الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Homeمقالاتماهر ضياء محيي الدين : روسيا تنذر حلفائها

ماهر ضياء محيي الدين : روسيا تنذر حلفائها

 

الملامح النهائية لازمة السورية بدأت تلوح في الأفق القريب جدا ، من خلال مجريات الأحداث اليومية ، وتغير مواقف بعض الإطراف نحو حسم الأمور وإنهاء الأزمة السورية وإيجاد تسوية شاملة لها والحفاظ على وحدة أراضيها ، بشكل يضمن مصالحالبعض دون الأخر، وبدء مرحلة الأعمار   والبناء وعودة النازحين  إلى  مدنهم ،لكن المهمة ليست بهذا السهولة في ظل إصرار الآخرين على مواقفهم التي لا تصب في مصلحة الكثيرين  .

التصريحات الأمريكية الأخيرة تأكد على مسالة واحدة في الملف السوري ،  إنهاء الوجود الإيراني  ونفوذها في  الأرض العربية ،  بعدما كانت في السابق تريد إسقاط النظام وإزاحة الأسد عن السلطة، ليكون عدوها الأولى اليوم الإيراني ، وهناك شبة أجماع بين حلفاء أمريكا على هذا الأمر مثل فرنسا على بقاء الأسد ، وإنهاء الدور الإيراني في سوريا .

حتى الموقف الروسي يدعم هذا الأمر بإنهاء الوجود الأجنبي في الأرض السوري ، ومفاوضاته في أقناع الإيراني بإنهاء وجودهم لن تأتي ثمارها ، وسط تمسك الإيراني بموقفهم ببقاء قواتهم في سوريا ، لان مصلحتهم تقضي ببقائهم ، وهو الأمر الذي ترفض روسيا وأمريكا جملة وتفصيلا .

التقارب الأمريكي الروسي في هلسنكي عزز علاقات البلدين، لتبدأ صفحة جديدة من خلال تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك بينهما ، بعد سبات  طويل  من العلاقات الملتهبة  ولغة التهديد والوعيد المتشنجة ، لكن   مقابل  ذلك فتحت أبواب جهنم على تركيا وإيران وبسبب بسيط تضارب المصالح المشتركة , لتكون العقوبات الاقتصادية الورقة  الأمريكية الأولى الضاغطة  اتجاه البلدين،والورقة الثانية  الضربة العسكرية المحتملة ضد سوريا خلال قادم الأيام ، وبحجة استخدام الأسلحة الكيميائية .

الإنذار الروسي يحمل اربعة احتمالات،الأول أن الضربة الأمريكية القادمة ستكون اشد واعنف من كل الضربات السابقة،وستشمل عدة أطراف أخرى ولا تتوقف عند ضرب  بعض مواقع الجيش السوري .

الإنذار الثاني رسالة روسيا واضحة  وصريحة وشديدة اللهجة إلى إيران وتركيا أن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي اتجاه هذان البلدان ، بمعنى العقوبات الاقتصادية ثم ضربة عسكرية شاملة ، لتكون المرحلة الثالثة  من  التصعيد  اشد  مما سبق  بكثير ، لذا عليهم توقع المزيد من التهديدات والضربات والعقوبات حتى تجلس جميع الأطراف على طاولة واحدة ، وتضع النقاط على الحروف من جديد ، وتكون هناك اتفاقيات جديدة تبرم وفق متغيرات المرحلة الراهنة ، وبشروط تختلف عن الاتفاقيات السابقة ،تضمن مصالح الكبار في عدة ملفات .

 رابع الإنذارات معركة  ادلب  على  الأبواب  والقوات  السورية  أكملت  العدة والعدد لبدء هجومها على المدينة مع حلفائها، وأمريكا حذرت من عواقب الهجوم عليها ، ومع التقارب الأمريكي – الروسي تغيرات اللغة الروسي من لغة استخدام القوة في تحريرالمدن  إلى لغة الحوار لإنهاء مشكلة  مدينة  ادلب ومدن أخرى سوريا مازالت خارج سيطرة النظام السوري .

 

روسيا ستقف بعيدا عن انعكاسات الضربة المتوقعة ضد حلفاء الأمس ولن تتدخل ، وعليهم تحمل عواقبها وتأزم الأمور نحو الأسوأ ، ليكون المشهد معقد للغاية وتكون كل الاحتمالات والتوقعات متوقعة الحدوث وهو الإنذار الثالث .

طاولة الحوار والتفاوض الحل الأمثل لجميع أطراف ألازمة ، لان التصعيد لن يخدم إي طرف ،  وسيدفع الثمن  باهظ  جدا من يصر على موقفه مع تغير مواقف نحو إنهاء الأزمة السورية بشكل يضمن مصالح الكبار ، وفي مقدمتهم إسرائيل التي تضغط على روسيا وأمريكا ، لإنهاء الوجود الإيراني الذي يهدد أمنها القومي .

روسيا تنذر حلفائها ولم تحذر حلفائها ، لترمي الكرة في الملعب الأمريكي من جهة،ومن جهة أخرى في ملعب حلفائها الإيراني والتركي والسوري  .

 

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular