وفيما يتعلق بالعامل الأمريكي في تطورات العلاقات القطرية-التركية، قال التقرير أن الولايات المتحدة تحرص على التوفيق بين قطر ومعسكر المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة حتى يكون لها جبهة موحدة ضد إيران في الخليج. ولقبول قطر مرة أخرى في هذا المعسكر، يريد حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة من قطر أن تنهي دعمها لجماعة الإخوان، وكذلك أن تنأى بنفسها عن تركيا وأن تنهي شراكتها العسكرية معها. ولفت إلى إن “الزيارة المقبلة لأمير قطر لواشنطن في 9 تموز/ يوليو قد تؤثر على كيفية تطور الخلاف بين جيران الخليج.”
سحب الاستثمارات القطرية
ويبلغ إجمالي الاستثمارات القطرية الرئيسية المعروفة في تركيا حوالي 6 مليارات دولار وجميعها تعود إلى سنوات قبل عام 2018. وعندما يتعلق الأمر بـ 15 مليار دولار من الاستثمارات التي تم التعهد بها العام الماضي، فليس هناك ما يمكن أن يراه الجمهور التركي.
وأعتبر التقرير أن الأمير تميم بن حمد آل ثاني، الذي يدين للرئيس رجب طيب أردوغان بامتنانه لدعم أنقرة ضد المقاطعة التي تقودها السعودية ضد الإمارة الصغيرة، فشل في الوفاء بوعوده. والأكثر من ذلك، بدأ المستثمرون القطريون بالانسحاب من تركيا في خضم الاضطراب الاقتصادي المستمر. وتابع: “على أية حال، لا يمكن تفسير أي إحجام قطري عن الاستثمارات الجديدة أو سحب الاستثمارات الحالية بالظروف الاقتصادية السيئة في تركيا وحدها، حيث إن العوامل السياسية الصعبة تلعب دورًا كبيرًا.”
وفي الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام، خرج 4.6 مليار دولار من الاستثمارات القطرية من سوق إسطنبول للأوراق المالية، وذلك وفقًا لأرقام صادرة عن الجهات الحكومية في تركيا.
من حيث الاستثمار الأجنبي المباشر، ساهم القطريون بمبلغ 35 مليون دولار فقط في إجمالي 3.2 مليار دولار في الأشهر الأربعة الأولى من العام، بما في ذلك 1.9 مليون دولار تم استثمارها في العقارات، وفي نفس الفترة من عام 2018، بلغ الاستثمار الأجنبي المباشر من قطر 73 مليون دولار.
واضاف التقرير: “كخطوة أولى بعد التعهد بـ15 مليار دولار استثمارات، وقع البنك المركزي التركي والقطري على اتفاقية لتبادل العملات في آب/ أغسطس الماذي، وبموجبها قاموا بمقايضة مبالغ تعادل 3 مليارات دولار. ومع ذلك، فإن مقايضة العملات بين البنوك لا يمكن اعتباره استثمارًا، وفقًا لأوغور جورس وهو خبير اقتصادي تركي مشهور، فإن العملية لم تتجاوز ضخ بعض الاحتياطيات الأجنبية للبنك المركزي التركي”.
لا شك أن الظروف الاقتصادية والسياسية في تركيا تؤثر على القطريين أيضًا، كما أثرت على غيرهم، إذ يبدو أن شركة “ديجيتورك” Digiturk، التي اشترتها مجموعة BeINالإعلامية القطرية في عام 2015، تعيش حاليا في حالة يرثى لها. قال المعلق الاقتصادي بادر أوزغور إن عدد المشتركين في شركة ديجيتورك انخفض إلى 2.4 مليون بعد أن كان 3 ملايين على مدار السنوات الأربع الماضية، ما أدى إلى انخفاض في عائدات الإعلانات. ونتيجة لذلك، لا ترغب الشركة في دفع 1.5 مليار دولار مقابل حقوق البث لمدة ثلاث سنوات لدوري كرة القدم التركي، مفضلةً التخلي عن المبلغ المدفوع مقدمًا والبالغ 162 مليون دولار بدلاً من دفع مقابل حقوق البث. وقال أوزغور للمونيتور: “لقد ذهبت يد المساعدة البالغة 15 مليار دولار مع الريح”.
ربما بدأت السُّحب تتلبّد في سماء أردوكان , لكن ليس بسبب صفقة الشيخ تميم الهزيلة التي لا تساوي شيئاً بالقياس إلى طموحات أردوكان, الإقتصادية, هو خسر كثيراً وإهتزَّ عرشه بسبب وقوف ترامب إلى جانب الأمير محمد بن سلمان في قضية خاشقجي فأفسد عليه صيداً ثميناً , كان بإمكانه إصلاح إقتصاده بالكامل , ولم يكن يرضى بأقل من نصف ترليون دولار أي بقدر صفقة ترامب , لسد قضية خاشقجي لكنه أجبر على السكوت عليها بعد وقوف ترامب إلى جانب الامير , مما أجبر أردوكان على قبول تعويضٍ هزيل ربما لم يزد على بضعة مليارات الدولارات وهذه لا تعالج شيئاً من مشاكل إقتصاد تركيا , كما أن السياسة الأمريكية لا تسير في الإتجاه الذي يُريده أردوكان , ومع ذلك فلا يزال مسيطراً على الوضع , لأن الشعب التركي يُؤيد كل من يُحارب الكورد بشدة أكبر , هذا هو مقياس الشعبية في تركيا