الأربعاء, نوفمبر 27, 2024
Homeاخبار عامةالفلّوجة مقرّ العمليات السّريّة لـ داعش.. هكذا كانت تُنفّذ الاغتيالات والتفجيرات

الفلّوجة مقرّ العمليات السّريّة لـ داعش.. هكذا كانت تُنفّذ الاغتيالات والتفجيرات

.

بعد انهيار «دولة الخلافة المزعومة»، تمكّن تنظيم #داعش من الانتقال بسهولة إلى العمل السري في كلّ من #العراق و #سوريا، ومنذ ذلك الحين، ضاعف جهاديو التنظيم من عملياتهم الإرهابية، بينما تبدو قوات الأمن العراقية عاجزة عن ملاحقتهم.

فقد سقطت مدينة #الفلوجة في أيدي مسلحي التنظيم نهاية كانون الأول 2013 وبداية كانون الثاني 2014، أي قبل ستة أشهر تقريباً من إعلان أبو بكر البغدادي دولة “الخلافة”. حيث استغل التنظيم الاحتجاج السني ضد #الحكومة_العراقية، ليتمكن فيما بعد من التغلب عليه. وبذلك استطاع السيطرة على المدينة حتى شهر حزيران من عام 2016، عندما تم تحريرها من قبل الجيش العراقي وجهاز مكافحة الإرهاب وفصائل #الحشد_الشعبي.

وقد انتهى الأمر بخسارة آخر معاقل داعش الجغرافية في العراق في شهر تشرين الثاني من عام 2017. لكن التنظيم كان قد حضّر، ومنذ زمن بعيد، للانتقال إلى العمل السري. حيث كان قد بدأ بالفعل بهذا العمل من قبل في بعض المناطق كمحافظة #ديالا في جنوب البلاد.

وإن كانت الفلوجة تعتبر نسبياً قطاعاً ثانوياً للعمل السري لتنظيم داعش، إلا أنها تعطي مثالاً حياً لكيفية عمل هذا التنظيم من الآن وصاعداً في العراق.

واستند التقرير الذي أعدّه موقع (فرانس سوار) بشكل رئيس على الدعاية التي يقوم بها التنظيم ووضعها بطبيعة الحال ضمن سياقها وكشفها بطريقة نقدية.

فبيانات التنظيم الأولى لم تنتشر في “ولاية” الفلوجة إلا في شهر أيار من عام الماضي. حيث بدأ بنشر ثلاثة بيانات في شهر أيار لترتفع إلى أربعة في شهر حزيران. ومن ثم إلى ثمانية في شهر تموز وستة في شهر آب.

وازداد إجمالي هذه البيانات بشكل قوي بعد ذلك في شهري أيلول وتشرين الأول لتصل إلى عشرين بياناً.

لكن عدد هذه البيانات عاد وانخفض بشكلٍ ملحوظ في شهر تشرين الثاني إلى ثلاثة بيانات. ثم عاد للارتفاع ليصل إلى ثمانية في بداية عام الحالي، وبعدها بقي هذا العدد ضئيلاً بين أربعة وستة بيانات حتى الشهر الماضي.

قبل أن تسقط الفلوجة في أيدي جهادييه، كان داعش قد أعلن تبنيه /39/ هجوماً فقط في هذه المدينة. ولعل انخفاض عدد بيانات التنظيم في شهري تشرين الثاني وكانون الأول من العام الماضي يعود إلى ردّة فعل قوات الأمن العراقية بعد نشاط التنظيم في الأشهر السابقة، والذي نجم عنه إماطة اللثام عن العديد من خلايا داعش النائمة لاسيما في الفلوجة.

ومنذ ذلك الحين، عاد تنظيم داعش للعمل السري. حيث اكتفى التنظيم بنشر صور عملياته العسكرية حصراً. وبذلك انحصر نشاطه، لأسباب أمنية، على إنتاج المواد الدعائية.

فالنشاط السري في الفلوجة، والذي بدأ منذ عامٍ تقريباً، لم تتم تغطيته سوى بأربعة تقارير مصورة (في 24 تشرين الأول والأول من كانون الأول من عام 2018، وفي 15 كانون الثاني والخامس من أيار من هذا العام)، وبفيديو طويل تم بثه في الثاني من حزيران من هذا العام.

وكان التنظيم قد بثّ في نيسان من عام 2017، فيديو طويل آخر باستعمال صور من أرشيف معركة الفلوجة في عام 2016.

