتلك الروح التي زهقت وهي تحاول النهوض.