الولايات المتحدة ألأمريكية اصبحت شرطي العالم بعد زوال الاتحاد السوفييتي وحلف وارشو , وقامت بتدشين مكانتها الجديدة في احتلال العراق بالرغم من عدم موافقة مجلس الامن الدولي والمعارضة العالمية شعبيا حيث تصدر الراي العام العالمي موضوع تحرير العراق وخرجت الملايين بتظاهرات عارمة في كل انحاء العالم والعواصم معلنة رفضها التام أنذاك لما يسمى بقرار تحرير العراق كما ادعت امريكا وبريطانيا وألأفتراء بامتلاك العراق لاسلحة الدمار الشامل ومساندته ألأرهاب العالمي وتعاونه مع القاعدة ومشاركته في ضرب برج التجارة العالمي في امريكا وقد اثبتت ألأيام والتحقيقات بأن لا وجود لاسلحة الدمار الشامل في العراق , اما موضوع وجود حكم ديكتاتوري في العراق فقد كانت الولايات التمتحدة ألأمريكية هي التي ساعدت في نشوء الديكتاتورية في العراق بالمال والسلاح , وبنفس الوقت هناك الكثير من دول العالم والتي لها علاقات صداقة متينة مع الولايات المتحدة الامريكية هي راعية لانظمة ديكتاتورية بامتياز, والمفروض ان تقوم الشعوب نفسها في عملية تقرير المصير والتخلص من الحكام الفاسدين بدون تدخل خارجي كما حصل في العراق وتم تسليم دفة الحكم الى من جاء بالدبابة الامريكية مع المحتل وحصل ما حصل من انهيار الدولة بكل مفاهيمها وقيمها واستلمت الفوضى شكل نظام الحكم الطائفي القائم على اساس المحاصصة ألأثنية والتي تسمح للفساد ان يعشعش وتكبر حيتانه التي لا تشبع من اموال السحت الحرام وقد اثبت نظام الاسلام السياسي فشله في العملية السياسية وخراب البلد وتعريضه للافلاس في كل نواحي الحياة , فالمواطن غير مطمئن على حياته والوضع الصحي متدهور , محاربة الفكر على قدم وساق وهرب الاطباء وجميع العقول النيرة الى خارج الوطن ’ محاربة الثقافة وتجهيل الجماهير وتفشي ألأمية وانتشار الامراض والتجارة بالادوية وتزوير تواريخ انتهاء الصلاحية وكثرة المشاريع الوهمية والمتلكئة وعدم وجود سلطة تقوم بمحاسبة المرتشين ومزوري الشهادات الذين بدورهم تبوأوا مناصب مهمة في الدولة زادت الطين بلة , سيادة العراق ضاعت بين امريكا وايران ناهيك عن استغلال معظم دول الجوار ضعف الحكومة العراقية لتدلو بدلوها ان كان اقتصاديا او سياسيا او توسيع مساحات حدودها او المشاركة في استغلال أبار النفط الواقعة على حدود الدولتين كما تفعل الكويت , والتي سبق واعطت رشاوى كبيرة لمسؤولين عراقيين ليوافقوا على توسيع حدودها البحرية (كما في خور عبد الله).لنرجع الى الواقع المرير في العلاقات بين امريكا وايران التي تهدد المنطقة باهوال حرب تحرق الاخضر واليابس المؤجلة في الوقت الحاضر بسبب قرب ألآنتخابات الامريكية والتي يريد ترامب اعادة انتخابه كرئيس للولايات المتحدة الامريكية.ان ترامب هو الذي خرج من اتفاقية البرنامج النووي العالمي الذي وقعت عليه روسيا والصين واليابان والاتحاد الاوروبي والجمهورية الاسلامية ايران , وتصرف كشرطي للعالم في منع بيع النفط الايراني وفرض العقوبات الاقتصادية ليس على ايران فقط بل كل من يتعاون معها وانسحبت شركات ضخمة وفسخت عقودها مع ايران نتيجة العقوبات الامريكية على ايران وكل من يتعاون معها وسيكون العراق الخاسر الاكبر في حالة نشوب حرب شاملة بين الدولتين .
طارق عيسى طه