من خلال الاحداث والتطورات الاخيرة التي جرت على صعيد الملف الايراني والموقف الحذر والمسٶول للرئيس الامريکي ترامب وعدم تسرعه، فقد إستغل القادة والمسٶولون الايرانيون ذلك بصورة ملفتة وسعوا للإستفادة منه وإستغلاله الى أبعد حد خصوصا عندما طفقوا يوظفونه إعلاميا من خلال اللوبي الاعلامي التابع لهم ويزعمون بأن الولايات المتحدة باتت تخاف منهم وتتجنب المواجهة معهم خصوصا بعدما أسقطوا طائرة أمريکية مسيرة وتعرضوا لناقلتي نفط في بحر عمان، وهناك حاليا نوع من التهويل الاعلامي بشأن صعوبة وخطورة مواجهة الولايات المتحدة الامريکية مع النظام الايراني ولاسيما عندما يبادر الميجر جنرال غلام علي رشيد، القائد في الجيش الايراني، الى الزعم بأنه “إذا اندلع صراع في المنطقة فلن تتمكن أي دولة من التحكم في نطاقه وتوقيته” وهو کلام فيه الکثير من التهويل والمبالغة ولايعني شيئا ضمن الحسابات العسکرية.
قادة النظام الايراني الذين يظهر واضح على تصريحاتهم، إنهم يصورون القدرات التي يمتلکونها بمستوى الوقوف بوجه الولايات المتحدة فيما لو إتخذت خيار الحرب، ولکن وعندما يزعمون بأنه”إذا اندلع صراع في المنطقة فلن تتمكن أي دولة من التحكم في نطاقه وتوقيته”، وإن الفوضى ستعم المنطقة لأنه ليس هناك من بديل للنظام! وهذا الکلام فيه الکثير من المبالغة والتناقض الحاد، إذ أنه وفي الوقت الذي يٶکدون بأن نظامهم سيبقى صامدا بوجه الامريکيين فإنهم يزعمون بأنه لابديل لهم!! إذ لماذا يتحدثون عن موضوع بديلهم إذا کانوا واثقون من صمودهم وبقائهم؟
بموجب مختلف الحسابات العسکرية المطروحة من قبل الاوساط العسکرية المختصة التي تراقب التطورات بين واشنطن وطهران، فإن معظمها واثقة من إن إيران لاتتمکن من الصمود لبضعة أيام على أبعد تقدير أمام الهجوم الامريکي، خصوصا وإن جبهتها الداخلية متضعضعة وفيها الکثير من الثغرات ناهيك عن إن الشعب الايراني والمقاومة الايرانية يعلنانها صراحة بأنهما ليس مع النظام في هذا المنعطف الذي قاد بنفسه الاوضاع إليها، مع ملاحظة إن أي إرباك في الجبهة الداخلية من جراء حدوث الهجوم الامريکي سيقود الى تعرض النظام لضربة قاتلة من جانب الشعب والمقاومة الايرانية اللذان يتربصان بهذا النظام الذي أذاق الشعب الايراني الذل والهوان وکان سببا أساسيا لکل مصائبه وويلاته ومعاناته.
حدوث المواجهة وسقوط النظام الايراني سينجم عن إمساك المجلس الوطني للمقاومة الايرانية”وهو تنظيم يضم أجنحة وأحزاب وشخصيات تمثل کافة مکونات الشعب الايراني” بزمام الامور في داخل إيران، ولديها برنامج سياسي واضح للفترة الانتقالية ولذلك فإنه کل شئ سيکون تحت السيطرة وليس العکس.
