من المعروف أن الآشوريين الحاليين لا علاقة لهم بالآشوريين القدماء، إنما هم بالأصل يهود من الأسباط العشرة الإسرائيلية الذين سباهم العراقيون (الآشوريون والكلدان القدماء)، وكانت لغتهم منذ القرن الثامن قبل الميلاد هي الآرامية (السريانية) بعد اضمحلال لغتهم العبرية القديمة، وعند قدوم المسيحية اعتنقها كثير من اليهود المسبيين وارتبطوا بكنيسة أنطاكية السريانية، وسنة 497 اعتنقوا العقيدة النسطورية، وعاشوا طول عمرهم سريان نساطرة إلى القرن التاسع عشر لكن النظرة العبرية القومية بقيت عندهم مُتجذِّرة، إلى أن سمَّاهم الغرب حديثاً كلداناً وآشوريين لأغراض سياسية، عبرية، طائفية، فسنة 1445م حاولت روما كثلكة قسم من هؤلاء السريان النساطرة، فسماهم البابا أوجين الرابع، كلداناً، لكن الاتفاق فشل ومات، وسنة 1553م تكثلك قسم كبير منهم وبصورة جدية، وتسمَّوا رسمياً (كلدان) في 5 تموز 1830م، أمَّا القسم الآخر الذي بقي نسطورياً، فسمَّاهم الإنكليزي كامبل تايت رئيس أساقفة كانتربري، آشوريين، سنة 1876م وثبت أسمهم رسمياً على الكنيسة في 17 تشرين أول 1976م.
بالنسبة للآشوريين الجدد أو المتأشورون، فمنذ أن سَمَّاهم الإنكليز، آشوريين، بدءوا يعتبرون أنفسهم زوراً أنهم سليلي الآشوريين القدماء، ويستخفون بكل الشعوب الساكنة شمال العراق (بلاد آشور التقليدية القديمة) وكأنها ملك صرف لهم، علماً أن أغلبهم نزح إلى العراق من تركيا وإيران سنة 1918م وبعدها، وهؤلاء كلما جاء خبر عن الآشوريين القدماء أو اكتشف أثر أشوري قديم، هللوا وصفقوا له وكأنه يخصهم لوحدهم..إلخ، وكلما قام كاتب كتابة تاريخ أمة أخرى في المنطقة، سفَّههُ وكذَّبهُ المتأشورون، وبعبارات غير لائقة كعادتهم، وآخر هذه الكتابات هو الكاتب الكوردي محمد محمود المندلاوي الذي أصدر قبل سنوات قليلة كتابه“تاريخ وحضارة الكرد” وكتاب “أنا كوردي أملك حضارة وتاريخ“، فانبرى له المتأشورون في مواقعهم، آخرها قبل حوالي ثلاثة أشهر، مستعملين شتى أنواع الكلمات الغير لائقة حتى في عنوان المقالات، وتراهم كعادتهم أحدهم يرفع والآخر يكبس، وكل شخص يستعمل عدة أسماء مستعارة وقسم منهم سياسيين وقسم رجال دين باسماء مستعارة، والسبب لأن المتأشوريين لا يملكون دليل واحد أنهم آشوريين سوى الأسلوب وهذه الكلمات، علماً أن قسم من كتابهم الذين يكتبون ذلك لا يفقه أي شي في التاريخ، فهو تارةً يعتمد على كلام مترجم وتارةً على قطعة خشب خطَّها أحد المتأشوريين على أحد الشوارع أو المحلات حديثاً باسم آشور، وتغيَّرت بعد فترة لآن صاحب القطعة توفي.
وليس هدف مقالي هو الدفاع عن الكورد أو السيد المندلاوي، فللكرد كُتَّابهم ومؤرخيهم، وأني لم أقرأ كتب السيد المندلاوي أصلاً، ولكن هدفي هو تبيان مدى جهالة قوم بتاريخهم قبل تاريخ غيرهم، لذلك أقول: لو لم يكن للسيد المندلاوي أو أي كاتب آخر يريد أن يكتب عن الكورد وتاريخهم أي مصدر يستند له، لاستطاع الكاتب أن يكتب كتاب عن الكورد وتاريخهم من مصادر المتأشوريين فقط بدون الحاجة إلى مصدر آخر، لأن ذكر الكورد كثير جداً في مصادر الآشوريون والكلدان الجدد الحاليين.
