صار هناك يقين بين الاوساط والمحافل الدولية من حقيقة کون طهران مسٶولة عن الهجوم على ناقلتي نفط في بحر عمان، مثلما إنها متورطة تلقائيا في الهجمات التي شنتها أذرعها في العراق ضد أهداف أمريکية وکذلك شن الحوثيين هجمات صاروخية ضد مطار أبها السعودي، وتفسر معظم هذه الاوساط والمحافل الدولية التصرفات الايرانية على إنها ردود فعل لقوة تأثير الضغوط الخارجية على الاوضاع في إيران وتناغم ذلك مع إستمرار التوتر الداخلي وحالة الاحتقان بحيث إن أوساط إيرانية مسٶولة تٶکد بإمکانية حدوث إنفجار شعبي داخلي من الصعب جدا السيطرة عليه، وطهران تريد من وراء ذلك إختصار الطريق الطويل جدا الذي وضعه الامريکيون أمامها حتى تنهار تماما أمام الضغوط لأي سبب کان.
الاستعجال الايراني من أجل إستباق الاحداث والتطورات، يٶکد على إن طهران الطرف الاکثر تضررا والاصعب موقفا ووضعا من مختلف النواحي، خصوصا وإن مظاهر السخط والتبرم من جانب الشعب الايراني من خلال التحرکات والتجمعات الاحتجاجية التي لايبدو إنها تلقى آذانا صاغية لها من قبل السلطات الايرانية، کما إن نشاطات الخلايا الداخلية التابعة لمجاهدي خلق والتي تهاجم المقرات والمراکز الامنية وتقوم بإحراق وتدمير النصب واللافتات التي تحمل صور خميني وخامنئي أو شعارات تمجد النظام بالاضافة الى التظاهرات الصاخبة للآلاف من الايرانيين في العواصم الاوربية والغربية والتي صارت تلفت أنظار الرأي العام العالمي ولها تأثير ووقع على الشعب الايراني، فإن کل هذه الامور مجتمعة تنذر النظام في طهران بأن الافق الملبد بالغيوم لن يحمل أية بشارة خير له.
ليس يملك النظام في إيران من أي خيار بعد أن صار الخيار السياسي التفاوضي و الخيار العسکري للولايات المتحدة الامريکية متشابهان ويقودان لنفس النتيجة، سوى أن يلجأ الى العمل من أجل خلق حالة من التوتر والاضطراب والإيحاء بأن أي تطور غير عادي في إيران يقود الى خلخلة وإنهيار النظام في طهران، سوف يکون بمثابة زلزال مدمر للمنطقة ويخرج عن السيطرة تماما، وهذا الامر تسعى طهران للترويج له عبر مختلف القنوات وإقناع بلدان المنطقة به وخصوصا البلدان الخليجية، إضافة الى تخويف البلدان الغربية التي لها مصالح في المنطقة من آثار وتداعيات ماقد ينجم عن سقوط النظام لکن لايظهر کما يبدو في المواقف وردود الفعل الغربية بأن الدول الغربية تثق کاملا بما تقوله وتوحي له طهران، کما إن بلدان المنطقة أيضا تنظر بعين الشك لهذه المزاعم، فيما تٶکد مجاهدي خلق بأن النظام يريد من خلال هذا الزعم الکاذب أن يخلص نفسه من سقوط محتم خصوصا وإنه قد وصل الى منعطف لايمکنه العودة منه أبدا.