السفير الهولندي لدى العراق ، السيد ماتايس فولترس ، يزور سنجار ويدعو الى حل سياسي لمشاكل المدينة وتشكيل محكمة دولية للنظر في جرائم داعش… ويقدم دعم هولندي اضافي
زار سعادة سفير مملكة هولندا في العراق السيد ماتايس فولترس مدينة سنجار وذلك في يوم الخميس المصادف 20 يونيو 2019 وقد اطلع على الاضرار المادية والبشرية الهائلة التي لحقت بالمدينة.
كما و زار سعادة السفير قرية كوتشو والتي شهدت قيام تنظيم داعش بقتل واختطاف المئات من الايزيدين في عام 2014 ، وحيث تقوم الحكومة العراقية و فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب داعش (يونيتاد) واللجنة الدولية لشؤون المفقودين بحفر القبور الجماعية وجمع الأدلة.
و زار سعادة السفير أيضا الأنشطة المدعومة من قبل الحكومة الهولندية والمتعلقة بإعادة تأهيل وإزالة الألغام وتوفير الدعم الإنساني وجمع الأدلة. هذا و يبلغ اجمالي الدعم الهولندي لهذه الأنشطة في المناطق المحررة من تنظيم داعش ما يزيد عن 210 مليون دولار منذ عام 2014 وهو قابل للزيادة.
الحل السياسي ضروري في سنجار
يرى سعادة السفير فولترس بأنه “من المثير للصدمة ان نرى بعد خمس سنوات من ما يمكن اعتباره ابادة جماعية لحقت بالايزيديين على يد تنظيم داعش ، لاتزال الظروف مزرية في مدينة سنجار. يمثل هذا الشي عقبة مهمه امام العودة الامنة للعديد من سكان سنجار، كما انها مأساة إنسانية.”
“تدعم هولندا دعوة الأمم المتحدة الى الحكومة العراقية وحكومة إقليم كوردستان لإقامة نظام امني وحوكمة مستقرة من دون أي تأخير وبالتشاور الوثيق مع القيادات المحلية وبالتالي تسهيل عملية إعادة الاعمار وعودة النازحين الي ديارهم في مدينة سنجار. “
المقابر الجماعية: المحكمة الدولية والاعتراف بالإبادة الجماعية
قام سعادة السفير فولترس مع كل من المستشار الخاص و رئيس فريق التحقيق يونيتاد السيد كريم خان ورئيس اللجنة الدولية لشؤون المفقودين في العراق السيد ادي رزفج بزيارة قرية كوتشو حيث قتل واختطف تنظيم داعش المئات من الايزيدين في عام 2014. وهنا يقول السفير فولترس بأن “الفظائع التي لحقت بقرية كوتشو تفوق الخيال. من المهم تحقيق العدالة وان يكون لدى اسر الضحايا الوضوح . يجب ان تكون الاحداث على مرى العراقيين والعالم اجمع.”
هذا وكرر سعادة السفير فولترس الدعوة الأخيرة التي وجهها وزير الخارجية الهولندي السيد ستيف بلوك والتي حث فيها على انشاء محكمة دولية مختصة بمحاكمة عناصر داعش. يقول السفير فولترس بهذا الخصوص بأن “المقاضاة في المحاكم هي أساس المصالحة ويفضل ان يحدث هذا الامر في منطقة الشرق الأوسط . يمكن للمحكمة الدولية ان تلعب دور رئيسي في هذا الامر. من المهم أيضا أن يقوم مجلس الامن الدولي التابع للأمم المتحدة بالاعتراف بارتكاب تنظيم داعش إبادة جماعية بحق الايزيديين” وهو السبب الذي دعا وزير الخارجية الهولندي لمناشدة المجتمع الدولي وحثه على التعاون وتوحيد الجهود.
السفير ماتايس فولترس والمستشار الاممي الخاص ورئيس تحقيق فريق يونيتاد كريم خان في قرية كوتشو في المدرسة حيث جمع تنظيم داعش السكان وقتلهم
(الصور التقطت من قبل فريق السفارة الهولندية في العراق).
يونيتاد واللجنة الدولية لشؤون المفقودين
أعرب سعادة السفير فولترس عن تقديريه لعمل يونيتاد وحكومة العراق واللجنة الدولية لشؤون المفقودين وشركائهم. يقوم يونيتاد بالتعاون مع الحكومة العراقية بفتح المقابر الجماعية في وحول قرية كوتشو كجزء من جهد أوسع لجمع الأدلة و ضمان مساءلة عناصر داعش عن الجرائم التي ارتكبوها في العراق و للتأكد من إعادة رفات الموتى الى عوائلهم.
يتم دعم جهود الحكومة العراقية و يونيتاد بموارد فنية وخبرات عالية المستوى من قبل اللجنة الدولية لشؤون المفقودين وهي مؤسسة دولية مقرها مدينة لاهاي في هولندا. يقول السفير فولترس بأن “السلطات العراقية – مديرية المقابر الجماعية في مؤسسة الشهداء و مديرية الطب العدلي و وزارة الشهداء و المؤنفلين بحكومة إقليم كوردستان – بالإضافة الى يونيتاد و اللجنة الدولية لشؤون المفقودين يقومون بجهد استثنائي بالرغم من طبيعة العمل الشاق. نحن فخورون بدعمنا لجهود يونيتاد وكذلك نثني على السلطات العراقية لجهودها الناجحة. “
ويضيف السفير فولترس : “كدولة مستضيفة لمقر اللجنة الدولية لشؤون المفقودين ، نحن أيضا فخورون بالمرافق الممتازة التي توفرها اللجنة لهذه الجهود الصعبة و المهمة و نحن نقدر التعاون المستمر بين حكومة العراق و اللجنة و نأمل بأن يتم قريبا حسم الوضع القانوني الدائم لعمل اللجنة في العراق” .
\
السفير ماتايس فولترس يستمع لشرح عن عمل الحكومة العراقية ، يونيتاد و للجنة الدولية لشؤون المفقودين حيث يتم حفر المقابر و جمع الأدلة في كوتشو
( الصور التقطت من قبل فريق السفارة الهولندية في العراق).
الاضرار الناجمة عن المواد المتفجرة وعمل دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بشؤون الالغام (انماس)
قام سعادة السفير فولترس بزيارة الأنشطة المتعلقة بإدارة مخاطر المتفجرات وهو ما تقوم به دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بشؤون الألغام في قرية ابرات الشغيرة حيث التقى السفير بفريق إزالة اللغام والذين احاطوه علما بالكم الهائل من الالغام في المنطقة وهو الامر الذي لايزال يعيق العودة الأمنه للعديد من السكان الى مناطقهم.
سيطر تنظيم داعش على قرية ابرات الشغيرة مخلفا وراءه العديد من المواد المتفجرة ، قبل ان يتم تحرير القرية من قبل القوات العراقية من خلال الضربات الجوية و القتال البري. قام شركاء دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بشؤون الالغام المحليون بمسح ميداني لحوالي 97000 الف متر مربع الى الان وقد عثروا على العديد من العبوات الناسفة و القذائف و صاروخ واحد ، و من المتوقع العثور على المزيد من الذخائر غير المنفجرة و العبوات الناسفة. يتم القيام بأعمال إزالة الألغام من قبل فرق مختصة من الرجال و النساء و من المسلمين و الايزيدين والذين ينحدر غالبيتهم من نفس المدينة.
يقول السفير بهذا الخصوص بأن ” العمل الذي تقوم به دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بشؤون الألغام و الاخرين في سنجار ضروري للحد من المخاطر التي تهدد حياة السكان المحليين لاسيما الأقلية الايزيدية ولتمكين العودة الامنة للنازحين الذين اجبروا على ترك بيوتهم. تبقى هولندا داعما قويا لمبادرات البحث و التطهير و التوعية بالمخاطر في مناطق سنجار وهو ما يوثر بشكل مباشر و إيجابي على الأشخاص الأكثر عرضه للمخاطر. لقد تأثرت بشكل خاص بفرق الذكور والاناث المختلطة التي تعمل على إزالة الألغام في قرية ابرات الشغيرة و هو الامر الذي يساهم في بناء المجتمع.”
قدمت هولندا تخصيصات مالية كبيره دعما لأنشطة دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بشؤون الألغام في العراق وهناك مساهمة مالية جديدة بهذا الشأن.
السفير ماتايس فولترس يستمع لشرح عن النشاطات المتعلقة بإزالة الألغام في سنجار ( الصور التقطت من قبل فريق السفارة الهولندية في العراق).
إعادة الاعمار والإغاثة الإنسانية
تشارك هولندا بجهود اعادة الاعمار في سنجار من خلال الدعم المقدم الى برنامج الأمم الإنمائي—برنامج تمكين الاستقرار والذي يقوم بتأهيل المدارس و المستشفيات والمياه و الكهرباء و البنية التحتية الأساسية الأخرى. هذا و تعتبر هولندا ثالث اكبر مانح لبرنامج تمكين الاستقرار بمساهمة اجمالية قدرها 62 مليون دولار وهي تقوم بأعداد مساهمات إضافية أخرى في هذا المجال. قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بإعادة تأهيل اكثر من 31 مشروع في سنجار و هناك 12 مشروع إضافي قيد التنفيذ.
بالإضافة الى ذلك، قامت هولندا بتقديم اكثر من 115 مليون دولار كدعم انساني للاجئين و النازحين داخل العراق وهناك مساهمات إضافية في هذا المجال قيد الاعداد. يقول السفير فولترس بهذا الخصوص ” سنزيد من دعمنا للنازحين العراقيين بما في ذلك في مخيم شرايا.” و يضيف السفير بأن الهدف الأكبر يتمثل بقدرة النازحين على العودة الى ديارهم بطريقة امنه وكريمة وطوعية. “تقع على عاتق حكومتي العراق و إقليم كوردستان و المجتمعات و الجهات الفاعلة و الشركاء الدوليين مسؤولية ضمان حدوث ذلك
السفير ماتايس فولترس يلتقي بعائلة ايزيدية في مخيم شرايا في كردستان العراق (الصور التقطت من قبل فريق السفارة الهولندية في العراق).