الأمر المضحك والغريب هو أن جميع الأمم موجودة في كتبهم، باستثناء الآشوريون والكلدان، فعندهم أبرشيات في القرون السبعة الأولى، مثل، أبرشية بيث عربايا (أي بلاد أو مسكن أو منطقة العرب)، مركبثو دطيايي أي كرسي العرب (طائيين بالسرياني تعني العرب)، بيث كرماي (الجرامقة)، بيث آرامايي (الآراميين)، بيث ماداي (الماديين) ومن المعروف أن الميديين هم أسلاف الكورد الحاليين، بيث قردو، (الأكراد، قردو أو قرطو بالسريانية تعني الكورد)، بيث داسن (الداسنيين)، (والداسنيين قبائل كردية قسم كبير منهم أيزيديين، ومعروف أن الأيزيديين هم كورد، وإلى اليوم يُسمِّي السريان الأيزيديين، دسنايا)، بيث قطراي، بيث رمان، بيث زبدى، وأبرشيات أخرى فارسية وعيلامية وأرمنية وغيرها، (باستثناء بيت أثوريا أو بيث كلدايا، أي بلاد أو منطقة الأشوريين أو الكلدان)، وسأقتصر على ذكر الميديين والكورد والداسنيين.
من الثابت تاريخياً أن الدولة الميدية كانت قائمة في ضل الدولة الآشورية القديمة التي كانت قد أخضعت لها كل الكيانات بالقوة العسكرية، ثم سقطت الدولة الآشورية سنة 612 ق.م. على يد الكلدان والماديين، بعدها لم يبق في بلاد آشور القديمة كيان قائم سوى الدولة الميدية، وسنأخذ ما يعزز ذلك من العهد القديم، ثم التاريخ المدني والكنسي القديم خاصةً من بداية المسيحية والألف الأولى للميلاد.
وجود الدولة الميدية ضمن الإمبراطورية الآشورية في العهد القديم قبل سقوط الدولة الآشورية سنة612 ق.م.
سفر الملوك الثاني يغطي الفترة من 920–600 ق.م. تقريباً: 2 ملوك 18: 11: وسبى ملك آشور إسرائيل إلى آشور ووضعهم في حلح وخابور نهر جوزان وفي مدن مادي، و2 ملوك 6:17، وغيرها، وسفر إشعيا الذي يغطي الفترة 740–700 قم. تقريباً: إشعيا 13: 17، هاأنذا أهيج عليهم الماديين الذين لا يعتدون بالفضة ولا يسرون بالذهب، وغيرها، (ملاحظة: سفر يونان المُوجَّه بشكل خاص إلى أهل نينوى لم ترد فيه كلمة آشور مطلقاً).
وجود الدولة الميدية فقط، بدون آشورية التي أصبحت من الماضي في أسفار العهد القديم التي كُتبت بعد سقوط الدولة الآشورية سنة 612 ق.م.
نحميا 9: 39: والآن يا إلهنا الإله العظيم الجبار المخوف حافظ العهد والرحمة لا تصغر لديك كل المشقات التي أصابتنا نحن وملوكنا ورؤساءنا وكهنتنا أنبياءنا وآباءنا وكل شعبك من أيام ملوك آشور إلى هذا اليوم.
عزرا 6: 2: فوجد في احمثا في القصر الذي في بلاد مادي درج مكتوب فيه هكذا تذكار.
أستير: 1: 3: في السنة الثالثة من ملكه عمل وليمة لجميع رؤسائه وعبيده جيش فارس ومادي.
إرميا: 25: 25: وكل ملوك زمري وكل ملوك عيلام وكل ملوك مادي.
دانيال: 5: 28: فرس قسمت مملكتك وأعطيت لمادي وفارس. وغيرها كثير.