ويشير التقرير إلى أن بيانات تبني العمليات وغيرها من المواد الدعائية للتنظيم تسمح بتحديد أمكنة نشاطات داعش جغرافياً. فالهجوم الأول في شهر أيار من العام الماضي وقع في شمال الفلوجة. وفي شهر حزيران امتدت عمليات التنظيم إلى شمال وجنوب الفلوجة، ووصلت كذلك إلى الشمال الشرقي من المدينة.

وفي شهر تموز، شهدت الفلوجة نفسها أول عملية تبناها التنظيم. وفي شهر آب ضرب تنظيم داعش مرة أخرى حي الجولان وأبو جاسم في شمال الفلوجة. أما في شهر أيلول، فإن هجمات التنظيم تركزت كلها على الفلوجة لاسيما مركز المدينة، حيث نشطت حينها خلية نائمة أو أكثر.

وفي شهر تشرين الأول من العام ذاته، استمر نشاط خلايا داعش داخل المدينة. لكن الجهاديون استهدفوا كذلك ولأول مرة #حي_عامرية، في جنوب الفلوجة. وهذا الحي كان معقلاً تاريخياً لتنظيم القاعدة في العراق حتى عام 2006، عندما وضعت #عشيرة_البو_عيسى يدها بيد #القوات_الأميركية للتخلص من الجهاديين.

وفي شهر تشرين الثاني ومع انخفاض أنشطته، ضرب تنظيم داعش حي شهداء الفلوجة، وهو معقل تاريخي لتصنيع السيارات المفخخة. ففي شهر تشرين الأول من عام 2013، وصل عدد السيارات التي كان يفخخها التنظيم إلى خمسين سيارة في اليوم الواحد هناك. وفي شهر كانون الأول، تمكّن التنظيم من تنفيذ هجوم جديد في الفلوجة وعملية أخرى في #قرية_الشعيطة شرق المدينة.

وابتداءً من شهر كانون الثاني من العام الحالي، وتنظيم داعش يتخذ من جنوب الفلوجة مقراً لعملياته. فقد استهدف النعيمية، معقل آخر لتنظيم القاعدة في العراق حتى عام 2006. واغتال العديد في قرية مسالمة في نفس المنطقة.

كما استهدف كذلك ولأول مرة العنّاز القريبة من قرية الشعيطة، حيث ركّز عملياته هناك في شهر آذار الماضي. وفي شهر نيسان، استهدف التنظيم من جديد كلّ من عامرية و #النعيمية، قبل أن يستهدف العنّاز بعمليتين انتحاريتين.

وبالتالي فإن التوزع الجغرافي للعمليات التي نفذها تنظيم داعش تُظهر جلياً أن هذا التنظيم حاضر وبقوة من خلال العديد من الخلايا عاملة بشكلٍ مستقل بعدة مناطق.

أما فيما يتعلق بطبيعة عمليات تنظيم داعش، فقد كانت في البداية مركزة على حرق المزارع والمحاصيل (أيار 2018). وبطبيعة الحال، فإن التكتيك المهيمن على عمليات التنظيم كان ولا يزال التفجيرات ووضع العبوات الناسفة لاستهداف السيارات أو المنازل. وفي بعض الأحيان باستخدام عبرة ناسفة مزدوجة ضد نفس السيارة.

ومنذ شهر آب 2018، والتنظيم ينفذ عمليات اغتيال مستهدفة باستخدام الرصاص، فضلاً عن هجمات صاروخية على منازل «عملاء الأمن العراقي»، على سبيل المثال.

لكن بقي استخدام #العبوات_الناسفة هو الطريقة شبه الحصرية لعمليات داعش في الفلوجة في شهري أيلول وتشرين الثاني من عام 2018، وهما ذروة نشاط التنظيم. وقد تمكّن الجهاديون من تنفيذ عملية بسيارة مفخخة في الفلوجة في شهر أيلول، ومن تنفيذ عملية “انغماسية” أخرى بواسطة دراجة نارية في عامرية في شهر تشرين الأول من عام ذاته.

وفي شهر تشرين الثاني، استخدم التنظيم ولأول مرة الهجوم بواسطة الرمانات اليدوية على المنازل. وفي شهري كانون الثاني وشباط من العام الحالي، نفّذ التنظيم عمليات اغتيال استهدفت المخاتير في القسم الجنوبي من الفلوجة. وفي شهر أيار الماضي، أعلن تنظيم داعش ولأول مرة استخدامه قنّاص من أجل اغتيال أحد الناشطين عن بعد.

