جميل جدا – والحق يقال – انتقادكما المنطقي اللاذع لحكومة بغداد التي ينخر فيها الفساد حتى النخاع، والتي تشغلها سرقاتها المشرعنة عن القيام ولو بالحد الأدنى من واجباتها تجاه شعبها كحكومة تحترم نفسها.
ولكن هناك حقيقتان لا يمكن إنكارهما.
# الحقيقة الاولى.
هي ان فساد حكومة بغداد برئاساتها الثلاث، هو كنار على علم.
فالمواطن العراقي، ولمجرد سماعه للفظة مسؤول حكومي، تقفز إلى ذهنه – وبشكل لا ارادي – كل الصفات السلبية الدنيئة، كسرقة المال العام وفقدان الضمير والغطرسة والتكبر والعنجهية و … ناهيك عن العمالة للاجنبي على حساب الوطن.
تلك الصفات القبيحة التي يترفع عنها كل من يمتلك في داخله ذرة من الشرف والغيرة.
فالتطرق لفسادهم اذن، هو تحصيل للحاصل كما يقال، ولا يغير شيئاً على أرض الواقع المر.
# الحقيقة الثانية.
هي أن مجرد التذكير بفساد مؤسسات الدولة على مدى قرابة عقدين من الزمن ومن دون التطرق للحلول العملية.
هذا الاسلوب، قد ينعكس سلبا على نفسية ومعنويات الشعب العراقي، بحيث قد يصل إلى مرحلة اليأس والتسليم للأمر الواقع المزري الذي يعيشه.
وبعبارة أخرى، فدوركما في المجتمع هو بالضبط مثل دور الطبيب مع المريض.
غاية ما في الأمر، أن الطبيب يقوم بمرحلتين، مرحلة تشخيص المرض، ومرحلة كتابة العلاج اللازم للمريض.
أما انتما وكل من قد يكون على شاكلتكما، فتقفان عند المرحلة الاولى فقط، الا وهي تشخيص آلام المجتمع كنتيجة حتمية لفساد السلطة.
لكنكما تفتقران – وللأسف الشديد – الى الشجاعة للانتقال إلى المرحلة الثانية، مرحلة تشخيص العلاج، الا وهو ايقاض الشعب.
ذلك العلاج الذي يتلخص في توجيه بوصلة غضب الشعب العراقي نحو الهدف الحقيقي للخروج من مأزقه، الا وهو دك عروش حيتان الفساد في المنطقة الخضراء.
ان دوركما هذا المقتصر على القول دون الفعل.
هو أقرب ما يكون إلى دور خطبتي الجمعة الروتينية المملة لممثلٓي المرجعية، منه إلى دور الطبيب أعلاه.
حيث تخدير الشعب العراقي كل جمعة وقصفه بخطبة رنانة عصماء لامتصاص غضبه، والحؤول بشكل غير مباشر – بدهاء ومكر الثعلب – دون الخروج على حكومة بغداد الفاسدة الظالمة.
وليت شعري افهم، كيف تقتنع المرجعية بامكانية الجمع بين عدالة السماء، وبين ظلم صناع القرار في المنطقة الخضراء !…
وذلك في وطن يتم ذبحه كل يوم من الوريد الى الوريد بساطور الفساد والبغاء.
جاء في الحديث :
{ من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ……. }.
======================================================================================
بهزاد بامرني