العهد الجديد (الإنجيل، الأعمال، الرسائل، الرؤيا) لم يذكر الآشوريين والكلدان إطلاقاً، بل الميديين فقط والعرب وغيرهم
عندما جاء السيد المسيح لم يكن ذكر لقوم باسم آشوريين وكلدان ولا حتى بلد آشور أو بابل، بل بقي الاسم المادي، حيث ذكر العهد الجديد الناس الموجودين الذين آمنوا بالمسيح في يوم حلول الروح القدس وحدد أنهم من بلاد بين النهرين، فذكر الماديين والعيلاميين والفرثيين، والعرب، ولم يرد ذكر آشور والآشوريين والكلدان في العهد الجديد إطلاقاً، علماً أنهما مذكورين عشرات المرات في العهد القديم وقد شنوا غارات متصلة في بلاد فلسطين وصارت لهم علاقات واسعة مع اليهود، بل إن العهد الجديد ذكر العرب وأقوام أقل شاناً وشهرةً من آشور والآشوريين كالكريتيين وفريجية وبمفلية وكبدوكية وبنتس والقيروان، إلى جانب مصر وليبيا والرومان.
1: يقول العهد الجديد: فكيف نسمع نحن كل واحد منا لغته التي ولد فيها؟ فرتيون وماديون وعيلاميون، والساكنون ما بين النهرين واليهودية وكبدوكية وبنتس واسيا، وفريجية وبمفيلية ومصر ونواحي ليبية التي نحو القيروان، والرومانيون المستوطنون يهود ودخلاء، كريتيون وعرب نسمعهم يتكلمون بألسنتنا بعظائم الله فرتيون وماديون وعيلاميون، والساكنون ما بين النهرين، واليهودية وكبدوكية وبنتس واسيا. (أعمال الرسل: 2، 8-11).(مع ملاحظة أن كثيراً من كُتَّاب ورجال دين الآشوريين والكلدان الجدد يزوِّرن حتى الكتاب المقدس فيحذفون كلمة عرب من الآية).
ونحن لن نستند إلى ما كتبه كثير من الرحَّالة والكُتَّاب الذين ذكرناهم في كتابنا والذين اعتبروا النساطرة كورداً، بل نستند إلى كتابات مؤرخي وآباء كنيسة المشرق التي تذكر الميديين والكورد والداسنيين وليس الآشوريين والكلدان، فذكروا أقواماً كثيرة في القرون السبعة الأولى للمسيحية باستثناء الآشوريين والكلدان.
2: أول أسقف لكنيسة المشرق سنة 104م هو بقيدا (فقيدا) بن بيرا، ومعناه بالكوردية، الطاعن في السن (كرونولوجيا أو تاريخ أربيل، ترجمة وتحقيق عزيز عبد الأحد نباتي، ص39).
3: قال ترتليانوس في القرن الثاني الميلادي في الكتاب الذي ألَّفه ضد اليهود: أليس بالمسيح آمن كل الأمم الفرثيون والميديون والعيلاميون والذين يسكنون بين النهرين. (المطران الكلداني أدّي شير، تاريخ كلدو وأثور، ج2 ص5).
4: قال برديصان في القرن الثاني: في سوريا والرها كان الناس يُختتنون، وعندما آمن ابجر أمر أن كل من يقطع رجولته تقطع يده، ومنذ ذلك الحين إلى الآن لا يوجد في الرها من يقطع رجولتهُ، ماذا نقول في جيلنا المسيحي الجديد، في يوم الأحد نجتمع، الإخوة في بلاد الجيلانيين لا يتزوجون بالذكور، والفرثيين لا يتزوجون بامرأتين، والذين في مادي لا يتهربون من موتاهم، والذين في فارس لا يتزوجون ببناتهم، والذين في الرها لا يقتلون نسائهم..الخ، علماً أنه يذكر الماديين كثيرا وأقوم أخرى كالهنود والفرس والعرب وغيرهم دون ذكر الآشوريين. (برديصان، شرائع البلدان، ص67).
5: مجمع إسحق سنة 410م: قُسمت مناطق الأبرشيات إلى بيث عربايا أي منطقة العرب، وقردو أي الأكراد، وكانت مطرانيه حدياب فيها أسماء كردية وفارسية وسريانية تدل على الأكراد، فكان دانيال أسقف أربيل، وأحودابوي أسقف بيث داسن، وأسقفية بيث مهقرد أي بيت الأكراد، وأسقفية شهر كرد أي مدينة الأكراد التي كانت تابعة لمطرانية باجرمي (كرخ سلوخ، كركوك) وكان مطرانها بولس، وأبرشية الميديين التي يُسميها العرب جبل العراق وفيها كرسيان حلوان والري، وأبرشية مشكنا دقردو أي خيم أو مسكن الأكراد.