وفي الثاني من شهر حزيران الماضي، بثّ التنظيم أول فيديو طويل له، تزيد مدّته عن 11 دقيقة، لخّص فيه نشاطه السري في منطقة الفلوجة لمدة عام تقريباً. وقد حمل هذا الفيديو عنوان “ثم يُغلبون”، وهو مُستقى من سورة الأنفال الآية 36.

ويوضّح هذا الفيديو بشكلٍ رئيسي العمليات التي تم تنفيذها على مدار ستة أشهر قبل بثها، بين تشرين الثاني 2018 وأيار 2019. حيث يمكننا ملاحظة أن استهداف السيارات بالعبوات الناسفة قد تمت كلها في الليل، باستثناء عملية النُعيمية في نيسان 2019 ضد شاحنة في الجيش العراقي، والتي تمت في وضح النهار. وقد كان التنظيم قد بثّ سابقاً تقريراً مصوراً عن هذه العملية الأخيرة في شهر أيار الماضي.

وقد أدرج التنظيم كذلك في هذه الفيديو بعض صور لكاميرات المراقبة تُظهر فيها هجماته التي نفذها بواسطة العبوات الناسفة في الفلوجة في خريف عام 2018.

ولعل المقطع المثير للاهتمام أكثر من غيره كان بلا شك هي العملية التي نفذها التنظيم لاغتيال تسعة أشخاص في منطقة الضابطية في شهر تشرين الثاني من العام الماضي، والتي سبق وأن بثّ التنظيم صوراً لها في شهر كانون الثاني الماضي.

حيث يمكننا رؤية خلية مكونة من أربعة أشخاص برئاسة شخص يدعى عبد العظيم العراقي، وهي تحضّر للعملية من خلال مرقب ليلي مختار بدقّة، وتدرس العملية على مخطط مرسوم بخط اليد، للدعاية. وخلال العملية، تم استخدام أربعة رجال، حيث تضمّنت المجموعة مقاتلاً مسلحاً ببندقية هجومية من طراز AKMS، وآخر مسلح ببندقية من طراز M-4 بدون كاتم صوت لكن مزودة بعدسة كاميراً حرارية.

وقد لوحظ الاستخدام المتكرر لهذا النوع من العدسات حالياً من قبل الخلايا السرية لتنظيم داعش. وقد تمت عمليات الإعدام على يد رئيس الخلية باستخدام مسدس من طراز Glock 19 Gens مزود بكاتم للصوت. حيث استهدفت عملية الضابطية هذه على وجه التحديد ضابطين من الجيش العراقي، بالإضافة إلى شيخ عشيرة متهم بالتعاون مع الحكومة العراقية.

وبنفس الأسلوب، تم تصفية مختار المسالمة في النُعيمية في شهر كانون الثاني الماضي من قبل خلية أخرى. حيث اتهم التنظيم المختار المذكور بالرّدة. وهذا النوع من الأعمال يتطابق مع بيانات التنظيم الموجهة إلى خلاياه والتي يسميها “المفارز الأمنية”.

وقد تضمن الفيديو المذكور كذلك تفاصيل أخرى مهمة. ففي بداية مقطع الفيديو هذا وفي العرض التقديمي الذي يثبت أن الإنتاج يأتي بعلم وأمر القيادة المركزية لداعش، لم يقم التنظيم بإزالة كلمة “ولاية” التي تسبق الفلوجة من شعار المقاطعة السابقة.

بالرغم من أنه سبق وأعلن في تموز من العام الماضي إزالته اسم الولايات في سوريا والعراق والإبقاء فقط على إقليم سوريا وآخر للعراق. وكما هي العادة، يُظهر التنظيم في البداية صوراً تُبين أن الفلوجة لا تزال تحت سيطرتها.

وبعد هذا الفيديو الطويل، لم يُصدر قطاع الفلوجة أي بيان أو وثيقة أخرى. لكن قوات الأمن العراقية تمكّنت من قتل انتحاري كان يرتدي حزاماً ناسفاً عندما حاول الاقتراب من إحدى النقاط الأمنية في عامرية في شهر حزيران الماضي.

وبالرغم من أن الفلوجة تُعتبر قطاعاً ثانوياً له، فإن تنظيم داعش تمكن من المحافظة على عمله السري فيها. وبذلك يحافظ التنظيم على نقاط الربط، عبر ممر الرمادي – الفلوجة، بين غرب محافظة الأنبار، حيث لا تزال خلايا التنظيم نشطة، وقطاع الجنوب (جنوب العراق) حيث يستقر التنظيم بالقرب من جُرف الصخر.

عن موقع (FranceSoir) الفرنسي

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular