ألقت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية، اليوم الأحد، باللوم على وزير الخارجية مايك بومبيو، أحد صقور البيت الأبيض، لقرار إيران تسريع برامجها النووية، وتقليل التزامها باتفاق عام 2015 الذي انسحبت منه واشنطن العام الماضي.
ورأت الصحيفة أن السبيل الوحيد لتخفيف التوتر الحالي بين الولايات المتحدة وإيران هو توقيع ”نسخة 2“ من اتفاق 2015 بما يطيل فترة القيود على برامج إيران النووية ويفرض قيودًا على تطوير الصواريخ البالستية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية.
وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن اتفاق 2015 الموقع بين إيران وست دول كبرى كان اتفاقًا جيدًا وإن ”لم يكن كاملًا“، وأنه الآن في خطر الانهيار، ما قد يؤدي إلى سباق تسلح في منطقة الشرق الأوسط.
وانتقدت الصحيفة سياسة بومبيو تجاه إيران وفرضه 12 شرطًا على طهران العام الماضي لتفادي العقوبات، مشيرة إلى أن تلك الشروط تعني تغييرًا كاملًا في سياسة إيران التي رفضتها حتى قبل توقيع اتفاق 2015 وبعده.
وقالت الصحيفة: ”أراد بومبيو المقامرة من أجل انتزاع تنازلات أكبر من إيران على الرغم من أن سياسة الإدارة الأمريكية عرضت التقدم الذي أحرزه اتفاق 2015 للخطر“.
وأضافت: ”الحقيقة أن بومبيو بسياسته هذه قدم الأعذار لإيران بتسريع برنامجها النووي، ما تسبب في تصاعد حدة التوتر وزيادة خطر نشوب الحرب التي قال الرئيس دونالد ترامب إنه يريد تجنبها وإن الشعب الأمريكي لا يريدها“.
واعتبرت صحيفة ”واشنطن بوست“ أن المخرج الوحيد من المأزق الحالي هو موافقة إيران على توقيع نسخة ثانية من اتفاق 2015 لإطالة فترة القيود على البرنامج النووي ووضع قيود على تطوير الصواريخ البالستية وإطلاق سراح السجناء الأمريكيين والالتزام الواضح من طهران بعملية السلام في سوريا مقابل رفع العقوبات الأمريكية وخاصة الحظر النفطي.
وختمت ”واشنطن بوست“ قائلة: ”الحل الآخر هو الرد على تصعيد إيران بتصعيد، وهو ما يفضله هؤلاء الذين يريدون تغيير النظام الإيراني، فيما تواصل أوروبا و روسيا والصين إلقاء اللوم علينا في هذه الأزمة. ووفقًا لمسؤول ألماني فإن الإدارة الأمريكية تسببت بهذه الفوضى، وعليها هي أن تجد مخرجًا منها“.