الخميس, نوفمبر 28, 2024
Homeاخبار عامةمجموعة العشرين: هكذا تأسست وهذه أهدافها

مجموعة العشرين: هكذا تأسست وهذه أهدافها

.

انطلقت كمنتدى لوزراء المالية وحكام المصارف المركزية وباتت أهم منصات التقاء قادة العالم

التحضيرات في مدينة أوساكا اليابانية لاستقبال قمة قادة مجموعة العشرين (صفحة قمة أوساكا على تويتر)

سنة تلو الأخرى، تكتسب قمة مجموعة العشرين اهتماماً متزايداً، مع تحوّلها إلى منصة تجمع قادة أهم 20 دولة في العالم، من حيث القدرات الاقتصادية. ومع التداخل الفائق بين عالمَي الاقتصاد والسياسة، باتت المسائل السياسية حاضرة بقوة على طاولة مجموعة العشرين، في لقائها السنوي. فما هي هذه المجموعة، ولماذا تأسست وكيف تعمل؟     

من رحم مجموعة السبع 

في أعقاب الأزمة المالية الآسيوية، التي بدأت في صيف عام 1997 في تايلند، جراء انهيار عملة البات التايلندي وتوالي سقوط عملات دول شرق وجنوب شرقي آسيا، تأسّس منتدى “مجموعة العشرين” عام 1999، بغية مناقشة سياسات اقتصادية لتعزيز الاستقرار المالي العالمي، منبثقاً من “مجموعة السبع” للدول الصناعية الكبرى.

ففي اجتماع وزراء مالية الدول السبع، في 26 سبتمبر (أيلول) عام 1999، أعلن رسمياً تأسيس مجموعة العشرين، التي عقدت جلستها الافتتاحية في 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) من العام ذاته، في مدينة برلين الألمانية.

19 دولة في مجموعة الـ 20

تضمّ مجموعة العشرين 19 دولة، يضاف إليها الاتحاد الأوروبي، ممثلاً بالمفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي، من القارة الأميركية، الولايات المتحدة وكندا والمكسيك والبرازيل والأرجنتين، ومن القارة الأوروبية، بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا، ومن القارة الآسيوية، روسيا والصين والهند وإندونيسيا واليابان وكوريا الجنوبية والسعودية وتركيا، ومن أفريقيا جمهورية جنوب أفريقيا، وأستراليا من القارة الأوقيانية.

يمثّل مجموع اقتصادات هذه الدول حوالى 85 في المئة من الناتج الإجمالي العالمي، وأكثر من 75 في المئة من التجارة العالمية، وتمثّل دول مجموعة العشرين ثلثي سكان العالم ونحو نصف مساحة اليابسة على الكرة الأرضية.

رئاسة المجموعة

ويقسّم أعضاء المجموعة، ما عدا الاتحاد الأوروبي، إلى خمس مجموعات، في كل منها أربع دول، سوى المجموعة الثالثة مؤلفة من ثلاث دول، تتبادل سنوياً وبشكل دوري رئاسة المنتدى.

وفيما تضمّ كل من المجموعات الثالثة والرابعة والخامسة، دولاً من منطقة جغرافية واحدة، تتألف المجموعتان الأولى والثانية من دول مختلطة جغرافياً.

وعلى الرغم من اكتساب جميع الأعضاء حق رئاسة المنتدى، عندما يحين دور مجموعتهم، إلا أن مداورة الرئاسة داخل المجموعة الواحدة غير إلزامية، ويعود لكل مجموعة اختيار الرئيس الذي يمثلها، بعد التفاوض في ما بينها.

المجموعة الأولى المجموعة الثانية المجموعة الثالثة المجموعة الرابعة المجموعة الخامسة
أستراليا الهند الأرجنتين فرنسا الصين
كندا روسيا البرازيل ألمانيا إندونيسيا
السعودية جنوب أفريقيا المكسيك إيطاليا اليابان
الولايات المتحدة تركيا المملكة المتحدة كوريا الجنوبية

ترويكا إدارية

تدير مجموعة العشرين شؤونها، من دون وجود أمانة عامة أو مكاتب دائمة خاصة بها، بل يؤسس كل من يتولى رئاسة المجموعة فريقاً خاصاً به، يشرف على تنظيم نشاطات المجموعة واجتماعاتها، طوال سنة ولايته، التي تبدأ في الأول من ديسمبر وتنتهي في 30 نوفمبر (تشرين الثاني)، من كل عام.