6: مجمع يهبالاها سنة 420: في ديباجة المجمع كان أساقفة عديدين منهم أسقف حدياب والميديين ودر كرد.
7: مجمع داد ايشوع سنة 424م: من بين المناطق التي يمكن تشخيصها بيث ماداي، والجاثليق داد ايشوع بعد أن سجنه الفرس وأطلقوا سراحه أقام قرب قردو، ومن الأساقفة كان ازدابوزود أسقف بكرد (بيت الأكراد)، وميليس أسقف قردو أو باقردي (بيت الأكراد)، وكان من الأساقفة الموقعين على أعمال المجمع قيرس أسقف داسن في منطقة العمادية التابعة لحدياب، وآرادق أسقف مشكنا دقردو أي مسكن أو مخيم الأكراد، ودانيال أسقف أربيل.
8: مجمع آقاق سنة 486م: كان من بين الحاضرين والموقعين إبراهيم أسقف مادي.
9: مجمع بابي سنة 497م: كان من الأساقفة بولس أسقف شهرقرد، وبابي أسقف مادي، وإبراهيم أسقف مهقرد، وماره رحميه أسقف داسن، ويوسف واكاي أسقفا حدياب، وسيدورا مطران حدياب.
10: مجمع آبا سنة 544م: حنانيا أسقف أربيل وكل حدياب، وإبراهيم أسقف شهرقرد، وفي هذا الزمان آقاق أسقفاً لمادي، وفي زمن المجمع كان برصوم هو أسقف قردو.
11: مجمع يوسف 554م: آقاق أسقف مادي وبرصوما أسقف قردو ومشبحا.
12: مجمع حزقيال 576م: حنانا مطران أربيل، قاميشوع أسقف بيث داسن.
13: مجمع إيشوعياب الأول سنة 585م: كليليشوع أسقف بطبياثي والكرد.
14: مجمع سبريشوع 598م: سورين أسقف شهر قرد، والجاثليق سبريشوع سكن جبال قردو.
15: مجمع غريغور سنة 605م: مارثا أسقف قردو، وبورزمهر أسقف داسن، سورين أسقف شهر قرد، ويوناداب أسقف أربيل ومطران حدياب ويزداكوست أسقف مادي. (من نقطة 4-15، انظر، أدّي شير، تاريخ كلدو وأثور، ج2 المقدمة ص13–18، 103، 119، 159، 174، 176، 194، 200، 203، 213، 220، ويوسف حبي، مجامع كنيسة المشرق، ص78–83، 109-121، 149، 173، 191-203، 213-214، 320-322، 451، 470-472).
16: إيليا برشينايا +1046م في تاريخه بعد أن يعدد ملوك الآشوريين القدماء، يقول: انتقلت مملكة الآشوريين إلى الميديين، ثم يعدد ملوك ميديا، ص45، ولم يذكر الآشوريين والكلدان في العهود المسيحية إطلاقاً، لكنه ذكر قردى، ص133، وأقوام أخرى كالعرب والفرس واليونان، وغيرهم.
17: سليمان مطران البصرة (قرن13): لم يذكر الآشوريين والكلدان القدماء بل اعتبرهم كلهم ميديين. (كتاب النحلة، ص158).
18: يقول التاريخ السعردي: الربن يشوع في القرن الخامس تتلمذ في مدرسة ثمانين في قردو وبنى ديراً في موضع للأكراد، ونهاية القرن السادس بنى الربن سابور ديراً في جبل تستر وتلمذ الأكراد، والربن يوزادق بنى ديراً في قردو. (التاريخ السعردي، ج2 ص140، 196).
19: يقول أدّي شير في كتابه تاريخ كلدو وأثور، ج2: استشهد نرسا أسقف شهر قرد سنة 344م تقريباً، ص78، وشرق كركوك بنيت كنيسة على اسم القائد الكوردي طهمازكرد الذي قتل مسيحيين كثيرين منهم مطران شهر كرد، ثم نَدم واعتنق المسيحية، ص126، ويذكر أدّي بوسي بن قورطي (ابن الكوردي)، برحذبشابا من قردو، إبراهيم المادي، ص135، والقديس بابويه نَصَّر خلقاً من الكورد، ص146، ويوحانون دآذرمه شيَّد ديراً في داسن، ص260، ونونا شيَّد ديراً في منطقة قردو، ص261، وبسيما ولد في قردو ووسع دير كفرتوثا، ص263، واوكاما أسس ديراً في قردو، ص264، ودير بيث كشوح يقع قرب أربيل، ودير قيبوثا في جبل جودي في قردو، ص268، ومدرسة أربيل، ص269.
20: يقول الأب يوسف حبي في كنيسة المشرق الكلدانية– الأثورية: وانتشرت المسيحية في بلاد الميديين، ص 196، وهناك سبايا في أرض الميديين، وكان هناك أبرشية باسم مقاطعة مادي ومقاطعة باسم قردو (الأكراد)، ص32–33، واسم قرية باطنيا هو بيث ماداي، أي مكان الماديين، ص166، ويضيف في كتاب فهرس المؤلفين: إن برصوم ولد في بيث قردو، ص61، وبرشابا أسقف شهر قرد هو تلميذ مار آبا، ص68، ومشيحا زخا أسس ديرا في داسن، ص104، وداود بن ربن هو أسقف الأكراد أيام الجاثلقين طيمثاوس وايشوع برنون، ص112، وكان هناك دير برسيما في قردو، ص72.
21: يقول ألبير أبونا في تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية: لم يقتصر تبشير ماري على المدائن بل شمل مناطق نصيبين وارزن وحدياب وداسن وزوزان وكورا، وجاء إلى شهرقرد وبيث كرماي وبيث اردان وكشكر وواسط وميسان وقني وبيث هوزاي ومنها بيث فرساي (منطقة الفرس)، ج1 ص15، ويوحنا الدلياثي ترهَّب في دير يوزداق في منطقة قردو نحو سنة 700 م، ج2 ص111، والربان هرمز الفارسي انطلق إلى جبال قردو وأقام ديره في الجبل المطل على ألقوش، ج3 ص255، ويضيف في كتابه ديارات العراق: إن دير مار أورها في باطنايا مؤسسه إبراهيم المادي من بيث ماداي من القرن السابع، ص106، وينقل عن يشوع دناح في كتاب العفة: إن بعض الرهبان المصريين جاؤوا إلى منطقة قردو وبازبدي، ص16، ودير أبون مار آوا يقع في منطقة قردو التي كان فيها مدرسة اسمها ثمانون، ص55، تعلم فيها إيشوعياب المولود سنة 577م وأسس ديراً هناك، ص72، ومار حبيب أسس ديراً على جبل زامر كان من دير قردو، ص272، دير بيث نسطورس قرب حدياب، ومؤسسه رجل من نواحي داسن حوالي سنة 600م، ص247.
22: يذكر يذكر الأب جان فييه الدومنيكي: منذ القرن السادس كان النساطرة أنفسهم يُسمُّون الجهات الواقعة شمال أربيل وهي جزء من حدياب “بيث قرطوايي أي بلاد الأكراد، ولديهم أبرشية غرب الزاب الصغير اسمها بيث قورطوايي منها الأسقف عوديشو القورطوايني (الكوردي)، وعند البحث عن أول مطران لهذه البلاد سنجد أن الأبرشية كانت متحدة مع أبرشية بلاد التيوس التي تعرف بيث طبياثا، وكان للاثنين راعي واحد، وهناك قرية باسم كوردي ساراو، وقرية باطنايا هي قرية الميديين، بيت الميديين، وحتى مقاطعة النساطرة اسمها، “بيث آرامايي النسطورية، بيت الآراميين“، وليس بيت الآشوريين أو الكلدان، ويذكر فييه مقاطعات لأقوام عديدة بدون ذكر لمقاطعة لكلدان وآشوريين، ويقول: لم أجد أبداً في التاريخ مصطلح بيت الأثوريين، (جان فييه الدومنيكي، آشور المسيحية، ج1 ص144، 167، 306، ج2، ص399، 560، ج3، ص193، وانظر مقالهُ: السريان الشرقيون، سوريَيَا مدنحايا Madenkha Suryaya).
