قتل مسلح في ليلة الأحد، 30 حزيران، الشاب روج شمال، 23 سنة، أمام باب داره في منطقة (بلاك بيرغ) في العاصمة السويدية، ستوكهولم.
وحسب أقوال شاهد عيان، شاهد جانباً من الحادث، يبدو أن روج كان قد خرج للتنزه بكلبه وتعرض لإطلاق النار حال خروجه من باب شقته، وأنه سمع مع الطلقتين الأولى والثانية صوت القتيل وهو يصرخ “لا، لا، لا”، لكن صوته خبا مع الرصاصة الثالثة، وقد أصيب كلبه أيضاً.
ينتمي روج شمال إلى عائلة كوردية تقيم منذ فترة طويلة في السويد، وهي من السليمانية أصلاً هاجرت إلى السويد في تسعينيات القرن المنصرم، وقد ولد روج في السويد في 5 أيلول 1995.
كان روج مغني “راب”، وتنفي عائلته أن تكون له أية علاقة بأعمال عنف، لكن مصدراً ذكر لشبكة رووداو الإعلامية أنه “كان متورطاً”، وهي العبارة التي تشير في السويد إلى أعمال العنف والعمل مع أو ضد العصابات، ويصبح هؤلاء في الأخير هدفاً لعمليات ثأرية.
“مثل الكثير من القتلى الشباب الآخرين، كان متورطاً في أعمال تلك العصابات وقد قتل انتقاماً”، هذا ما قاله شخص قريب من العائلة لم يشأ الكشف عن اسمه، ولكنه نفى أن يكون روج قد تورط في أعمال قتل وتهديد، كما أشيع في شبكات التواصل الاجتماعي وبين قسم من الكورد المقيمين في المدينة.
قبل أشهر، قتل أخ لروج بنفس الطريقة على يد عصابة في ستوكهولم، هددت حينها بقتل أصدقائه وأقاربه المقربين أيضاً.
جيا حاجي، الذي كان قريباً من عائلة روج، تحدث لرووداو في مراسم عزاء أخيه، وأشار إلى أن هؤلاء الشباب كانوا متورطين وأن الخروج من صفوف تلك العصابات مستحيل.
وعن مقتل روج، قال جيا: “للأسف، كان شاباً هادئاً رزيناً، رغم أني أظن أنه كان متورطاً في تلك الأعمال، لكنه كان شخصاً لا يمكن أن يفكر في مثل تلك الأمور”.
وأضاف: “أتمنى لو أن هذا غير صحيح، فمثل هذا الكلام يؤذينا ويؤذي عائلته”.
انتشرت شائعات بين الكورد السويديين تقول إن روج أطلق تهديدات وشارك في أعمال قتل، لكن جيا ينفي هذا ويقول: “ربما يكون قد عبر عن مشاعره تجاه قتل أخيه بطريقة ما، لكن المؤسف حقاً هو أن هذا يمثل تهديداً جدياً لحياتنا جميعاً”.
قبل مقتله بفترة قصيرة، أصدر روج كليباً باللغة الكوردية ولغات أخرى، وأشار في الكليب إلى الانتقام وقال: “لن ندع دمك يذهب سدى”، والمقصود دم أخيه، ويحتوي الكليب على مشاهد رعب وتهديد وإشارات إلى القتل، وفيه ملامح للشباب المعروفين في السويد بأنهم عناصر مافيا، ويظن أهله أنه قتل بسبب الكليب المذكور.
روج هو ثالث شخص في العائلة يقتل من قبل تلك العصابات التي قتلت أخاه وشخصاً آخر من قبل، وأعلنت الشرطة بعد يومين من الحادث اعتقال المشتبه فيه الرئيس، وهو شاب سويدي في الخامسة والعشرين، لكن المحكمة لم تحسم القضية بعد، ولم يشر أي مصدر في الشرطة إلى سبب قتل روج البالغ 23 سنة من العمر.
على هامش هذه الأحداث، نشرت الشرطة السويدية خبر القبض على شابين خطيرين (حمو بوداغي وآبي السعدي) وتفيد معلومات رووداو أن الأول حكم عليه بالسجن 18 سنة، وهو الشخص المتورط في قتل شايان جاف، 22 سنة، الكوردي السويدي القاطن في ستوكهولم والذي أطلق عليه النار سهواً وقتل في أواخر العام الماضي في جنوب غرب ستوكهولم.
يعرف حمو وآبي بأنهما خطيران وذكر أنهما متورطان في أعمال قتل وتهديد وخطف وقد ثبت ارتكابهما للعديد من تلك الجرائم، وهما من أصول أجنبية، لكن الشرطة والإعلام لم يشيرا إلى أصولهما العرقية، وعند قتل شايان الذي ثبت تورط بوداغ فيه، كان هناك كلام عن الثأر، وأن عصابة بوداغ قتلته انتقاماً لقتل شاب شرقي آخر، قتله كوردي يشبه شايان.
وقد تزامن قتل روج شمال مع قتل شاب آخر في منطقة سولنتونا بستوكهولم، وبهذا بلغ عدد حالات القتل خلال الأشهر الستة الماضية 11 حادثاً، وبلغ عدد القتلى من الشباب الكورد في ستوكهولم خلال عامين 15 قتيلاً.
هذه هي المرة الأولى التي يشهد فيها الحي الذي يقطنه روج حادثاً من هذا النوع، وقد بث الحادث الهلع والقلق بين سكان المنطقة. يقول هريز مجيد، من سكان الحي الذي قتل فيه روج: “منذ أيام لا نعرف كيف نروح ونغدو، لقد اضطربت حياتنا وكل تفكيرنا منصب على مغادرة هذا الحي، بل هذه المدينة”.
لكن الشرطة السويدية تطلق تطمينات وتقول إن القبض على الشابين القاتلين تقدم في مجال عمل الشرطة على إنهاء نشاط العصابات.
وإلى جانب تأكيد خبر إلقاء القبض على قاتل شايان، قال مصدر في الشرطة السويدية لرووداو إنهم ألقوا القبض على العديد من الأشخاص وباشروا خطة أمنية واسعة لإنهاء نشاط تلك العصابات.
رووداو