وحرصاً على استمرار العمل في المجموعة، تساند مهام الرئاسة ترويكا مؤلفة من الرئيس الحالي للمجموعة والرئيسين السابق والمقبل، ففي قمة أوساكا اليابانية لعام 2019، تساند اليابان كلاً من الأرجنتين، الدولة المضيفة السابقة، والسعودية، الدولة المضيفة للقمة المقبل.

انطلاق قمم القادة

وبينما كانت جميع اجتماعات المجموعة مقتصرة، منذ تأسيسها، على وزراء المالية وحكّام المصارف المركزية، تحوّل المنتدى عام 2008، عقب الأزمة المالية التي ضربت العالم حينها، إلى قمّة سنوية لقادة مجموعة العشرين، يحضرها رؤساء الدول والحكومات ووزراء الخارجية.

وفضلاً عن قمة القادة، يواظب كبار مسؤولي دول مجموعة العشرين على عقد اجتماعات في ما بينهم لمواكبة الأحداث الاقتصادية في العالم ومعالجة مسائلها، بغية تعزيز نمو الاقتصاد العالمي.

وإضافة إلى ممثلي دول مجموعة العشرين، يحضر القمّة السنوية ممثلون عن ضيوف دائمين، هم إسبانيا ورابطة أمم جنوب شرقي آسيا (أسيان-(ASEAN والاتحاد الأفريقي والشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا. كذلك يحقّ للدولة المستضيفة دعوة دولة واحدة، وفي بعض الأحيان أكثر، لحضور القمة، التي يشارك فيها أيضاً ممثلو بعض المنظمات الدولية، منها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية.

أجندة واسعة للمجموعة

في السنوات الأولى لانطلاق مجموعة العشرين، تركّز البحث فيها على سبل تأمين استدامة الديون السيادية والاستقرار المالي العالمي، ومع مرور الوقت، توسّعت نقاشات المجموعة، وباتت تشمل البحث في نمو الاقتصاد العالمي والتجارة العالمية وتنظيم الأسواق المالية، إضافة إلى مسائل أخرى، كالطاقة والبيئة والتغير المناخي وتمكين المرأة.

وعلى الرغم من أن مجموعة العشرين ليست منظمة دولية قادرة على اتخاذ قرارات ملزمة قانونياً لأعضائها، غير أن لمباحثاتها أهمية دولية، تفرض مسؤولية معنوية عليهم أمام الرأي العام.

وفيما تعقد قمة عام 2019 في مدينة أوساكا اليابانية، وسط أجواء التوتر المرتفعة بين الولايات المتحدة وإيران حالياً، يتوقّع أن يستمرّ الجدل داخل المجموعة، بشأن التغير المناخي والسياسات الحمائية ومكافحة الإغراق، خصوصاً مع الحرب التجارية الدائرة بين واشنطن وبكين.

تراجع بين عامي 2017 و2018

فعلى الرغم من تمكّن المجموعة، في قمة عام 2017 في مدينة هامبورغ الألمانية، من التوصّل إلى تسوية مناخية، تحفظ فيها اتفاق باريس المناخي مع السماح للولايات المتحدة بانتهاج سياسة مناخية مختلفة بعد انسحابها من الاتفاقية، فشلت قمّة عام 2018، في بوينس آيرس في الأرجنتين، في التوصّل إلى إستراتيجية عالمية لمكافحة التغير المناخي، مع رفض واشنطن الصريح هذا الأمر.

كذلك على الصعيد التجاري، شهدت قرارات المجموعة تراجعاً بين عامي 2017 و2018، إذ اضطرت المجموعة في قمّة الأرجنتين على تفادي استخدام عبارة مكافحة “الحمائية” في بيانها الختامي، لاعتراض واشنطن عليها، بعدما انتزعت موافقتها في قمّة هامبورغ السابقة على إدانة “الحمائية”.

فهل ستتمكّن قمّة عام 2019، من إخماد الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، وبين هذه الأخيرة والاتحاد الأوروبي؟ الإجابة رهن اليومين المقبلين.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular