قرار ترامب التراجع عن ضرب إيران قرار صائب وفق حسابات كثيرة ، لكن هل هذا يعني تراجع أمريكا وحلفائها عن تنفيذ مشاريعهم التوسعية في المنطقة ؟.
مما لا شك فيه قرار التراجع لم يكن بالقرار السهل على الإدارة الأمريكية في ضوء تصاعد حدة الصراعات سواء كان على الجبهة الداخلية الأمريكية من جهة والخارجية مع خصومها روسيا والصين من جهة أخرى هذا من جانب .
جانب أخر حقيقة لا تحتاج إلى دليل أمريكا فشلت في تحقيق خططها في المنطقة وخصوصا في العراق وسوريا والسبب وقوف عدة جهات بوجهها وبالمرصاد لكل مشاريعها كسد العالي وفي مقدمة تلك الدول إيران .
نهج أو سياسية أمريكية في تحقيق مشاريعها دائما يعتمد على السلاح والدم ومن باب الهيمنة وإنها سيدة العالم الأولى وما قامت به خلال الفترات الماضية مع عدة دول العالم معلوم من الجميع في دمار هذه البلدان وقتل وتشريد أو تجويع الشعوب وكذلك التاريخ يسجل في صفحاته مشاهد مروعة ارتكبت بسبب الطرق والوسائل التي تستخدمها أمريكا من اجل الوصول إلى أهدافها مهما كان الثمن أو عدد الضحايا وتسلك كل الطرق المشروعة وغير المشروعة من اجل بقائها متربعة على كرسي الزعامة .
على فرض امريكا لم تستخدم القوة ضد إيران مجددا أو تم التوصل معها إلى حل مرضي للجميع في ضوء المساعي الدبلوماسية التي تبذل من عدة إطراف لاحتواء الأزمة وانبثق عنها أتفاق نووي جديد، لكن الشواهد كثيرة أنها لم تتوقف عن نهجها المعهودة بدليل حي الاتفاق النووي الذي تم في عهد اوباما وهي تقف وراء دعم فصائل مسلحة مجرمة (داعش) من اجل تدمير دول المنطقة بمعنى آخر لم تترك دول المنطقة تعيش بالأمن والاستقرار بسبب خيراتها وثروتها وحماية الكيان الصهيوني.
ترجع أمريكا عن ضرب إيران لا يعنى انتهى للموضوع عند هذا الحد وتريد التفاوض أو الحوار ، بل ستلجئ إلى طرق أخرى قد تكون الأصعب من كل الفترات السابقة على المنطقة ولم تكن في الحسبان من اجل مكانة وهيمنة سيدة العالم الأولى.