قبل الدخول في حيثيات الموضوع وما نبغيه من القول دعني عزيزي القاريء أن أسرد لكم هذه القصة قصة البدوي وشهر رمضان .حيث يقال يا سادة يا كرام بأنه في سالف الأزمان كان هناك بدوي لا يجيد القراءة والكتابة وكل ما يطل عليهم شهر رمضان في كل سنة كان يجلب ثلاثون حجرا صغيرا ويبدء العد من اليوم الأول لشهر رمضان وحينما تشارف الأحجار الثلاثون على الانتهاء يدرك بأن شهر رمضان انتهى والعيد شارف على المجيء لكن في سنة من السنوات وفي منتصف شهر رمضان تقريبا حيث كان البدوي في ديوان الشيخ ومضيفه وأثناء تواجده هناك ذهبت مجموعة من رجال العشيرة الى خيمته او داره حاملين كومة من الأحجار المشابهة لاحجاره ووضعوه بين الأحجار المتبقية من شهر رمضان . وفي اليوم التالي ذهبوا إلى البدوي وقالوا له هلا …اخبرتنا ايها البدوي كم يوم بقى للعيد الاحظ البدوي الأحجار المتبقية و اندهش من كثرتها و خابت ضنونه وخاطب المجموعة .. يا معشر العرب إذ كانت حسبتنا على هذه الحجارة فإظن لا بل اني متاكد انه لا يوجد لرمضان النهاية هذه السنة ولا يوجد أيضا العيد..؟
ورباط الخيل والكلام هنا كما يقال عزيزي القاريء اذا كان منصب الأمير على أهوال الاخوة المرشحين لمنصب الأمير وكل واحد منهم له شروطه واجندته الخاصة ولا يوجد له برنامج معين لينقذ أبناء جلدته من المستنقع الآثم الذي هم موجودين فيه من التشرد في الخيم الى الهجرة والانقسام الحاد في صفوفهم . ولا يحركون ساكن وجالسين في بيوتهم مجرد انه مرشح لامير وكانه لازم سرة على توزيع البيض او العدس مع جلة احترامي لهم متناسين دور الامير ومركزه الديني و متصارعين ومنقسمين على أنفسهم مجموعات وكتل فإنه نفس الشيء على حساب البدوي وعلى حسابنا وعلى حساب الجميع لا يوجد امير ولا توجد إمارة ايزيدية وسوف تلاحق امارتنا الركب باخواتها من الامارات في المنطقة وفقداننا لهذا الرمز وهذا المنصب سوف يكون بمثابة القشة التي أقضمت ظهر البعير واللبيب يفهم من الإشارة …
حيث مر على ما يقارب أكثر من خمسة أشهر على رحيل او ما يسمى (قدم كوهاستن ) للامير الراحل الأمير تحسين سعيد علي بك امير الايزيدية في العراق والعالم حيث كان سموه يتميز بكارزمة وشخصية نادرا ما تجده في غير ه من القادة والأمراء والصمت والحذر والخوف من القادم والمجهول يخيم على الواقع الايزيدي وعائلة بيت الأمير بحد ذاتها للاختيار وترشيح من ينوب هذه المكانة الدينية والدنيوية والسؤال الذي يطرح نفسه بنفسه الى متى سوف يدوم هذا الصراع .. ونحن جميعا ندرك مكانة الأمير في الهرم الايزيدي ولاسيما وعيد الأربعينية على الأبواب وهل سوف تقيم مراسيم الدينية للعيد من دون منصب الأمير ..؟ اذا ما هي الآلية التي سوف يتم عن طريقها اختيار الأمير ..؟ وهل هناك أجندة معينة تحاول على تقليل هذا الدور اي دور الأمارة الايزيدية لكي يكون مصيرها مثل أخواتها من الامارت في المنطقة التي ليس لها الوجود اليوم إلا في بطون و بين صفحات الكتب التاريخية وأصبحت في خبر كان .. الم يأتي الاوان ليجلسوا الاخوة على طاولة مستديرة وينوبون اميرا كفوءا ويتنازلون البقية (وهناك مثل شعبي يقول لا يطبخ رأس كبشين في قدر واحد) والا ما تحليلكم لهذه الصراعات بين أبناء العمومة لنيل كرسي الإمارة اليس هذه الصراعات تقلل من أهمية مركز الأمير بين الايزيدية أنفسهم وبين عشائر المنطقة نفسها وفي حكومة الاقليم والحكومة المركزية أيضا الا تتوقعون بأنه هناك ايادي خفية تحاول تصعيد الصراع .. إلا يوجد بين عاءلة الامير والايزيديين أنفسهم أشخاص يجدون مبادرة لجمع شمل الاخوة المرشحين و يرسم لهم خارطة طريق معينة للنهوض بانتخاب امير يحافظ على هذه المكانة الدينية التي مر عليها أكثر من عشرة قرون من الزمن .. قبل أن يضيعون الخيط والعصفور و لا يخفى علينا جميعا في هذه الفترة مدى الصراع السياسي في المنطقة والجميع يريد أن يحافظ على أجندته على حساب الايزيدي الفقير الذين اصبحوا وقودا لحراكهم السياسي وبقرة حلوبة وقت الحاجة .أم أن رحيل سمو الأمير تحسين سعيد علي( قدس الله ثراه) سوف يكون بمثابة المسمار الأخير في نعش الإمارة الايزيدية . وهذا ما لا نتمناه والحفاظ على هذا المنصب يكون بمثابة إعادة الحياة الى روح هذه الإمارة و الركيزة أساسية لديمومتها ولا سيما فإن قوة وعظمة هذه الإمارة تعتمد بشكل اساسي على مدى كارزمة وقوة شخصية الأمير القادم الذي هنالك ملفات كثيرة عالقة بانتظار سموه …؟