23: يوجد عدد من آباء النساطرة لقبهم القورطوايني أي الكوردي، كالأسقف عوديشو القورطوايني المنتسب إلى بلاد قرطوايي، والمطران كليل يشوع مطران طبياثا والكورد المعروف كليل يشوع من كردستان (القورطوايني) الذي حضر مجمع الكنيسة سنة 585م، وداود القورطوايني مؤلف كتاب الفردوس الصغير، وعاش في عهد البطريرك النسطوري طيمثاوس الأول (780–823م)، ومار برشابا مطران لشهر قرد. (المصدر السابق) علماً أنه عدا لقب الكوردي في تاريخ السريان النساطرة، هناك آباء لُقِّبوا بالسرياني مثل أفرام، أفراهاط الفارسي، فثيون الداسني، يوحنا العربي، وغيرهم، وهي ليست ألقاب جغرافية محدودة بمنطقة أو مدينة فقط، بل ألقاب مرتبطة بقوم لهم هوية ولغة..إلخ (ألقاب قومية بالمفهوم المعاصر)، بينما في كل تاريخ النساطرة لا يوجد شخص واحد، قديس، بطريرك، مطران، كاهن..إلخ، لقبه أشوري أو كلداني.
24: يقول مطران الكلدان سليمان الصائغ: إن بلاد أثور عُرفت في مصادر كنيسة المشرق، ببلاد داسن العليا (ܕܣܢ ܥܠܝܬܐ)، وكانت تمتد من جبال عقرة والزيبار جنوباً، إلى جبال الهكارية شمالاً، ومن الزاب الأكبر شرقاً إلى أطراف العمادية غرباً. (مجلة النجم، 1928م، ص78).
25: إلى اليوم أغلب عوائل الآشوريين والكلدان الجدد تحمل ألقاب عشائر كردية مثل، زيباري، ريكاني، برواري، سورجي، بارزاني، وغيرها.
وشكراً/ موفق نيسكو
((النظرة العبرية القومية بقيت عندهم مُتجذِّرة، إلى أن سمَّاهم الغرب حديثاً كلداناً وآشوريين ….)) عزيزي النظرة العبرية المتجذَرة آتية من إعتناقهم للمسيحية ومحبة المسيح العبري اليهودي, نحن نرى اليوم آلاف الكورد يدعون أنساباً عربية وبعض يدعون السيادة محبةً بآل محمد وليس لها ذرّة من الحقيقة . لماذا لم يسميهم الغرب بالعبرانيين أو الآراميين أو اليهود , وكيف إخترعوا لهم هذا الإسم ؟
الميديون الفرس أحسنوا لليهود السبايا ولهذا فقد حسن ذكرهم في التوراة على طول الخط بينما الآشوريون / والكلدان سنحاريب ونابوخذ نصر دمروهم , والكتابات العبرانيت لم تدوّن إلا بعد التحرير البابلي الفارسي , دوّنت القصص المروية قبل ألف عام ومنها نكبات العبرية على يد الآراميين العراقيين . تريد أن تقول أنهم جميعاً قد إنقرضوا عن بكرة أبيهم ثم حفنةٌ من أسرى اليهود تكونت منهم هذه الاقوام الآرامية المسيحية كلها ألا تشعر بأنّ مثل هكذا إستنتاج بأنه خيالي وساذج ؟ أم تريد أن تقول أن الآشوريين والكلدانيين والأموريين القدماء كانوا كُرداً فهذا باطلٌ من أساسه , حروبهم مع الكورد لم تتوقف لحظةً وثوراتهم أثناء الحكم الأشكاني والساساني لم تتهدأ حتى الزحف الإسلامي ولا يُمكنك العثور على مسيحي واحد من أصل كوردي هم توغلوا في كوردستان ويعيشون مع الكورد في نفس الوطن لأن الإسلام العربي دفعهم جميعاً إلى الشمال كالئيزديين تماماً