بعد ما عاناه ويعانياه المواطن(العتاكَـ) صاحب المهنة الشهيرة(جمع الأشياء المستعملة وإعادة تدويرها)، لا سيما من النظرة السلبية لبقية فئات الشعب لهِ، ووقوعهِ بمشاكل مع مَنْ يشاركهُ بنفس صنف المهنة تقريباً ولكن بشكل أنظف وأرتب وهو المواطن(الدوار)، قرر عقد إتفاق يوحد الطرفين لحل معاناتهم مع بقية فئات الشعب الأخرى، فقررا أن يكونا كتلة سياسية تحت إسم(كتلة العتاكَة).
إنعقد الأجتماع الأول وبعد مداولة موضوع كيفية الأعلان عن الكتلة، قرر الزعماء المنضوون تحت الكتلة التعاقد مع مدرب شعبي لبناء فريق كرة قدم، وبذلك يعلنون عن كتلتهم بأسلوب حضاري ومرغوب من قِبل الجماهير؛ وبعد حضور المدرب وإطلاعهِ على أولويات الموضوع، وبما أنهُ من طبقة الكَادحين(الحدايق) ودعماً منهُ لطبقة العمال المسحوقة، وافق على مشاركتهم الفكرة، فقرر تشكيل الفريق الذي لن يكون إعلاناً لتحقيق شهرة الكتلة فقط، بل سينافس الفرق الكُبرى، وأقترح أن يكون أسمهُ(فريق الكابسة الخضراء) تيمناً بباب رزقهم(سيارة جمع النفايات)…
تم حجز ملعب شعبي ودعوة أحد الفرق لإقامة مباراة ودية، حضر الجمهور وبدأ الفريقان يتهيئان لدخول أرضية الملعب، وكان مدرب فريق الكابسة الخضراء يبدو منهمكاً حيثُ إرتدى قبعتهُ ووشاحهُ الأحمر وعضَّ على سيجارتهِ بأسنانهِ وطرف شفتيه، فجاءهُ(عجو) كابتن الفريق ليستعلم منهُ عن خطة اللعب، فطلب منهُ أن يجمع الفريق وقال: يا أبنائي إن خطتنا تتمحور حول نظرية أُستاذي الكبير(……..) الحائز على جائزة(الثول) وجائزة(الضحك على الجماهير) وجائزة(الخرط) وكثير من جوائز(القشامر) حيث كانت خطتهُ تتمحور حول نظرية(كُلنا نهد وكُلنا نرد) وبذلك نكسب رضا الجماهير من القشامر والهتلية والأغبياء والمكبسلين الصنميين، ونضمن بقائنا وأستمرارنا…
بقي شئ…
مبدأ(كُلنا نهد وكُلنا نرد) هو بالضبط ما يحدث اليوم في البرلمان الزنكَلاديشي، فالكُل مشترك بالحكومة والكُل معارض للحكومة، والمصيبة الكُبرى أن جمهور(القشامر) لازال يصدق مثل هذه الترهات!
…………………………
حيدر حسين سويري
كاتب وأديب وإعلامي
عضو المركز العراقي لحرية الإعلام
البريد الألكتروني:Asd222hedr@gmail.