.
انتهت الحملة العسكرية الاخيرة لملاحقة ما تبقى من عناصر داعش في الصحراء بكشف مواقع كثيرة للتنظيم وتفجير معامل للتفخيخ وصواريخ وعبوات ناسفة، مقابل قتل عدد محدود من المسلحين.
ووصفت الحملة التي انطلقت مطلع الاسبوع الحالي، بأنها الاكبر منذ اعلان بغداد النصر قبل عامين على التنظيم المتطرف.
وشارك في “إرادة النصر” وهو اسم العملية العسكرية، نحو 20 الف مقاتل من 3 قيادات عسكرية نصفهم من الحشدين الشعبي والعشائري.
واستهدفت الحملة العسكرية في أيامها الأربعة تطهير المثلث الصحراوي الواقع بين محافظات، نينوى، الأنبار، وصلاح الدين.
وقدرت القوات، بحسب مصادر (المدى)، في تلك المنطقة المترامية الاطراف والتي تشكل نسبة 44% من مساحة العراق الكلية، وجود نحو 1000 مسلح تابع لـ”داعش” يختبئ في انفاق وشقوق تحت الارض.
لكن مسؤولا امنيا مطلعا على العملية العسكرية قال لـ(المدى) ان عدد المسلحين الذين تم قتلهم في العملية “مسلحين اثنين فقط” كانا محاصرين داخل احد الانفاق، فيما تقول احصائيات الجيش ان قتلى “داعش” اثناء الحملة هم 6 مسلحين.
وغالبا ما تنتهي عمليات التمشيط والتطهير في المناطق الصحراوية والجبلية بدون العثور على مسلحين.
ويعزو المسؤول الامني ذلك الى سببين، الاول هو اتساع وكثرة الانفاق في تلك المواقع، والثاني وجود مصادر تبلغ عناصر التنظيم بتحركات القوات الامنية.
ويقول المسؤول: “اثناء تمشيط الصحراء كنا متأكدين باننا نمر في بعض المناطق فوق انفاق فيها مسلحين ولكن لا نعرف مكانها بالضبط”.
بدوره، يقول صادق الحسيني، وهو مسؤول في منظمة بدر، احدى فصائل الحشد الشعبي، لـ(المدى) ان هدف عمليات التمشيط ليس فقط اعتقال وقتل المسلحين وانما “كشف مضافاتهم وأوكارهم”.
ويقول الحسيني ان “تدمير مضافات داعش يمنع عناصر التنظيم من العودة اليها مرة اخرى”.
ووفق بيانات قيادة العمليات المشتركة، ان حصيلة “إرادة النصر” كانت تفجير والعثور على 5 معامل خاصة بصنع المفخخات والعبوات، و106 عبوات ناسفة وصواريخ نمساوية وهاونات.
كما دمرت القوات 8 آليات و15 خيمة ومضافة وشق، فيما كان قد أصيب 3 عناصر من الحشد الشعبي بجروح اثناء الحملة.
وكانت الحملة، بحسب المسؤول الأمني، قد انتهت بأشواطها الثلاثة (صفحات بحسب التسمية العسكرية) مساء الثلاثاء الماضي، دون خطط لمسك الارض.
وقال المسؤول ان “اتساع تلك المناطق لا يمكن باي حال من الاحوال وضع قوات ثابتة فيها”، مشيرا الى ان عملية التطهير الاخيرة وصلت الى مواقع اول مرة تصل اليها القوات، لكنها لم تشكل سوى 20% فقط من مساحة الصحراء.
وتقوم ستراتيجية القوات الامنية في تأمين تلك المناطق، بتنفيذ حملات عسكرية صغيرة كل شهر مرتين على الاقل، وكبيرة كل عام او اكثر، وتجنيد عناصر في الصحراء، اغلبهم من رعاة الغنم، في نقل الاخبار الى الاجهزة الاستخبارية.
نسخة داعش الثانية
ولا تعني تلك الحملات افراغ العراق بالكامل من داعش، فبالاضافة الى الصحراء هناك مناطق جبلية “صعبة جغرافياً” يعتقد انها تضم مسلحين، وتهدد بين الحين والآخر المدن والقرى.
من بين تلك المواقع الخطرة، هو مثلث في شمال بغداد بين الحويجة جنوب غرب كركوك، وجبل مخمور جنوب اربيل، وجبل الخانوكة شمال تكريت.
وينفذ المسلحون انطلاقا من تلك المواقع هجمات متكررة على بيجي والشرقاط (شمال تكريت)، التي يتحدث فيها المسؤولون عن صورة اخرى لـداعش وما يخطط له.
ويقول وسمي الصحن، وهو ممثل الشرقاط في مجلس محافظة صلاح الدين لـ(المدى) ان الصورة النمطية لـ”داعش” انتهت، لكننا اليوم نواجه “خلايا نائمة تربك الأمن في القضاء”. اول امس، انفجرت ثلاث عبوات ناسفة في احد مشاريع المياه في الساحل الايسر للقضاء، الذي يشطره نهر دجلة الى قسمين.
وقال الصحن ان “مشغل مشروع الماء انفجرت عليه عبوة ناسفة وعندما حاول السكان اسعافه انفجرت الثانية وحين جاء الجيش لانقاذ الجميع انفجرت عليه الثالثة”.
وكانت بعض المصادر الامنية قالت ان سبب الانفجارات هو صواريخ “مورتور”، لكن المسؤول المحلي نفى ذلك.
واكد الصحن ان الخرق الامني الاخير، اسفر عن مقتل اثنين واصابة اثنين آخرين بين مدني وعسكري بجروح مختلفة.
وينطلق عناصر داعش، وفق ما قاله الصحن، من المثلث الجبلي والحويجة لتخويف الاهالي وافراغ المناطق من السكان. ويؤكد ان الشرقاط “تعاني من نقص في القطعات العسكرية” يسمح للمسلحين بتنفيذ هجمات.